أعلن آمر غرفة عمليات الجيش الوطني الليبي، العميد عبد السلام الحاسي، في يونيو 2017، استعادة الجيش الليبي السيطرة على منطقة الجفرة بكافة مناطقها وبلداتها بما فيها قاعدة الجفرة العسكرية الجوية بعد القضاء على عناصر القاعدة الإرهابي والتابعين لجماعة الإخوان هناك، مؤكدا أنها باتت خالية تماماً من العناصر الإرهابية التي كانت تسيطر على المنطقة.
جاء ذلك بالتزامن مع ما أكده المتحدث الرسمي باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية اللواء أحمد المسماري، أن الجيش الوطني الليبي سيطر على كلا من ودان وهون وسوكنة المناطق الاستراتيجية في منطقة الجفرة بعد مواجهات دامية مع الجماعات الإرهابية هناك.
ووثق الناطق باسم اللواء 12 مجحفل محمد الافيرس مقطع فيديو يبين دخول وحدات من الجيش الوطني الليبي إلى مدينة هون وتمركزها أمام المجمع الإداري بالمنطقة، مؤكداً بسط السيطرة على كامل مدينة الجفرة التي تحوي قاعدة عسكرية جوية ومخازن للسلاح والذخيرة، وكانت تعتبر العاصمة العسكرية في ليبيا، ومقر إقامة القائد العام للجيش، إبان حكم معمر القذافي.
ومنذ ذلك الحين وحتى عام آواخر 2018 ظلت ميليشيا القوة الثالثة التابعة للمجلس العسكري مصراتة وسرايا الدفاع عن بنغازي التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تسعى للوصول إلى الجفرة وظلت الإشتباكات بين الميليشيات وقوات الجيش الوطني الليبي تتجدد بين الحين والآخر إلى أن جاءت قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" لحماية وتحييد الحقول والمنشآت النفطية عن الاشتباكات المسلحة ونجحت في تأمين المنطقة بصورة كاملة وبسط الأمن والاستقرار.
ومنذ عام 2019 نجحت قوات الجيش الليبي في تأمين المنطقة ومدن الجفرة الثلاث، ودان وسوكنة وهون، براً وجواً وأصبح سماع أصوات الطائرات المنطلقة من قاعدة الجفرة التي تعمل على حماية الحدود الجوية أمراً معتاداً لابناء وسكان المنطقة، وهو أمر كان يزعجهم جداً وبالأخص خلال شهر رمضان، الأمر الذي دفعهم حينها للتقدم بشكوى للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر.
حيث طلب سكان وأهالي مدينة هون من المشير خليفة حفتر أن تكون المناورات الجوية لتأمين سماء المدينة ليلاً وليس في نهار رمضان، وهو طلب تم تنفيذه بالفعل وأصبح صوت الطائرات أحد الأصوات المميزة في ليالي شهر رمضان المبارك، إلا أنه في هذا العام افتقد أهالي المنطقة هذا الصوت في أول أسبوع من الشهر الفضيل بعد أكثر من ستة أشهر على خروج قوات فاغنر.
وفي هذا السياق، قال محللون سياسيون، إن غياب التأمين الجوي فوق واحدة من أهم المناطق الليبية في ظل التحشدات العسكرية وخطط توحيد الميليشيات في الغرب الليبي يُثير تساؤلات عديدة وأهم بكثير من غياب أصوات الطائرات وهدوء سماء هون، والسؤال الأهم هو مدى جاهزية واستعداد الجيش الليبي للدفاع وحماية المنطقة ومجابهة خطر هجوم الغرب الليبي المتوقع على المنطقة الشرقية إبتداءً من الجفرة.