استغلت جماعة الإخوان الإرهابية أزمة فيروس كورنا المستجد ، والذى راح ضحيته الآف المواطنين حول العالم ، حيث أصدرت بيان تحت عنوان: 'كورونا' .. رسالة للبشرية بالعودة إلى الله'، مؤكدًا أنّ الوباء ما هو 'سوى رسالة من الله للعودة إليه، وتجديد الإيمان، والكف عن الظلم'، وأكدت الإرهابية أنّ أولى خطوات رفع البلاء هي 'عدم تأييد الحكومات المستبدة، والضغط للإفراج عن السجناء.
وعلق سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريحات خاصة لأهل مصر على هذا البيان، قائلا إن 'الإخوان متأثرين بشكل عام بفكرة أن الأفراد في حالة رعب وخوف من الفيروس، والأزمة الحادثة في الآونة الأخيرة لذا يحاولون من خلال بياناتهم أو منابرهم الغير شرعية، نشر حالة الذعر بشكل أكبر بين الشعوب في العالم العربي والمسلمين في الغرب'.
وأضاف 'عيد' أن استغلال المواقف من قبل الجماعة المحظورة ليس جديدا، فمنذ عام ١٩٦٧ تحاول الجماعة استغلال الفرص والأزمات التي تمر بها الدول العربية لاستقطاب أكبر عدد من الأفراد بحجة العودة إلى الله، من خلال إقامة دولة الخلافة المزعومة، والبعض ينساق وراء ذلك، ولكن الكثير الآن أصبح لديه وعي بمخططات الجماعة، ونحن لسنا ضد أن يعود الناس إلى الله ولكن في إطار الدين الوسطي دون تسييس ذلك.
وأشار إلى أن عملية جمع الزكاة في أوروبا مقننة بشكل ما، وسوف تنجح الجماعة في تحقيق جمع الزكاة والتبرعات، لكن الأمر في بريطانيا خاصة أصبح عليه رقابة كبيرة، فلن يستطيعون أكثر من الصرف على أنفسهم ومرتباتهم فقط، مؤكدا أن الجماعة ناجحة في قضية جمع التبرعات حيث إنهم استطاعوا قبل ذلك جمعها بمليارات الدولارات في الكويت إلى الحد الذي لم يستطيعوا فيه وضعها في حقائب فوضعوها في شوال.
وتابع قائلا إنه بالإضافة إلي البيان الذي أعلنوه قريبًا هناك أيضا دعوات يومية تبث من قبل 'معتز مطر' لخروج الناس في البلكونات أو الشوارع للتكبير، ونحن لسنا ضد التضرع الي الله ولكن فيما لا نلقي به أنفسنا الي التهلكة.
وفي جانب آخر، قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية انتشرت الجماعة في أوروبا ودعمت مواقعها من خلال المراكز الدينية ، والتي أصبحت بعد وقت قصير، الداعم الأكبر للتنظيم الدولي.
وأكدت الصحيفة أن عملية تديين فيروس كورونا باعتباره ابتلاء من الله تعالى روّج لها المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان، عوض الله حسن، الذي أكد أنّ الوباء هو ابتلاء مقصود من الله للعباد، 'رغم ما تقدموا فيه من العلم، ورغم ما وصلوا إليه من الطب، ورغم ما عندهم من المال، فإنّ ذلك كله لا يكشف الضر إلا الله، ولا يدفع البلاء إلا الله، ولا يشفي من المرض إلا الله'.
منابر الأخوان في تركيا
ولم تنسَ منابر الإخوان في تركيا توجيه الشكر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط دعاية كبيرة تبجل جهوده في مكافحة كورونا، مع التعريض في المقابل بجهود الحكومة المصرية والتقليل منها، وسط الكثير من التقارير المزعومة حول 'تفشي' الوباء في مصر.
يذكر أنّ حالات كورونا المكتشفة في تركيا حتى الأمس، وصل إلى 1872،رفيما يبلغ عدد المصابين بكورونا في مصر 556 حتي أمس.
مراكز الإخوان في أوروبا وأموال الزكاة
انتشرت جماعة الإخوان في أوروبا، ودعمت مواقعها من خلال المراكز الدينية الإسلامية، والتي أصبحت بعد وقت قصير، الداعم الأكبر للتنظيم الدولي، وتقوم هذه المراكز في الأساس على تبرعات المصليّن والمترددين على المساجد، ومع تعليق شعائر صلاة الجماعة، وإغلاق المساجد في أعقاب تفشي كورونا، فقدت هذه المراكز الدعم المالي الذي كان يمنحها قبلة الحياة، وباتت تواجه أزمة ماليةً كبرى في تسديد نفقاتها الشهرية ورواتب موظفيها.
وعليه، توجه خالد حنفي، رئيس لجنة الفتوى بألمانيا، والأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، بنداء إلى مسلمي أوروبا بالمسارعة إلى تعجيل إخراج زكاة مالهم لعامين أو أكثر، لصالح المراكز الإسلامية في أوروبا، ما بلغ المال نصاباً، وإن لم يحل عليه الحول، ونشر المركز الأوروبي للإفتاء والبحوث هذه الفتوى، التي تجيز بجواز تعجيل إخراج الزكاة قبل وقتها، لصالح المراكز الإسلامية في أوروبا.
وفي سياق متصل، قال أحمد بان الباحث في شؤون الحركات الإسلامية في تصريحات خاصة لـاهل مصر، أن توظيف أي أزمة إنسانية أو أزمة تمر بها المجتمعات لصالح مشروع الجماعة السياسي أمر ليس جديد، ومحاولة تطويع واستغلال الجماعة لأي أزمة ليس بجديد أيضا.
وأضاف أن فكرة ظهور هذا البيان الآن واضحة تماما كمحاولة توظيف طاقة الأفراد المذعورين مما يحدث الآن في الكثير من الدول لخدمة أهداف الجماعة، من خلال استقطابهم أو الحصول على أموالهم بالزكاة أو التبرعات أو غيرها.
وأكد أن تلك الدعوات والبيانات ما هو إلا 'حلاوة روح'، حيث إن الجماعة تعاني من حصار مجتمعي واسع وتحاول من خلال تلك الدعوات فتح ثغرة لتعديل حالة الرفض الشعبي للمجتمعات لها، ولكنها لن تحقق شئ بذلك.