العنف بات ظاهرة فى كثير من المدارس، وأخذ العديد من الأشكال للحد الذى فقدت فيه المدارس الأمان بشكل كامل، وأصبح هناك بعض التلاميذ يرفضون الذهاب إلى مدارسهم، بسبب ما يتعرضون له من عنف، خاصة إذا ما كان هذا الأمر من تلميذ إلى آخر بنفس المدرسة أو الفصل الدراسى، كما أن ظاهرة العنف المدرسي لدى بعض المتعلمين داخل نطاق المدرسة تعتبر مشكلة خطيرة لما لها من تأثير سلبي يعوق سير العملية التربوية ويؤدى إلى اضطراب الجو المدرسي، كما يتسبب في إهدار الطاقات البشرية والممتلكات المادية، حيث يقوم به أشخاص قاصرون داخل فضاء المدرسة أغلبهم يعانون الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية.
ولمساعدة هؤلاء التلاميذ للوصول إلى التكيف الاجتماعي والتوازن النفسي لمواجهة المشكلات التي تعترض مسيرتهم حتى يكونوا مواطنين صالحين لمجتمعهم ووطنهم، كان لزاما تسليط الضوء على هذه الظاهرة حتى يتسنى رصد مسبباتها ومظاهرها وكذا دور الفاعلين المباشرين لتطويقها والحد من استفحالها.
ولهذا التقت «أهل مصر» الدكتور أحمد عبد الرشيد، أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان، ووكيل الكلية الأسبق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، للحديث حول أسباب انتشار العنف داخل المدارس ومظاهره وسبل علاجه.
1- ما هو العنف المدرسي؟
العنف: هو كل سلوك عدواني يؤدى إلى إلحاق الضرر والأذى بالآخرين (ذاتيين كانوا أو معنويين) أو بممتلكاتهم، فهو تفريغ لا شعوري لطاقة مكبوتة تتخذ أشكالا وصورا كثيرة قد تكون جسدية ويقصد بها الإيذاء البدني كالضرب المبرح أو الحرق أو غيره، أو عنفا لفظيا ويقصد به السب والتحقير وتوجيه الألفاظ الجارحة، أو عنفا نفسيا والمقصود به كل سلوك يتضمن الإذلال والاستهزاء، أو الإهمال والحرمان العاطفي، وقد يكون عنفا ماديا ويقصد به عدم توفير المستلزمات الضرورية للحياة من مأكل وملبس ومسكن وكذا مستلزمات التعليم والعلاج.
2- أسباب انتشار ظاهرة العنف في المدارس:
يمكن إجمال أسباب هذه الظاهرة اختصارا لا على سبيل الحصر بالمدرسة فيما يلي:
- أسلوب التنشئة الاجتماعية الخاطئ داخل الأسرة، وينجم ذلك عن:
التفكك الأسري وسوء العلاقة بين الوالدين.
كثرة المشاكل داخل الأسرة وعدم التزام الوالدين بترسيخ القيم والأخلاق الحميدة لناشئتهم.
إهمال تربية الأبناء وعدم تحمل المسؤولية الأسرية خصوصا من قبل الأب.
صراع الأجيال وتعارض الرؤى بين الآباء والأبناء.
التوجهات السلبية للأبناء بسبب تأثيرات خارجية مع انعدام المراقبة والتوجيه.
أسلوب الإدارة المدرسية والصفية المتبع في التعامل مع التلاميذ داخل المدرسة.
التقليد الأعمى للأقران خصوصا الجانحين منهم بغية البروز ولفت الانتباه وحب تحقيق الذات.
شعور الطالب بالنقص (جسمياً - عقلياً - دراسياً – اقتصادياً ) أمام أقرانه، فيكون اللجوء إلى العنف تعويضا لهذا النقص وتنفيسا للمكبوتات الدفينة.
المشكلات الاجتماعية والاضطرابات النفسية التي يعاني منها التلميذ.
تأثير وسائل الإعلام بكل أنواعها خاصة الموجهة لفئة المراهقين الشباب.
3- محاور العنف في مؤسساتنا التعليمية:
1- عنف من خارج المدرسة
أ- بلطجة.
