شهد عام 2022 أحداثا ضخمة، غيرت ملامح كثير من الملفات الهامة، في ظل الأزمات المتتالية التي يشهدها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتحديات الاقتصادية، وبالرغم من ذلك وضعت الدولة المصرية ملف الحماية الاجتماعية على رأس أولوياتها، وتوسعت في مظلة الحماية الاجتماعية لتصل ميزانيتها إلى 25 مليار جنيه، لدعم الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية.
الحماية الاجتماعية
قالت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إن الدولة تضع ملف الحماية الاجتماعية على رأس أولوياتها، وهذا ما ظهر في دستور عام 2014، واحتوائه على العديد من مواد الحماية الاجتماعية، وكان نهجًا صريحا اتبعته منذ عام 2014، ثم تم إطلاق أكبر برنامج دعم نقدي مشروط في المنطقة العربية «تكافل وكرامة»، بهدف حماية الأسر الأولى بالرعاية من العوز والاستثمار في الأجيال القادمة، وقد انعكس ذلك في زيادة موازنة الدعم النقدي من 3,7 مليار في 2014 وتم زيادته تدريجياً حتى وصل إلى 25 مليار جنيه في 2022 من موازنة الدولة، إضافة إلى 3 مليارات جنيه من التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه عقب توجيهات رئيس الجمهورية بشأن تنفيذ حزمة الحماية الاجتماعية الإضافية، زاد عدد المستفيدين من برنامج الدعم النقدي تكافل وكرامة خلال 2022؛ ليبلغ 5.2 مليون أسرة، حيث يتم تمويل 4.6 مليون أسرة من موازنة الدولة، بالإضافة إلى التنسيق مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الذى يتحمل تكاليف 600 ألف أسرة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية الداعمة لأنشطة الدعم النقدى تحت مظلة برامج الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن التحالف الوطني للعمل الأهلي يوفر 2.4 مليار جنيه لدعم الأسر الفقيرة.
تكافل وكرامة
حزمة حماية اجتماعية جديدة بتكلفة 67 مليار جنيه
أقر مجلس الوزراء حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة خلال 2022، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن أهم مميزاتها؛ إقرار علاوة استثنائية بمبلغ 300 جنيه شهريا، لجميع العاملين بالجهاز الإداري بالدولة، والشركات التابعة لها، وكذا لأصحاب المعاشات، لمجابهة غلاء المعيشة، ورفع الحد الأدني للأجور إلى 3000 جنيه شهريا، بدلا من 2700 جنيه شهريا.
وأشار رئيس مجلس الورزاء الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن تكلفة حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة على الدولة، تقترب من 67 مليار جنيه في السنة، لافتًا أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا لتكليفات رئيس الجمهورية، وإيمانًا من الحكومة بضرورة دعم المواطنين في ظل الأزمة العالمية الراهنة.
2022 عامًا للمجتمع المدني
تم إعلان 2022 عاما للمجتمع المدنى خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته أن 2022 عام المجتمع المدنى، ودعا المجتمع المدنى إلى مواصلة العمل بجد واجتهاد جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة المصرية، لتحقيق التنمية المستدامة فى كل المجالات، ونشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان، مساهمة فى تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى العظيم.
قمة المناخ COP27
كما شهد عام 2022، عقد قمة المناخ COP27 - مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرون للتغير المناخي، في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ، وتم الخروج بقرارات واتفاقات وتوصيات مهمة لإنقاذ الكوكب، ورصد تقرير صادر عن سكرتارية اتفاقية الأطراف لقمة المناخ فى دورته السابعة والعشرين، أبرز النتائج التي تم إنجازها خلال القمة، أبرزها: إطلاق برنامج عمل جديد مدته خمس سنوات في COP 27 لتعزيز حلول تكنولوجيا المناخ في البلدان النامية.
