تصدر مسلسل الحشاشين، للفنان كريم عبد العزيز، والمؤلف عبد الرحيم كمال، محركات البحث، وذلك بعد عرض أولى حلقاته ضمن قائمة مسلسلات رمضان 2024، الأمر الذي جعل الكثيرين يبحثون عن من هم طائفة الحشاشين.
وترصد «أهل مصر»، خلال التقرير التالي، كل ماتريد معرفته عن طائفة الحشاشين:
من هم الحشاشين؟
تعتبر طائفة الحشاشين هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري والحادي عشر الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرنين الخامس والسابع الهجري.
وكانت تُعتبر فرعًا من الإسماعيلية الشيعية، وانبثقت طائفة الحشاشين في البداية كجماعة دينية تنتمي إلى الإسماعيلية الشيعية، لكنها مع مرور الوقت انشقت وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مستقلة.
واشتهرت طائفة الحشاشين بأساليبها القتالية المتطرفة والاغتيالات الموجهة ضد الأعداء والمعارضين، وقد أصبحت تُعتبر بمثابة خطر كبير على الدول والحكومات المجاورة في ذلك الوقت.
وكانوا يستخدمون الاغتيالات كأسلوب للرد على المعارضين والأعداء، وقد تميزت بذلك عملياتهم المتعددة ضد الحكام والزعماء السياسيين في الشرق الإسلامي خلال تلك الفترة.
الحشاشين
الحشيش وعلاقته بـ طائفة الحشاشين
يقف وراء تسمية الطائفة بهذا الاسم العديد من الروايات والحكايات، فالأولى هي قصة قتلهم لـ الوزير 'نظام الملك' والتي سبق مقتله صراع طويل بدأ بتحرك حسن الصباح للسيطرة على كل ما يحيط بـ قلعة آلموت انزعجت الدولة العباسية وأرسلت السلاجقة لمهاجمته وبالفعل وقع الهجوم وحاصروا أفراد الطائفة ومنع عنهم الطعام والشراب فبدأوا في أكل حشاش الأرض من نباتات وغيرها.
وعندما اغتال واحد منهم الوزير نظام الملك شعر الناس بالرعب والقوة التي يتمتعون بها وظنوا أن حسن الصباح قد منح لهم مخدرًا للقيام بهذه العملية الاغتيالية.
أما الرواية الثانية وهي أن كلمة القتلة أو الاغتيالون تعني بالفرنسية أساسان (Assasins) حيث أطلقها عليهم الفرنسيون.
حسن الصباح
ولد الحسن بن الصباح بالري في إيران عام 430هـ/1039م، وقد ذكر بعض المؤرخين أنه ولد في مدينة قُم معقل الشيعة الاثني عشرية، ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز نشاطات طائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.
تنقل الصباح داخل إيران مستكشفا لها لمدة تسع سنوات، ثم قرر نشر الدعوة منطلقًا من إقليم الديلم ومازندران، كما كان يتفادى المدن في تنقلاته ودعوته، ويفضل أن ينتقل عبر الصحراء، حتى استقر في منطقة دامغان، وحوّلها إلى قاعدة للدعوة الإسماعيلية النزارية، يبعث منها الدعاة إلى المناطق الجبلية لجذب الناس إلى هذه الدعوة، واستمر على ذلك لمدة 3 سنوات حتى أصبح خطرًا داهمًا على الوجود السلجوقي في إيران، وقد اتخذ الوزير نظام الملك الطوسي قرارًا باعتقال ابن الصباح؛ لكنه تمكن من الهرب إلى صوب قزوين.
طرد حسن الصباح من مصر
بعد ذلك بقي حسن في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم قيل إنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا، ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان.
لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب؛ بل أيضاً للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردات السلاجقة الدائمة، ويتمكن من خلاله من جعله قاعدة مستقرة وآمنة لنشر دعاته في إيران؛ لذا عزف الصباح عن المدن لانكشافها وسيطرة السلاجقة عليها؛ وسرعان ما وقع على بُغيته التي وجدها في قلعة الموت المنيعة.
طائفة الحشاشين وقائمة الاغتيالات
ثم توالت الاغتيالات وتمكنت الطائفة، من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
قلعة الموت
قلعة الموت تعتبر من أشهر القلاع التي استخدمها حسن الصباح لنشر دعوته، فلم يكن مشغولاً فقط بكسب الأنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغولاً أيضاً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية في كل البلاد للابتعاد عن خطر السلاجقة، حيث فضل معقلاً نائياً ومنيعاً وملاذاً آمناً للإسماعيليين، فوقع اختياره على قلعة ألموت، وهو حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال ألبرز، ويسيطر على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلاً وأقصى عرضه ثلاثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار.
وقد بقي فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، حيث كان جل وقته يقضيه في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط لفرقته.
نهاية الحشاشين على يد المغول
وجاءت نهاية الطائفة التي أرعبت العالم على يد هولاكو زعيم المغول، وكانت بداية سقوطهم عام 1256 ميلاديا في بلاد فارس، وذلك بالسيطرة على حصنهم المنيع آلموت وإلى جانبها 100 قلعة بإحراقها، وعام 1273 سقطت الطائفة أيضًا في الشام على يد الظاهر بيبرس.