وضح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في الحلقة الحادية عشر من برنامجه «الإمام الطيب» الذي يعرض على قناة CBC، عن نشوز الرجل ونشوز المرأة، والفرق بينهما ودلالاته في الدين الإسلامي.
وقد قال عن نشوز الرجل أنه إضراره بزوجته وجفائها وضربها، وهو ما ذكر عنه في القرآن الكريم في سورة «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128(» [سورة النساء].
علامات نشوز الرجل
وضح شيخ الأزهر أن من مظاهر نشوز الزوج أنه:
- إغضابه لزوجته لأتفه الأسباب
- التحامل عليها والتعدي عليها بلعنها ولعن أهلها
- ترك المنزل طوال اليوم والعودة للمبيت فقط
- تهديدها بالطلاق والزواج بأخرى
- السخرية منها زينتها ومظهرها وطعامها ومستواها الاجتماعي والثقافي
- غير ذلك مما تمتلئ به البيوت من تلك المكروهات شرعًا وعرفًا وإنسانية
وضح أن تعبير القرآن الكريم عن الخوف من نشوز المرأة كما قال الله تعالى «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ «[النساء:34] بأنها تعني التمرد والاستعلاء، قائلًا أنه ليس خلقًا ثابتُا في طبيعة المرأة، أي لا يتوقعه كل زوج من زوجته، بل الأمر عكس ذلك.
حلقة برنامج «الإمام الطيب» اليوم
الحكمة من الزواج
ذكر الإمام الأكبر أن الحكمة من الزواج كما وضح القرآن الكريم أنه ليس النشوز بل إنه جمع زوجين بالمودة والرحمة والإمساك بإحسان والسكن المتبادل بينهما والعشرة بالمعروف.
وقال في برنامجه اليوم: 'النشوز في هذا الجو الأسري لو حدث أمر طارئ ومرض عارض كسائر الامراض التي لا تذهب إلا بعلاج حاسم ينقذ بنيان الأسرة من التصدع والسقوط'.
نشوز الزوجة
وضح شيخ الأزهر اليوم عن علاج نشوز الزوجة هو الضرب من باب العلاج وليس العقاب، إذ قال: ' ونقول إنه علاج للزوجة الناشز وليس عقوبة لها، فالعقوبة مستحقة على ذنب لا يبقى أثره بعد استيفاء العقوبة ويصبح المذنب بعدها حرًا طليقًا، ولا كذلك أمر الزوجة الناشز فهي أشبه بحالة مريض يطلب علاجًا يزول به هذا المرض، والعقوبة مطلوبة مع انتهاء الذنب وزواله والعلاج مطلوب ما بقي المرض، فإذا ذهب المرض فلا حاجة للعلاج'.
وأضاف أن أول مرحلة من مراحل العلاج الإلاهي ما قال الله تعالى في القرآن الكريم بالوعظ كما ورد في بقية الآية رقم 34 من سورة النساء بكلمة «فَعِظُوهُنَّ» كما وضح المراد منها بقوله: 'ليس ما يتبادر من إطلاق اللفظ في المخاطبات الدارجة من الإتيان بواعظ يعظها؛ بقدر ما هو تذكير لها من زوجها بما يتمتعان به من نعمة وستر وعافية يغبطهما عليهما كثير من الناس، وأنها إن لم تراجع نفسها وتتدارك أمرها فإن نشوزها سينتهي بهما معا إلى الطلاق'.
الطلاق بين الزوجين
استكمل الدكتور أحمد الطيب حديثه عن الطلاق وأن على الزوج أن يبين لزوجته أن الطلاق ليس نزهة ولا خلاث من الهم والتعب بل أنه طريق مملوء بالأشواك والعقبات، وأن عليه أن يضرب أمثال لها بمن سبق وأن عاشوا تجربة الطلاق وأنهم ندموا بعدما أفاقوا من سكرة الطلاق.
مضيفا: ' وتأكد لكل من الزوجين أن ما كان يظنانه همًا وتعبًا في حياتهما هو جنة بالقياس إلى الجحيم الذي سقطا فيه وأن البحث عن رحلة العودة هم ثالث قد تتم أو لا تتم'.
وكختام لحلقة اليوم الحادية عشر من سلسلة برنامج «الإمام الطيب» رذكر أن العلاج الأول هو الوظ والتذكير بالخوف من الله، والتحذير من عواقب الطلاق، وأمرها على النفس شماتة الأعداء، من فقد بيت الزوجية وما كان من مميزاته من مودة ورحمة وألفة وبهجة وزوج وأولاد.