هو العنف القائم من خارج المدرسة إلى داخلها على أيدي مجموعة من البالغين ليسوا طلاباً ولا أهالي، حيث يأتون في ساعات الدراسة أو في ساعات ما بعد الظهر من اجل الإزعاج أو التخريب وأحياناً يسيطرون على سير الدروس
ب- عنف من قبل الأهالي
عنف اما بشكل فردي أو بشكل جماعي ( مجموعة من الأهالي )، ويحدث ذلك عند مجيء الأباء دفاعاً عن أبناءهم فيقومون بالاعتداء على نظام المدرسة والإدارة والمعلمين مستخدمين أشكال العنف المختلفة
2- العنف من داخل المدرسة:
أ- العنف بين المتعلمين أنفسهم.
ب- العنف بين المعلمين أنفسهم.
ج- العنف بين المعلمين والمتعلمين.
د- التخريب المتعمد للممتلكات
4- ما مظاهر وأنواع العنف المدرسي:
يمكن استجلاء الأطراف الأساسية التي تدخل في معادلة ممارسة فعل العنف أو الخضوع لفعل العنف في مؤسساتنا التربوية، وهي علاقات الفاعل والمفعول به، ويمكن أن نركز دوائر هذا العنف في المحاور العلائقية التالية:
أ ـ التلميذ في علاقته بالتلميذ
تتعدد مظاهر العنف التي يمارسها التلاميذ فيما بينهم، إلا أنها تتراوح بين أفعال عنف بسيطة وأخرى مؤذية ذات خطورة معينة، ومن بين هذه المظاهر:
اشتباكات التلاميذ فيما بينهم والتي تصل، أحياناً، إلى ممارسة فعل العنف بدرجات متفاوتة الخطورة.
الضرب والجرح.
التدافع الحاد والقوي بين التلاميذ أثناء الخروج من قاعة الدرس.
إتلاف ممتلكات الغير.
الإيماءات والحركات التي يقوم بها التلميذ والتي تبطن في داخلها سلوكا عنيفاً.
ب ـ التلميذ في علاقته بالمعلم
لم يعد المعلم بمنأى عن فعل العنف من قبل التلميذ، فهناك العديد من الحالات في مؤسساتنا التعليمية ظهر فيها التلميذ وهو يمارس فعل العنف تجاه أستاذه ومربيه. وهذا ما تؤكده العديد من تقارير السادة الأساتذة التي يعدونها حول السلوك غير التربوي لعينة من التلاميذ المشاغبين. و كلها تقارير تسير في اتجاه الاحتجاج على الوضع غير الآمن لرجل التعليم في مملكته الصغيرة (الفصل)…
ج ـ التلميذ في علاقته برجل الإدارة المدرسية
قد يكون رجل الإدارة، هو الآخر، موضوعاً لفعل العنف من قبل التلميذ، إلا أن مثل هذه الحالات قليلة جداً، ما دام الإداري، من وجهة نظر التلميذ، هو الموكل له تأديب التلميذ وتوقيفه عند حده حينما يعجز الأستاذ عن فعل ذلك في مملكته الصغيرة(الفصل)، وهذا ما يحصل مراراً وتكراراً في يوميات الطاقم الإداري، فكل مرة يُطلب منه أن يتدخل في فصل من الفصول التي تعذر على الأستاذ حسم الموقف التربوي فيه.
د ـ التلميذ في علاقته بجدران ومعامل وأثاث المدرسة
تحطيم زجاج نوافذ فصول ومعامل وأفنية المدرسة
الكتابة على جدران وفصول ومعامل المدرسة
القاء المهملات في فناء المدرسة
تعذيب بعض الحيوانات الموجودة في فناء المدرسة
5- العنف المدرسي وتأثيراته:
لقد أثبتت العديد من الأبحاث بأن هناك أثار لعملية الاعتداءات على المتعلمين على أداءهم الاجتماعي والسلوكي والانفعالي ويمكن تلخيص هذه التأثيرات في عدة مجالات تشمل ( المجالات السلوكية، التعليمية، الاجتماعية، والانفعالية)
المجالات السلوكية
عدم المبالاة
عصبية زائدة
مخاوف غير مبررة
عدم قدرة على التركيز
تشتت الانتباه
سرقات
الكذب
القيام بسلوكيات ضارة مثل التدخين
تحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة .
عنف لفظي مبالغ فيه.
