شهدت مدينة تل أبيب مساء السبت مظاهرة حاشدة نظمتها عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، للمطالبة باستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس. وعبّر المتظاهرون عن استيائهم الشديد من أداء الحكومة الإسرائيلية، ووجهوا انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمينه بتجاهل مصير أبنائهم والتقاعس عن الوفاء بالتزامات الدولة تجاه الأسرى.
لافتات بأسماء الأسرى.. وغضب يتصاعد
احتشدت العائلات أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ورفعوا لافتات كبيرة كتبوا عليها أسماء 90 أسيراً لا يزالون داخل غزة، من بينهم مجندات في الجيش. ورفع بعضهم صوراً لأبنائهم المختطفين مع عبارات "أعيدوهم الآن" و"لا مفاوضات جزئية". وطالبت العائلات بشكل مباشر بـ"تطبيق الاتفاق بالكامل"، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية دون مماطلة، مشددين على أن الانتظار يقتل الأمل.
مجندات إسرائيليات ضمن الصفقة.. والضغط الشعبي يتزايد
في ذات اليوم، نفذت كتائب القسام المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، حيث أفرجت عن أربع مجندات إسرائيليات تم تسليمهن إلى بعثة الصليب الأحمر الدولي، فيما أطلقت إسرائيل سراح 200 أسير فلسطيني من سجونها. ورغم هذا التطور، اعتبرت العائلات أن الحكومة تتعامل مع الملف بشكل "جزئي ومبتور"، ما يعكس برأيهم غياب الإرادة السياسية لدى نتنياهو لاستكمال المسار حتى نهايته.
اتهامات لنتنياهو بالتلاعب السياسي
اتهمت العائلات رئيس الوزراء نتنياهو بأنه "لم يعلن حتى الآن التزامه الكامل بتطبيق الاتفاق"، محذّرين من أن الحكومة "تتعامل مع مصير الأسرى كملف انتخابي وليس كقضية إنسانية وأمنية طارئة". وأضافوا أن "الوقت ينفد، وصبرنا ينفد معه"، وطالبوا بإجراء مفاوضات فورية وشاملة لإنهاء الأزمة.
صحف إسرائيلية تنتقد أداء الحكومة
تناولت صحف إسرائيلية بارزة المظاهرات بتقارير وتحليلات غاضبة، حيث كتبت صحيفة "هآرتس" أن "المتظاهرين في تل أبيب قدّموا صورة أكثر واقعية من الحكومة عن عمق المأساة الإنسانية التي تمر بها الأسر الإسرائيلية". وأضافت أن "إصرار نتنياهو على تجزئة الاتفاق يفاقم الأزمة".
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فوصفت الأجواء بـ"المتوترة والمؤلمة"، مشيرة إلى أن "عائلات الجنود ترى أن الحكومة تفتقر إلى الشجاعة اللازمة لإنجاز اتفاق شامل". وقال أحد المحللين: "نتنياهو يخشى دفع الثمن السياسي، ولهذا يُبقي المفاوضات في حالة شلل وظيفي".
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن "المؤسسة الأمنية باتت تشعر بالضغط من الشارع"، وأن "تأجيل المرحلة الثانية قد يؤدي إلى تعقيد الصفقة برمتها"، في إشارة إلى مخاوف من تعنت حركة حماس.
دعوات لإنقاذ ما تبقى
ووجهت العائلات نداءً عاجلاً إلى الحكومة والجيش والشاباك لوقف التسويف، والبدء في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق دون شروط. وشددوا على أن "أرواح أبنائنا ليست ورقة تفاوضية ولا بنداً سياسياً.. إنها مسؤولية وطنية وأخلاقية"، على حد وصفهم.