دخل عالم كرة القدم، فى دوامة كبيرة من الإيقافات والتأجيلات لجميع الدوريات والبطولات المحلية منها والقارية، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد فى الآونة الاخيرة وحتى الآن، فمع تأزم الأمر فى جميع دول العالم تقريبا و تزايد تسجيل حالات الإصابة بالوباء العالمي لم يجد مسئولى كرة القدم مفر من حرمان الجماهير من عالم المتعة و الإثارة لمدة امتدت لأكثر من شهرين، حيث تمت عمليات إيقاف النشاط الرياضي معظمها فى شهر مارس الماضي.
ومن هنا بدأ الفيروس يسلب كرة القدم قوتها مع مرور الأيام، فلحقت الخسائر الفنية والأقتصادية لأغلب الأندية بالعالم بجانب إصابة عدد لابأس به من اللاعبين و المدربين و تهديد حياتهم، حتى أصبح الوضع ضبابي وأباتت معالم المواسم الحالية فى التلاشي، وأصيب الوسط الرياضي العالمي و المحلى بحالة من الإحباط الشديد من هذا الحال.
وخلال فترة الإيقافات لم تكف العقول المدبرة لإدارة كرة القدم الأوروبية، عن التفكير والعمل المضني لإعادة عالم الساحرة المستديرة الى رونقه وحيويته كما كان، حيث انتفضت الاتحادات الأوروبية فى تحليل الموقف من جميع جوانبه، ودراسة مميزات عودة منافسات الموسم الحالي وعواقب اتخاذ قرار كهذا خاصة ولم يتحسن الوضع بل يستمر حتى الآن علاوة على عدم الوصول إلى مصل نهائي لابادته .
وتم الاستقرار على اتخاذ المخاطرة و السير فى الطريق الشاق كمحاولة منهم لتعويض الخسائر التى لحقت كرة القدم ، وكنوع من أنواع التعامل مع الفيروس نظرًا لاستمرار انتشاره، ومن هنا بدأت العجلة تدور تدريجيًا الفترة الأخيرة، وحددت معظم الدوريات الأوروبية مواعيد عودة اللاعبين الى التدريبات للاستعاد والتجهيزلاستئناف المباريات من جديد، بجانب تنسيق جدول المباريات وأماكنها ومواعيدها وحتى عدد التبديلات خلالها، بالإضافة الى أهم ركن من ههذه التجربة وهى الكيفية والإجراءات الطبية والوقائية اللازمة لمنع العدوي بين اللاعبين وكان من بينها: تعقيم الكرات و الملاعب وغرف الملابس وارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي ومنع الاحتفالات بالقبلات والأحضان بين اللاعبين، فقد تم التخطيط للأمر بشكل مفصل ووضع سيناريوهات عديدة للتعامل مع أى موقف و فى أسوء الظروف.
وأخذ الاتحاد الألماني لكرة القدم، ضربة البداية، وأعلن عن عودة منافسات البوندسليجا مرة أخري بعد إيقافات كورونا ليعد بذلك هو أول دوري يعود للحياة بعدما ألقى فيروس كورونا بظلامه على عالم كرة القدم، وكانت التجربة ناجحة للغاية وأثبتت فاعليتها وأنها تستحق المخاطرة، والنتيجة انه اقترب من إنهاء منافساته خلال الأيام القادمة، كما تم إعلان بايرن ميونخ بطلاً للدوري الألماني الذي حسم اللقب لصالة قبل انتهاء المسابقةعقب تغلبه على فيردر بريمن بهدف البولندي ليفاندوفسكي ضمن منافسات المرحلة الثانية والثلاثين.
وأمتثالا لهذه التجربة الألمانية الناجحة بدأت الاتحادات الاخري فى اتخاذ نفس الخطوات من أجل الوصول لنفس النتيجة، فشهدنا الأيام القليلة الماضية عودة النشاط الإيطالي بالرغم من تأثر إيطاليا بشكل كبير من كورونا إلا أنها نجحت فى ذلك وانهت بطولة كأس إيطاليا الذي توج به نابولى على حساب يوفنتوس، بجانب الاستعداد لاستئناف مباريات الدوري، كما أخيرًا عاد الدوري الأسباني و الإنجليزي مرة أخري ليعيد الحياة إلى الجماهير.
كما لم يقتصر الأمر على هذا بل تم تحديد مواعيد البطولات القارية المؤجلة، فاستقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم " اليويفا" على خوض مباريات دور ربع النهائي ونصف النهائي وفي الفترة من 12 إلى 23 أغسطس القادم، في مدينة "لشبونة" البرتغالية حيث ستكون من مباراة واحدة فقط دون ذهاب أو إياب.
وضربت الكرة الأوروبية مثال حي وناجح فى كيفية التعامل مع الأزمة واحتوائها و التعامل معها بحنكة شديدة، وليس فقط تعويض الخسائر التي عانت منها بل أيضًا الخروج منها منتصر، ولذك نأمل من ترجمة هذه التجربة وتطبيقها فى الدوري المصري الذي فى محاولات للعودة الفترة القادمة.