المجالات التعليمية
هبوط في التحصيل التعليمي
تأخر عن المدرسة وغيا ب متكررة
عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية
التسرب من المدرسة بشكل دائم أو متقطع
المجال الاجتماعي
انعزالية عن الناس
قطع العلاقات مع الآخرين
عدم المشاركة في نشاطات جماعية
العدوانية اتجاه الآخرين
المجال الانفعالي
انخفاض الثقة بالنفس
اكتئاب
التسرع والاندفاع
توتر دائم
شعور بالخوف وعدم الأمان
العصبية الزائدة
6- الأساليب الوقائية والعلاجية لظاهرة العنف المدرسي
- دور الأسرة
تعتبر الأسرة الحضن الأول الذي ينشأ فيه الطفل ويتلمس فيه أولى خطواته عند اتصاله بالعالم الخارجي، وأسلوب تنشئة الوالدين للطفل له الأثر البالغ في تكوين ذاته حاليا ومستقبلا، وكذا الدور الذي سيؤديه بناء على ما اكتسبه من قيم واتجاهات فكرية.
وتبرز قيمة التربية الأسرية للأسباب التالية:
أن الفرد في مرحلة طفولته المبكرة لا يكون خاضعا لتأثير أي جماعة غير أسرته.
أن الفرد في مرحلة طفولته المبكرة يكون سهل التشكيل.
أن الفرد في مرحلة طفولته المبكرة شديد الإيحاء والتعلم.
أن الفرد في مرحلة طفولته المبكرة قليل الخبرة، عاجز، ضعيف الإرادة، قليل الحيلة.
أن الفرد في مرحلة طفولته المبكرة في حاجة دائمة لمن يعوله ويرعى حاجاته العضوية والنفسية.
ومن هنا تبرز أهمية الأسرة في الإسهام في تشكيل شخصية الطفل قبل وخلال مرحلة التمدرس، لذا كان لزاما إلمام الوالدين بخصائص كل مرحلة عمرية ليسهل التعامل معها.ومن أبرز ما يجب اعتباره من الأساليب الوقائية والعلاجية عند تنشئة الطفل والتي على الوالدين مراعاتها:
الاهتمام بعملية التنشئة الاجتماعية، وترسيخ القيم والعادات الايجابية، وتدريب الأبناء على الاعتدال والوسطية في التعامل مع الآخرين .
أهمية فتح الحوار الهادف ومناقشة الابن بهدوء والطلب منه تفسيرا لأسباب ودوافع كل سلوك عدواني يصدر عنه.
اتباع أسلوب الاعتدال والوسطية في تنشئة الطفل، فلا إفراط في استخدام أسلوب الشدة، ولا مغالاة في التدليل الزائد، فكلاهما له تأثير سلبي على سلوك الطفل.
فصل الابن عن مشكلته، فلا نصفه بالمعتدي أو العدواني أو المشاغب خاصة أمام الآخرين.
غرس الثقة في نفس الابن مع الحرص على عدم تعريضه لكل مسببات أو منبهات الإحباط.
عدم اختلاق الأعذار للابن لتبرير أفعاله خاصة إذا تكرر منه نفس السلوك.
توجيه الابن إلى مشاهدة البرامج التليفزيونية الهادفة أو الإبحار في المواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية والتي لا تشجع على العنف أو الانحراف.
مصادقة الابن ومصاحبته وتوجيهه لاختيار الرفقة الصالحة.
الحرص على تنمية وتطوير الوعي التربوي لولي الأمر من خلال تكثيف عقد الاجتماعات والندوات والدورات التثقيفية المهتمة أساسا بتربية الأبناء لمعرفة طرق التربية الحديثة.
المشاركة الفعالة في أنشطة جمعية آباء وأولياء التلاميذ لتهييء الجو المناسب لما فيه خير ومصلحة التلاميذ
ضرورة زيـارة المؤسسة التعليمية بين الحين والآخـر للإطلاع على سلوك الابن والتنسيق مع الإدارة المدرسـية والأستاذ والمرشد الاجتماعي إن وجد، في تحيين خطة عمل مشترك لحل المشكلات والمعوقات التي يواجهها التلميذ.
تحديد السلوك السلبي الذي يلزم تعديله، وذلك لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي وإحداث التغير الايجابي
إذا كان لابد من اللجوء إلى العقاب، فيجب أن يكون ذلك سريعا وفوريا ومصحوبا بوصف السلوك وطرق تعديله. والنصيحة هنا بعدم الإسراف في العقاب لما له من تأثيرات وأضرار نفسية.
