«سيرة الأموات بما يجرح الأحياء أمر لا لزوم له».. مبروك عطية يُعلق على الإساءة لأم كلثوم

نظارة أم كلثوم
نظارة أم كلثوم

علق الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على التصريحات المسيئة لأم كلثوم التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرًا حول كونها تزوجت إحدى عشر مرة واصفًا إياها بالأنانية، وما حدث كالنبش في القبور.

وعبر فيديو نشره على حسابه الرسمي عبر الفيسبوك علق عطية على ما أشيع حول كثرة زيجات أم كلثوم، قائلا: "ما تخلوهم 16 أو 20..هتلحق توفي عدة من دا وتتجوز دا؟ وبناء عليه الست ماتت بقالها عشرات السنين وأفضت إلى ما قدمت والله يرحمها وجميع موتانا..ايه لزوم النبش؟!"

وأكد عطية أنه في مصادر الفقه الإسلامي هناك ما يسمى بنباش القبور، وهو شخص يأتي بعد دفن أحد المتوفين ينبش قبره ويسرق كفنه، واختلف الفقهاء فيه هل يعد سارقًا فهل تقطع يده؟ بالنظر إلى الحرز، إذ أن شرط السرقة كما يقول عطية أن يؤخذ المسروق من حرز، "يعني لو حاطط عشرتلاف جنيه على الترابيزة وحد سرقهم ميبقاش سارق، لكن لو كسر الخزنة أو أخدهم من الدولاب يبقى سارق لأنهم حرز..أي مكان يحميهم"، وأوضح عطية أن هذا لا يعني أنه آثم ولكن هذا شرط قطع اليد للسارق، أي أنه يأخذ المال من مكان يحميه، وقال عطية أن من الفقهاء من اعتبر القبر حرز، فهو كخزنة بالنسبة للموتى، فحكم على نباش القبور بقطع اليد.

وتابع: "اتطور نبش القبور عن طريق سرقة الكفن إلى الكلام في سيرة الأموات..اتجوزوا عشر مرات رافقوا خمستاشر مرة كانوا بيحبوا فلان مكنوش بيحبوا فلان...ليه؟!!" يقول عطية منفعلًا على ما يفعله البعض من خوض في حياة الموتى بعد وفاتهم، موضحًا أن النبش في قبر أم كلثوم فيما يكون فيه نفع للناس، فيقال "أنشدت ولد الهدى والكائنات ضياء"، أو "دعاني لبيته لحد باب بيته"، وأن نسأل الله لها المغفرة وسائر مواتنا.

وأوضح عطية أن تناول سيرة الأموات بما يجرح الأحياء أمر لا لزوم له، "الميت مش دريان بحاجة حتى لو قالوا فيه قصائد مدح..انقطع..تناولوه بما لا يليق..انقطع"، وقال عطية أنه في حديث عكرمة بن أبي جهل عندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا، نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى شيء مهم، فقال لهم لا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي وقد صار أخاكم وجاءكم مسلمًا، فلا تذكروا أباه، يقول عطية أن ذلك رغم ما فعله أبو جهل بالمسلمين كثير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الكعبة وتوعده الله فقال: " كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)"، كذلك فإن أبا جهل حسبما يروي عطية عذب المسلمين ومات على كفره يوم بدر، ولكن ابنه جاء مسلمًا فلا تذر وازرة وزر أخرى، مؤكدًا أن النبش في القبور يؤذي الأحياء، فالميت انقطع.

واختتم عطية: "عمرك شفت واحد قاعد على التربة بيقول للميت أنت اتجوزت عشر مرات يا حاج؟ ما تقول للميت بتقول للأحياء ليه؟ الأحياء دفنوه وصلوا عليه أي دعوا له بالرحمة"، يقول مبروك عطية أن الصلاة على الميت تعني الدعاء له بالرحمة، فيقال اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته...فقالوا للمتوفي كلمات جميلة ثم دفنوه وتركوه لأرحم الراحمين، يقول عطية، فلا يتبقى إلا سداد دينه وتنفيذ وصيته وتوزيع تركته وانتهى الأمر، "ننبش ليه في قبورهم لنشوه صورتهم؟ نستغفر الله العلي العظيم من كل ما يغضبه".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً