معاناة أب معاق يبيع الشاي بالأقصر: "بشتري الأنسولين بالتقسيط.. ونفسي في كرسي متحرك ومعاش"

مدد
مدد

أقصى طلباته 'كرسي متحرك، وكشك بضاعة' يستطيع من خلالهما أن يواصل كفاحه فى الإنفاق على أسرته التي يعمل من أجلها 15 ساعة يوميا رغم إعاقته الحركية، بهدف توفير ثمن حقنة الأنسولين لابنه وزوجته اللذين يعانيان من مرض السكر، وتلبية احتياجات ابنه الثاني وبنته والطلبات المنزلية من مأكل وملبس ومشرب.

إعاقة حركية فى القدمين

'أسامة مصطفى محمد' الشهير بـ'مدد'، 55 عاما، يروي لـ'أهل مصر' جوانب من قصته ويقول: 'أعمل بائع شاي على محطة الأقصر وأنا ابن 15 سنة، من أجل مساعدة أبي فى تربية أخوتي والإنفاق عليهم، عندما وجدت أبي يعاني بمفرده ولم يكن له وظيفة سوى البيع على المحطة، فقررت مساعدته والوقوف معه على بيع الشاي'، لافتا إلى أنه كان فى ذلك الوقت قد أصيب بإعاقة حركية فى القدمين وظل والده يذهب به للعديد من الأطباء ولكن جمعيهم أكد بأن هذه إعاقة دائمة بسبب تطعيمات شلل الأطفال وليس لها علاج.

وتابع حديثه قائلا: 'اكتسبت خبرة عمل الشاي وبيعه من خلال ذهابي معه يوميا لعمله، وعندما رحل أبي لم أجد ما ينفق على أخوتي فأكملت مكان أبي فى بيع الشاي على المحطة، ثم تزوجت بمساعدة الأقارب وبالأقساط، عندما زوجت اخواتي، ثم بدأت أنفق على نفسي وعلى أسرتي من بيع الشاي'، مشيرا إلى أن أسرته تتكون من زوجة وبنت وولدين، اثنين منهما لديهم مرض السكر.

الأنسولين بالتقسيط

وأوضح 'مدد' أنه يقوم بشراء حقنة الأنسولين لابنه بالقسط من الصيدلية ويحاول أن يدبر أموره مما يكتسبه من بيع الشاي فى الإنفاق على أسرته من طعام وشراب، حتى يستطيع توفير بعض النقود وإعطاؤها لصاحب الصيدلية كي يمنحه مرة أخرى علاج ابنه وزوجته على الحساب، مؤكدا أنه ليس لديه أى راتب أو معاش خاص به بالرغم من كونه من ذوي الإحتياجات الخاصة وهم الفئة الأكثر احتياجا فى الدولة.

ولفت أحمد محمود أحمد، أحد العاملين بمحطة الأقصر، إلى أنه شاهد أكثر من مرة أن 'مدد' يعاني عند كل صلاة معاناة شاقة أثناء محاولته أداء أى فرض مع المصلين بالمحطة وحرصه الشديد على تأدية فرض الله فى جماعة، ويجد صعوبة فى الوقوف أثناء الوضوء قد تؤدي به إلى السقوط، مما جعله يحمله على عاتقه ويذهب به المصلى، لافتا إلى أنه يشعر بسعادة غامرة عندما يحمل مريض على أكتافه من أجل محافظته على الصلاة.

فيزا تكافل وكرامة

وأضاف ' مدد': أعمل منذ 35 سنة بائع شاي وأعاني معاناة شاقة أثناء عملي بسبب حالتي الصحية وابنائي صغار لا يعملون، ومصدر رزقي الوحيد هو بيع الشاي، لافتا إلى أنه ذهب قبل ذلك إلى تضامن الأقصر من أجل منحه قبض المعاقين أو عمل فيزا تكافل وكرامة، كي تساعد معه فى تربية أبنائه ولكن أغلقوا جميع أبوابهم فى وجهه.

واختتم الأب المكافح حديثه قائلا: 'لا أتمنى ولن أطالب المسئولين إلا بشيء بسيط وهو كرسي يساعدني على الحركة أثناء عملي وذهابي وعودتي إلى بلدي، ومعاش أو محل استطيع من خلاله زيادة دخلي الشهري حتى أستطيع إكمال مسيرتي فى تعليم أبنائي وتربيتهم والإنفاق على علاج زوجتي وابني'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً