منحه الله عز وجل صوتًا مميزًا اخترق آذان المستمعين وهو يرتل كتاب الله عز وجل، وفي قرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا كانت البداية والنشأة، وبعد أن أتم حفظ القرآن وبدأت موهبته تخطو خطواتها الأولى، انتقل إلى طنطا ثم القاهرة، ليتلقى تعليمه في الأزهر الشريف، حتى التحق بالإذاعة المصرية عام 1948م، ففي صوته رنة حزن جعلته مميزًا فلم يستمع إليه أحد إلا أحب صوته ولم ينسه على الإطلاق، فصوته ترك بصمة خاصة في قلوب مستمعيه.
«أهل مصر» التقى بأهل فضيلة الشيخ محمود أحمد عبدالحكم داود، وشهرته الشيخ محمود عبدالحكم، داخل قرية الكرنك بمركز أبوتشت بمحافظة قنا، للتعرف على قصته وحكايته ومسيرته مع القرآن الكريم.
مولده ونشأته
قال الحاج فوزي محمد أحمد عبد الحكم، ابن شقيق الشيخ محمود عبدالحكم، لـ«أهل مصر»، إن الشيخ محمود ولد بقرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا عام 1915م، وتعلم وحفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ أحمد عبدالحكم الذي كان من حفظة كتاب الله، وصديقًا شخصيًا للعارف بالله الشيخ أبوالوفا الشرقاوي.
تعليمه وحفلاته
وتابع: ثم سافر الشيخ محمود إلى طنطا لتعلم التجويد وأحكام القرآن الكريم، ومكث بها ما يزيد عن 8 سنوات، ثم انتقل إلى القاهرة وأقام فيها، وأحيا فيها حفلات قرآنية، وهو في سن الـ15 عامًا، ثم التحق بالإذاعة المصرية عام 1948م، لافتًا إلى أنه كان يُحيي ليالي رمضان في معظم الدول الإسلامية مثل ليبيا والعراق وقطر والسعودية والإمارات والكويت وماليزيا وباكستان وجزر القمر، ودول أجنبية مثل لندن ودول شرق آسيا.
أبناؤه
وأضاف «فوزي»، أن الشيخ محمود أنجب 8 أبناء '4 ذكور و4 إناث' جميعهم يقطنون في القاهرة، الذكور هم: «حسين»، حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، ويعمل رجل أعمال ويمتلك شركة سياحية، والدكتور «عبدالمنعم»، مدير مستشفى الشيخ حمد للأمراض النفسية والعصبية بدولة قطر، و«محمد»، كان ضابطًا بالقوات المسلحة وتقاعد، و«محمود»، يعمل معلم بمدرسة خاصة في العاشر من رمضان.
أما الإناث هن: «ليلى»، متزوجة من محمود صادق ابن خال الشيخ محمود عبدالحكم، والذي يعمل رئيس قسم بجريدة أخبار اليوم، و«عائشة»، متزوجة من الحاج سعودي ابن الشيخ محمد صديق المنشاوي، و«فاطمة»، متزوجة من المهندس حسن شورى، الذي كان يعمل مديرأ عاماً ببنك التنمية والإئتمان الزراعي، وحالياً يعمل رجل أعمال، و«صفاء»، متزوجة من الدكتور عمرو محمد صديق المنشاوي، الذي يعمل أستاذ بجامعة الأزهر.
نجاته من حادث
وأردف: تعرض الشيخ محمود لحادث سير عام 1964م في دولة الجزائر، حيث انحرفت السيارة التي كان يستقلها مع عدد من مشايخ وزارة الأوقاف وانقلبت بهم، وتوفي جميع من بها، وكتب الله له النجاة، فقد أُصيب بكسور في القفص الصدري، ومكث في الجزائر لمدة 6 أشهر نال خلال الرعاية الكاملة حتى شفي تماماً، لافتا إلى أنه عُرض عليه تعويض مالي فرفض؛ لأنه كان لا يعنيه المال أو الشهرة، فقد كان يقرأ القرآن من أجل القرآن فقط.
علاقته بأهل قريته
وعن علاقته بأهل قريته، قال «فوزي»، إن الشيخ محمود نشأ في قريته الكرنك، وحفظ فيها القرآن الكريم، ثم انتقل إلى طنطا ومن بعدها القاهرة وأقام فيها، ولكنه كان يأتي إلى قريته في المناسبات المختلفة، حتى تُوفي في 13 سبتمبر 1982م، مؤكدًا أن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك منح اسمه نوط الامتياز عام 1992م.
جيله من المشايخ
وأوضح الشيخ عبدالناصر أبو المجد عمر، ابن عم الشيخ محمود عبدالحكم، إن الشيخ محمود ولد في شهر فبراير عام 1915م بقرية الكرنك، وتعلم وحفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ أحمد عبد الحكم وهو في العاشرة من عمره، ثم ذهب إلى معهد الأحمدي بفرشوط، ثم انتقل إلى طنطا ومن بعدها إلى القاهرة وأقام فيها، لتلقي تعليمه في الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن الشيخ محمود من جيل المشايخ العظام أمثال الشيخ محمود الحصري والشيخ محمد رفعت، وله تسجيلات عديدة لقراءات القرآن الكريم تجويدًا وترتيلاً.
إحياء حفلات في قريته
وأشار «عبدالناصر»، إلى أن الشيخ محمود أحيا حفلات قرآنية داخل قريته الكرنك، منها إحياء حفل تأبين والذكرى السنوية لخاله المرحوم حسان عمر؛ لمرور عام على وفاته، وإحياء حفل الأربعين للعمدة محمود فكار، وخارج القرية أحيا في مركز المنشاة حفل تأبين الشيخ أحمد المنشاوي شقيق الشيخ صديق المنشاوي، وفي أسوان أحيا الحفل الذي أقامته شركة كيما أسوان، حيث كان معروفاً ومشهوراً بإحياء الحفلات التي تقيمها شركات القطاع العام.