قال الشاعر فاروق جويدة، إنه التزم بالبُعد الأخلاقي في كل معاركه، ولم يكتب كلمة تخجل منها ابنته، كما تطرق إلى علاقته بالشاعر نزار قباني: "مرة كنت عازمه على الغداء في منطقة الهرم وسط مجموعة كبيرة مثل محمود درويش ولويس عوض ويوسف إدريس، وعندما سلم لويس عوض على نزار، قال له فاروق جويدة سرق جمهورك، فشعرت بشيء من الخجل".
وأضاف جويدة، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، على قناة CBC، أنه عندما ظهر نزار قباني لم يكن فاروق جويدة وُلد بعد، وبالتالي فإنه لم يكن منافسا لنزار: "عندما عرفت نزار أحببته وكان بيننا مجادلات، ولكن نزار يختلف عني تماما، وقلت له ينقصني شيء من جرأتك وينقصك شيء من حيائي، فضحك".
وتابع: "قد لا أكون في نفس جرأة نزار، وقد أكون مارستها في جوانب أخرى، وربما كنت أكثر حدة منه في القصيدة السياسية، اشتركنا في الجمهور وهذا شيء لا أنكره، وحصلت على مساحة كبيرة من جمهور الشباب، لكن نوعية جمهور نزار أكثر انفتاحا من جمهوري، أنا جمهوري أكثر تحفظا، لأنني رجل ريفي مصري تربيت وسط بنات وبالتالي حكمتني ضوابط، وكنت صديقا لنزار قباني وأنا مؤمن بأنه شاعر عصره بلا منازع".
فاروق جويدة: واجهت تحديات كبيرة .. وأنا لست الشاعر المهادن
وأشار الشاعر فاروق جويدة، إلى أنه واجه تحديات كبيرة ومنافسة ضارية على مستوى الأسماء والإبداع والقيمة، كما أنه ليس الشاعر المهادن، حيث إنه يتصور أن الشاعر جاء ليصنع عالم أفضل، ومن ثم، فقد نشأ الصراع بين الحلم والحقيقة.
وأضاف جويدة، أنه يتصور أن الشعر يمكنه تغيير أشياء كثيرة على الأقل في سلوكيات البشر ويهذب النفوس، ومازالت هذه دعوته حتى الآن، حيث كتب كثيرا عن الأخلاق، رغم أنه في أحيان كثيرة صدم من أن الأخلاق لم تعد قضية رومانسية، ولكن قضية واقعية وأمامها تحديات كثيرة.
وتابع، أنه عندما جاء من القرية لم يكن يتصور أن سيدخل في صدامات، لكنه كان يعتقد أنه سيغني وأن الغناء سيكفيه ويكفي الناس، ولكنه اكتشف أن القضية ليست قضية غناء ولكن الواقع الشرس يحتاج إلى قدر كبير من الصلابة والقوة: "أحيانا الصلابة خانتني والقوة لم تكن على مستوى المواجهة، ولكن أعتقد أنني نجحت في تقديم صورة لإنسان حلمت به، لم يكن لي أطماع في أي شيء أو أحلام في مناصب ولم يكن عندي رغبة في الصراع أو الانتشار غير المبرر، ولكنني رسمت طريقي وحققت الكثير من أهدافي".