الشريعة ومقاصدها وكيف نحدد ما يقتضيه سلوك الناس ومصالحهم ؟

العلاج بالقرآن
العلاج بالقرآن

تنقسم مقاصد الشريعة وفقا للفقه الإسلامي إلى الضروريات أو الكليات، وهى المنصوص عليها في كل الأديان وتشمل الدين والنفس والعقل والنسل والعرض، وإلى الحاجيات وهى المصالح التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، وتشمل ذلك العبادات والعادات والمعاملات والعقوبات، بالإضافة إلى التحسينات، وهى المصالح التي تقتضيها المرؤة ولا تقف الحياة بدونها ولكن يقتضيها سلوك الناس، مثل أداب الأكل والشرب ومنع بيع النجاسات والمنكرات إن مفهوم مقاصد الشريعة في الفقه الإسلامي منضبطة ومحدودة من جميع أطرافها ، بما لا يدع مثقال ذرة من مجال للاضطراب أو الغموض في فهمها ، ومرتبة في أنواعها ترتسا لا يترك أي مجال التناقض أو التداخل فيما بينها ، ومتفرعة من أصل راسخ متين مستقر ثابت في قلب كل مؤمن صادق ، ألا وهو العبودية لله عز وجل ، أصل يتأسس على مبدأ من قوله عز وجل : قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .

اقرأ أيضا .. أهل القران أهل الله وخاصته .. هذا ما ورد في تعلم القرآن الكريم وتعلمه

فإن المقصود من مقاصد الشريعة هى تحقيق الشريعة لمصلحة المسلمين، ومصطلح المصلحة هو من أوثق المصطلاحات ارتباطا بمصطلح المقاصد، والمصلحة من مادة ( صلح)، وهى بمعنى المنفعة وزنا ومعنى ، فهي مصدر بمعنى الصلاح ، والمنفعة بمعنى النفع ، أو هي اسم الواحدة من المصالح ، وقد صرح صاحب لسان العرب بالوجهين فقال : « والمصلحة الصلاح ، والمصلحة واحدة المصالح ،. فكل ما كان فيه نفع - سواء كان بالجلب والتحصيل کاستحصال الفوائد و اللذائذ ، أو بالدفع والانقاء ، کاستبعاد المضار والآلام - فهو جدير بأن يسمى مصلحة .غير أن الحقيقة هي أن تقدیر ما به یکون الصلاح والفساد عائد الى الشريعة نفسها، ولقد وضعت الشريعة الأسس العامة لهذه المقاصد في بيان لا يلحقه أي نسخ أو تبديل ، وأجملته في خمسة مقاصد هي : حفظ الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسل ، والمال ، طبق هذا الترتيب فيما بينها . كما أرشدت إلى الأدلة والعلائم التفصيلية لها بما لا يقبل أي تأويل أو تغيير وهي أن لا تخالف جزئياتها نصوص الكتاب أو السنة أو القياس الصحيح .

WhatsApp
Telegram