مع دخول الموجة الرابعة لـ فيروس كورونا، بدأ الجميع يتأهب للحصول على لقاحات كورونا، لأنها أصبحت إجبارية في عدد من المؤسسات لضمان عدم تفشي الوباء بين الموجودين بها سواء في العملية التعليمية بينها المدارس والجامعات والمعاهد العليا وغيرها من المصالح الحكومية، حيث أن الموجة الرابعة تتزامن مع فصلي الخريف والشتاء، الأمر الذي يتطلب تطعيم عدد كبير للوصول إلى مناعة القطيع وهي المناعة المرجو الوصول إليها التي تستهدف 70% من المجتمع مع توفير اللقاحات التي تختلف في الفعالية، ومدى التأثير واستمرارية الأجسام المضادة لفترة من الزمن.
من جانبه، قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن لقاحات فيروس كورونا لا تزال فعالة على الرغم من المخاوف حول كون المناعة قد تتضاءل بمرور الوقت، لافتا إلى أن الدراسات أظهرت أن الملقحين بشكل كامل لا يزالون يتمتعون بحماية عالية ضد العدوى الشديدة والاستشفاء والوفاة الناجمة عن الفيروس حيث أن المناعة المكتسبة من خلال التحصين تستنفد بمرور الوقت.
وأضاف الدكتور مجدي بدران، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن الدولة وفرت اللقاحات، وسهلت الحصول عليها، وماعلينا إلا التسارع والتسابق ونهرع لتطعيم أكبر عدد من المواطنين ، موضحا أن عدد القاحات المتاحة في مصر 5 أنواع ولا ننسى الفئات الخاصة كالمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة لكن هذا لا يعنى الاستغناء عن التدابير الوقائية كالكمامة وغسل الأيدى والتباعد الاجتماعى حتى يتم انحسار الوباء عالميًا، والإعلان الرسمي من منظمة الصحة العالمية بالقضاء عليه.
ولفت إلى أنه سيتم النزول بالفئة العمرية للتطعيم أي سيتم النزول بأعمار الأطفال من متلقى اللقاح تدريجيا، والبداية ستكون قريبًا للفئة العمرية ما بين 12-18 سنة، وفيما يخص لقاح فايزر تدرج في النزول بمتوسط الأعمار لثلاث سنوات، موضحا أن لقاح سينوفاك تدرج إلى تلقيح أطفال في أعمار ستة أشهر، كما أن بعض اللقاحات يستمر تأثيرها المناعى لمدة 9 أشهر وحتي 12 شهرا مثل لقاحات (استرازينيكا - سبوتنيك - جونسون آند جونسون- سينوفارم- سينوفاك) حيث تمتد مناعة لقاح فايزر 6 أشهر، وتحتاج لجرعة تنشيطية.
وأشار استشاري أمراض الحساسية والمناعة إلى أن الجرعة الثالثة أثبتت، حتى الآن، على أنها تعمل بنجاح كبير، فبعد الجرعة الثانية، يصبح المطعمون أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من كوفيد بأربع أو خمس مرات ولكن بعد جرعة ثالثة، تقل احتمالية تعرضهم للإصابة بالفيروس بشكل خطير بأكثر من عشر مرات، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن شركات التطعيم ستغير بالطبع من تركيبة اللقاحات في المستقبل، وبعضها سيدمج تطعيم الكورونا مع تطعيم الأنفلونزا في حقنة واحدة سنوية.
وأكد أنه على كل مواطن تشجيع من حوله في البيت والمصنع والمزرعة في كل مكان نحو التطعيم، لأننا مازلنا في معركة مستعرة في 223 دولة ومنطقة، والحرب لم تضع أوزارها، والتخلي على الأسلحة لا يليق بالمحاربين، والأسلحة هي التدابير الوقائية والتطعيمات، مستطرا أن الوقاية من أمراض الشتاء تستلزم تطبيق التدابير الوقائية اللازمة، التطعيم ضد الكورونا والأنفلونزا، تعزيز المناعة بالتغذية الجيدة، عدم التدخين، ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد 8 ساعات ليلا وفي الظلام.
وفي ذات السياق، أوضح الدكتور محمد النادي عضو اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة المصرية، أن 'اللقاحات تعطي أجساما مضادة للفيروس لمدة تتراوح بين 6 و12 شهرا'، مؤكدا أن جميع اللقاحات آمنة، ولكن فاعلية اللقاح تكون على حسب جسم كل شخص.
وقال الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لفيروس كورونا بوزارة الصحة، إن الوزارة من المقرر أن تطلق تطبيقًا لتحديد حصول المواطنين على لقاح كورونا خلال أسبوع، لافتًا إلى أن تلقي اللقاح أصبح إلزامًا وليس رفاهية، لافتا إلى أن لقاح كورونا هو طوق الأمان الذي يكسر دورة حياة الفيروس، وخاصة أنه لا ينشط أو ينتشر إلا داخل جسم الإنسان، مشددًا على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية الأخرى كارتداء الكمامة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي مع تلقي اللقاح.
ونوه رئيس اللجنة العلمية إلى أن الدخول إلى النوادي والمركز التجارية، وأماكن العمل مرتبط بالحصول على اللقاح في دول العالم، قائلًا إن اللقاحات تحمي من الإصابات الشديدة والوفيات وتقلل نسبة الإصابة بالفيروس، مشيرا إلى أن اللقاح يمنع المرض بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 70%، والأعراض الشديدة والوفيات بنسبة تصل إلى 99%، مضيفًا أن مدة الفعالية للقاحات المصنعة بالطريقة التقليدية تتراوح ما بين 9 إلى 12 شهرًا، والمصنعة بالطريقة الحديثة مثل فايزر تحتاج جرعة تنشيطية بعد 6 أشهر.