هل بالفعل هناك حالة من عدم الجدية في إجراءات إدارة الحجر الصحي بميناء الإسكندرية المتعلقة بفحص الحاويات والبضائع لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد عن طريق الأفراد أو البضائع؟ وما حقيقة وصول عبارتين من دولة موبوءة إلى الميناء؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها خاصة في ظل تداول أنباء في هذا السياق أثارت حالة من الغضب والذعر بين بعض مواطني الإسكندرية.
أبناء الإسكندرية تعاملوا مع الأنباء المتداولة على أنها حقيقة، واعتبر البعض أن ذلك يُعد كارثة تهدد سلامة جميع المواطنين ويتعارض مع التحذيرات الشديدة بأهمية التزام الإجراءات الوقائية والاحترازية التى وجهت بها الحكومة، باتخاذ التدابير اللازمة وإحكام السيطرة علي الموانئ والمنافذ البحرية لحماية البلاد والمواطنين من انتشار فيروس كورونا.
كارثة محققة في إدارة الحجر الصحي بميناء الإسكندرية
يقول أيمن عز الدين، أحد النشطاء فى المجتمع المدنى بالإسكندرية، إن إدارة الحجر الصحي بميناء الإسكندرية تُنذر بكارثة محققة، حيث استقبل الميناء أمس الأحد، عددًا من المواطنين المصريين جاءوا علي متن سفينة قادمة من إحدي الدول الموبوءة بفيروس كورونا المستجد، وقد حصلوا علي تصريحٍ من الحجر الصحي وخرجوا دون إخضاعهم لإجراءات العزل والتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، إضافة إلى أنه لم يتم عزلهم في منازلهم حتي انتهاء فترة حضانة الفيروس للتأكد من عدم وجود أي حالات مصابة.
وكشف 'عز الدين'، في تصريحاتٍ خاصة لـ'أهل مصر'، أن الحجر الصحي بميناء الإسكندرية لا يتعامل بجدية مع الحاويات القادمة، حيث عبّر بعض المواطنين العائدين من الميناء عن استيائهم من إجراءات الوقاية المتبعة داخل الحجر الصحي، مؤكدين أنه لم يتم فحص الحاويات وعمل جميع الاختبارات الخاصة بسلامة الأغذية لمنع انتشار فيروس كورونا عن طريق البضائع، مضيفًا: 'في الحجر الصحي بميناء الإسكندرية تدفع 50 جنيه وتحصل على مستند ممهور بالختم الرسمي يفيد بأن الحاوية معقمة وتم فحصها، وبالفعل هناك مواطنين دفعوا 50 جنيه وحصلوا علي الختم دون فحص الكناتر واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وهو أمر مؤسف يُنذر بكارثة'.
وأكد الناشط فى المجتمع المدنى بالإسكندرية، أن الميناء البحري منفذ لا يقل أهمية عن مطار القاهرة، حيث يجب مراعاة اتباع إجراءات الحجر الصحي الاحترازية لعملية دخول الحاويات والأشخاص، مضيفًا أن مراجعة العاملين بالحجر الصحى ومراقبتهم واجب قومى.
"ميناء الإسنكدرية": لا نسمح بخروج شخص مصاب بـ"كورونا"
ومن جانبها تواصلت 'أهل مصر'، مع الدكتور رضا الغندور، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، الذي أكد أن ما يتردد حول خروج بضائع أو أشخاص دون التأكد من خلوهم من فيروس كورونا المستجد أو أي فيروسات عابرة للحدود، أمر عارٍ تمامًا من الصحة، قائلًا: 'مفيش سلعة ولا شخص هيخرج من ميناء الإسكندرية وهو حامل لفيروس كورونا'.
الغندور، أشار في تصريحاتٍ خاصة لـ'أهل مصر'، إلى أن الحجر الزراعي والصحي داخل ميناء الإسكندرية تابعين لوزارتي الزراعة والصحة، وهناك 'كنترول مُحكم ودقيق جدًا' مفروض عليهما من قِبل هيئة الميناء، والتي يتمثل دورها في التأكد جيدًا وبما لا يدع مجالًا للشك من خلو أي بضائع أو أشخاص من الفيروس، موضحًا أن هيئة الميناء شددت الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وخاصة الإجراءات التي تتعلق بالسفن التجارية، وتم اتخاذ إجراءات تتعلق بالبضائع وتتضمن قيام المختصين في الميناء بفحص الأغذية ذات الأصل الحيواني والأعلاف ومياه الشرب، بما أن الفيروس حيواني الأصل، وعمل جميع الاختبارات الخاصة بسلامة الأغذية طبقاً للمواصفات المصرية، سواء كانت اختبارات ميكروبيولوجية للأغذية، أو مياه الشرب، أو اختبارات الـPCR، كما تقوم المعامل بأخذ عينات من جميع الأغذية الواردة لفحص فيروس كورونا المستجد وأخذ مسحات مستلزمات الإنتاج والحضانات وماكينات فرم الأعلاف المستوردة.
حقيقة استقبال ميناء الإسكندرية لسفينتين قادمتين من دولة موبوءة بـ"كورونا"
وكشف المتحدث الرسمي باسم هيئة الميناء، حقيقة استقبال الميناء لسفينتين قادمتين من دولة إيطاليا الموبوءة بفيروس كورونا، مؤكدًا أنهما عبارتين قادمتان من الصين وليس إيطاليا، وقد تم حجزهما بمنطقة المخطاف الخارجي لحين مرور 14 يومًا وهى فترة حضانة المرض حتى يثبت خلوههما من الفيروس ثم يتم الدفع بفريق من إدارة الحجر الصحي للقيام بفحصهما للتأكد من عدم وجود أي حالات مشتبهة، مشيرًا إلي أن هناك توجيهات من رئاسة مجلس الوزراء والفريق كامل الوزير، وزير النقل، باتخاذ التدابير اللازمة وإحكام السيطرة على الموانئ والمنافذ البحرية لحماية البلاد والمواطنين من الأوبئة وأمراض الفيروسات العابرة للحدود.
وفي وقت سابق، أكد الربان طارق شاهين، رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، أن الميناء يشدد على اتخاذ إجراءات تتعلق بالبضائع وتتضمن قيام المختصين بفحص الأغذية ذات الأصل الحيواني والأعلاف ومياه الشرب، وهذا يرجع لأن الفيروس حيواني الأصل، إضافة إلى عمل جميع الاختبارات الخاصة بسلامة الأغذية طبقاً للمواصفات المصرية، سواء كانت اختبارات ميكروبيولوجية للأغذية، أو مياه الشرب، أو اختبارات الـPCR.
'شاهين'، تابع، إضافة إلى ما سبق تقوم كذلك المعامل بأخذ عينات من جميع الأغذية الواردة لفحص فيروس كورونا المستجد وأخذ مسحات مستلزمات الإنتاج والحضانات وماكينات فرم الأعلاف المستوردة، كما يتم وعلى مدار الساعة تعقيم وتطهير الأماكن والأدوات والمعدات التي يتردد عليها العاملين والمتعاملين، والبضائع بشكل مباشر، وتستمر حملات التوعية داخل الميناء بكل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة.
أعلنت الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، تشديد الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا عن طريق الأفراد أو البضائع، وخاصة الإجراءات التي تتعلق بالسفن التجارية، حيث تقوم فرق عمل مختصة بالصعود على هذه السفن لفحص أطقم السفن للتأكد من عدم وجود حالات مصابة أو حاملة للفيروس.