- دور الإدارة المدرسية
للإدارة المدرسية دور هام تلعبه داخل المنظومة التعليمية للتصدي لظاهرة العنف المدرسي، ويتجلى ذلك في العمل على تطبيق القوانين والنظم والتشريعات، والحفاظ على السير الطبيعي للمؤسسة. ومن تم تتضح قيمة دورها في التصدي لهذه الظاهرة واحتوائها عن طريق:
تعريف التلاميذ بالضوابط والقرارات والنظم المدرسية عند بداية كل موسم دراسي.
إطلاع أولياء الأمور والمدرسين على لوائح الثواب والعقاب حتى يكونوا على دراية بالنظم والقوانين المنظمة.
أهمية المساواة بين التلاميذ واتباع أساليب التربية الحديثة في التعامل معهم.
توفير المناخ الديمقراطي وإعطاء التلاميذ الفرصة للحديث بحرية تامة.
الاهتمام بتقديم دعم ورعاية خاصين للتلاميذ كبار السن والمتعثرين دراسيا والراسبين.
مراعاة الدقة في توزيع التلاميذ على الفصول في ضوء قدراتهم فروقهم الفردية.
ضرورة توعية المعلمين بأهداف مهنتهم والتي من أهمها تعهد الناشئة لخلق المواطن الصالح.
الاهتمام بتنظيم ندوات ومحاضرات لتوعية التلاميذ وأولياء أمورهم ومعلميهم بظاهرة العنف المدرسي.
حث أولياء الأمور بالوقوف على سلوكيات أبنائهم داخل المدرسة بصفة مستمرة.
الحرص على توفير كل الإمكانيات المتاحة ليقوم المصلح الاجتماعي بدوره المهني في تتبع سلوكيات التلاميذ عن كثب وعدم تكليفه بأعمال إدارية بعيدة عن تخصصه حتى يستطيع القيام بدوره المهني.
عدم التساهل مع التلاميذ في حالات العنف الجسدي داخل المدرسة، والحزم في اتخاذ القرارات التأديبية المناسبة للفعل في حق التلاميذ العدوانيين أو المخالفين للنظم والقوانين المدرسية إذا تطلب الأمر ذلك.
تشجيع التعاون بين كل التخصصات داخل المدرسة للعمل على تفريغ الطاقات الزائدة لدى التلاميذ.
الاهتمام بفترة النشاط المدرسي وتكثيف البرامج والأنشطة والرحلات التي تعمل على تخفيف المشاعر وتلطيف الآثار السلبية لدى التلاميذ.
- دور أعضاء هيئة التدريس داخل المؤسسة :
تعتبر الهيئة التدريسية الأكثر قربا والأكثر احتكاكا بالتلميذ بعد الأسرة، والمساهمة في تنشئتة وتكوينه، ويتفق التربويون على أن المعلم هو أحد العوامل الرئيسة المؤثرة في سلوك التلاميذ وشخصياتهم إن لم يكن أهمها، وأنه جزء لا يتجزأ من البيئة المدرسية، وبدونه لا يمكن تحقيق مواقف تعليمية جيدة، وعلى عاتقه مسئولية إنجاح العملية التربوية والتعليمية بالمدرسة وتحقيق أهدافها.ومن هنا تكمن أهمية دور المعلم في تقويم السلوكيات السلبية التي تظهر على التلميذ كالعنف وذلك عن طريق رصد مسبباتها والعمل على الحد منها أو التخفيف، على الأقل، من تأثيرها.يمكن أن يتم ذلك عن طريق
إظهار المحبة للتلاميذ بالكلمة الطيبة والسؤال عن التلميذ إذا ظهرت عليه علامات تغيير في المظهر أو السلوك.
الحرص على ضبط النفس، وتجنب لوم التلميذ أو الاستهزاء به أمام زملائه.
المساواة بين التلاميذ خاصة إذا كان الفصل يجمع خليطا من الجنسين أو أعمارا متفاوتة.
الاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ والإيمان بأن لكل شخص جوانب قوة وجوانب ضعف في شخصيته.
اتباع أسلوب النصائح غير المباشرة حتى لا يشعر التلميذ أن الخطاب أو التأنيب موجه له دون سواه.