وحقق مؤتمر الأطراف COP27 تقدما كبيرا في العمل المتعلق بالتخفيف، وتم إطلاق برنامج عمل التخفيف في شرم الشيخ، بهدف التعجيل بتوسيع نطاق طموح التخفيف وتنفيذها، ويستمر حتى عام 2030، مع عقد حوارين عالميين على الأقل كل عام، كما طُلب من الحكومات إعادة النظر في أهداف عام 2030 وتعزيزها في خططها المناخية الوطنية بحلول نهاية عام 2023.
مؤتمر المناخ
ومن أهم توصيات المؤتمر، تسريع الجهود للإلغاء التدريجي للطاقة التي تعمل بالفحم دون هوادة والتخلص التدريجي من إعانات الوقود الأحفوري غير الفعالة، حيث يقر نص القرار بأن أزمة الطاقة العالمية غير المسبوقة تؤكد الحاجة الملحة إلى تحويل أنظمة الطاقة بسرعة لتصبح أكثر أمانًا وموثوقية ومرونة، من خلال تسريع التحولات النظيفة والعادلة إلى الطاقة المتجددة خلال هذا العقد الحرج من العمل.
بطاقة الخدمات المتكاملة
شهد عام 2022 معاناة ذوي الإعاقة مع بطاقة الخدمات المتكاملة، رغم إعلان وزارة التضامن الاجتماعي استراتيجية جديدة للتيسير عليهم عملية الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة، والاستفادة من عشرات الخدمات التي كفلها لهم القانون رقم 10 لسنة 2018، المنظم لحقوق، كما وجهت بإعفاء ذوي الإعاقات الشديدة من إجراء الكشف الطبي المميكن، إلا أنه مازالت هناك عقبات أمام ذوي الهم تعرقل استخراج وتفعيل الكارت الذكي، ولم يتم استخراج إلا 900 ألف بطاقة فقط من إجمالي 10.7 مليون معاق في مصر.
مبادرة حياة كريمة
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة حياة كريمة؛ لتحسين كافة مناحي الحياة للفقراء والفئات الأكثر احتياجًا، خاصة في المناطق الريفية، وتعد المبادرة هي المشروع الأضخم فى مصر، حيث يستفيد منها حوالي 60 مليون مواطن يعيشون فى أكثر من 4500 قرية على مستوى الجمهورية، إذ تعد أكبر مشروع إنمائي إنساني في التاريخ الحديث.
وتلقي المبادرة بمظلتها على جميع القطاعات في إطار رؤية عمرانية متكاملة بتكلفة تصل إلى تريليون جنيه، وتتضمن المرحلة الأولى تنفيذ 30 ألف مشروع رئيسي وفرعي في مختلف القطاعات، مثل شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب والغاز الطبيعي والكهرباء والإنارة والاتصالات والبريد والنقل والطرق والمجمعات الحكومية النموذجية، والري والزراعة والتعليم والصحة والشباب والرياضة وبرامج التضامن الاجتماعي والإسكان والتنمية المحلية، إلى جانب المبادرات المتنوعة للتنمية الاقتصادية.
كما أحدثت المبادرة آثارًا إيجابية كبيرة على الأوضاع المعيشية لسكان الريف، وتم إدراجها على منصات الأمم المتحدة كأحد أفضل الممارسات العالمية لأهداف التنمية المستدامة، لما لها من أثر إيجابى فى الحد من معدلات الفقر.
ويتمثل البعد الاجتماعى لمبادرة حياة كريمة، على مستوى خطة التنمية 2022/2023، في إنشاء 120 ألف وحدة سكن كريم سنويًا و14 ألف فصل و4 آلاف فصل ذكي متنقل، وإنشاء 24 مستشفى و398 نقطة إسعاف مجهزة بـ 1000 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير 495 مركز شباب.
وأيضا إنشاء وتطوير 3000 حضانة و1200 مدرسة تعليم مجتمعى و1400 فصل محو أمية، كما نفذت المبادرة 20 مرکز خدمات لخدمة ذوى الهمم وتطوير 64 وحدة تضامن اجتماعي.