أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ .. هذه هى الأضغان

القرآن الكريم
القرآن الكريم

يقول المولى سبحانه وتعالي في كتابه العزيز : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ. وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ. فما هى الأضغان : يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية المعنى : أيعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يَفهمهم ذوو البصائر، وقد أنزل الله تعالى في ذلك سورة براءة فبين فيها فضائحهم، وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم، ولهذا إنما كانت تسمى: الفاضحة. والأضغان: جمع ضغن، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام وأهله، والقائمين بنصره.والمرض المراد به هنا: مرض النفاق، وذكرنا في بعض المناسبات: أن المرض في كتاب الله -تبارك وتعالى: فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً [سورة البقرة:10] يطلق ويراد به: النفاق، وهذا هو الغالب في كتاب الله -تبارك وتعالى.

اقرأ ايضا .. أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ .. كيف أقام الله الحجة على من ينكر وجود الخالق ؟

وهذه الآية تظهر أن السلوك البشري هو الهدف الرئيسي لآيات القرآن وكيفية تعديله وإصلاحه وتحويله للسلوك القويم الذي يتماشى مع شريعة الإسلام، ومن خلال شريعة الإسلام ومدرسة القرآن وآياته المحكمات والسنة النبوية الشريفة أصبحنا نحلل ونفسر ونتعلم منها ونستوضح معالم المنافقين وسماتهم وشرح لنا ماهية العلاقة العكسية التي نشأت بين الإسلام والمنافقين. ويتصل بذلك أيضا الغلو والتكفير وما تأتى منه من المساوئ عبر التاريخ سبب تشويها في معالم الأمم وكيف أنه كان إثم على كل من اقترفه وكيف أن الغلو كان ولا يزال عند البعض نظام حياة ووتيرة ومنهج ينتهجونه معتقدين أنهم يسيروا على الشريعة والدين الصحيح ولكنهم يحذون حذو الجهلاء ومنذ العصور القديمة للصحابة وأتباع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وقد اتبع البعض الغلو والتكفير وما نتج عنه من مصائب وكوارث جسيمة وهو غلو في الفكر والعمل والاعتقاد والحياة بأكملها، هو نمط يسير عليه الإنسان طوال حياته يفسد عليه محللاته ويدخل عليه الهم والحزن واليأس بدون جدوى.

WhatsApp
Telegram