كلما كان التهذيب أو التأنيب بعيدا عن مسامع ونظرات الآخرين كلما كان أفضل مع الحرص على اختيار كلمات غير جارحة أو مستفزة ومولدة للكراهية والحقد.
النصيحة يجب أن تكون مقنعة و هادفة مع ضرورة تعزيزها بثوابت وأمثلة مستقاة من واقع التلميذ وحياته العملية.
شرح الدرس بشكل مبسط وبأسلوب يتناسب ومستوى التلاميذ حتى يؤدي ذلك إلى التقارب الوجداني بين المعلم والتلميذ.
تعريف التلاميذ بالنظام الداخلي للمدرسة من حيث الثواب والعقاب عند مطلع العام الدراسي.
إشراك التلاميذ في صياغة اللائحة الداخلية للعمل داخل الفصل حتى يكونوا حرصين على تطبيقها.
تشجيع التلاميذ على التحصيل الدراسي ببانشاء لوحة شرف داخل الفصل مشجعة للمتفوقين دراسيا ومحفزة للمتخاذلين، مع ضرورة تحيينها باستمرار وتخصيص جوائز رمزية للمنتظمين حتى يعم التنافس.
إعطاء التلاميذ الفرصة الكاملة للحديث والنقاش بحرية، والاستماع لهم باهتمام زائد، والرد على أسئلتهم بطريقة لائقة ومقنعة، قابلة للنقاش الأفقي المفتوح.
التلميذ في هذه المرحلة العمرية يحرص على أن تكون له قدوة وأسوة حسنة، فليكن المعلم قدوته ومثله الأعلى.
ضرورة التعاون مع الباحث الاجتماعي، عند الضرورة، في كل الأمور الخاصة بالتلميذ فهو معد مهنيا لذلك.
- دور الباحث الاجتماعي:
ضرورة الاهتمام بحصر التلاميذ أصحاب السلوك العدواني المتكرر حتى يمكن التعامل معهم، والحرص على تعرف أسباب هذا السلوك.
ضرورة الاهتمام بإعداد برامج وقائية للحد من هذه الظاهرة وتفعيلها عن طريق عقد ندوات ومحاضرات لتعريف التلاميذ مفهوم العنف ونماذجه ومظاهره وكيفية التعامل معه.
لابد من تعزيز ثقة المتعلم بنفسه وتوعيته بالجوانب الايجابية في شخصيته.
ضرورة التعاون مع إدارة المدرسة للحد من السلوك العدواني عن طريق سرعة التدخل في المواقف وحسن التصرف حتى لا يؤدي العنف لمزيد من العنف.
اشراك التلاميذ في الأعمال الاجتماعية وأنشطة الجمعيات التربوية لتفريغ طاقاتهم وتفجيرها وتوجيهها والاستفادة منها.
تفعيل دور التعاونية المدرسية وجمعية آباء وأولياء التلاميذ ومجلس المعلمين كوسطاء فاعلين في الحقل التربوي للإسهام في الحد من هذه الظاهرة.
إعداد البرامج الموجهة لفئة التلاميذ كبار السن والراسبين والمتعثرين دراسيا.
الاهتمام بتدريب التلاميذ على حل خلافاتهم عن طريق الحوار والتفاهم وتقبل الرأي الآخر.
ضرورة توعية أولياء الأمور عن أهمية الأنشطة المدرسية.
توعية أولياء الأمور بالدور الكبير الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام في نشر العنف بين التلاميذ.
حث ولي الأمر على متابعة ذويه بصفة مستمرة داخل المدرسة.
واختتم الدكتور أحمد عبد الرشيد حديثة مؤكدا أن التجربة العملية والتعليمية التي نقوم بها والتوصيات التي نستخلصها من التقرير أن علاج ظاهرة العنف المدرسي ينبغي أن يكون على ثلاثة مستويات وهي:
1- المستوى الأول : علاج الظاهرة من خلال تحسين العلاقة بين المتعلم والمعلم.
2- المستوى الثاني : علاج الظاهرة من خلال تحسين أوضاع المدرسة والصف الدراسي.
3- المستوى الثالث: علاج الظاهرة من خلال تحسين أوضاع المحيط الخارجي للمدرسة كالمنزل
وعليه فإن أي تدخل في إطار المدرسة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جميع المستويات السابقة الذكر لبناء برنامج علاج شمولي لعلاج ظاهرة العنف المدرسي.