قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن الفتاوى التي أصدرها العلماء السابقون جاءت في سياقات زمانية ومكانية واجتماعية مختلفة، وبالتالي لا يصح نقلها بحرفيتها إلى واقعنا المعاصر الذي تغيرت فيه الظروف.
وأوضح في لقائه ببرنامج "بيان للناس" على قناة الناس، أن التراث الفقهي في معظمه هو نتاج تعامل العلماء مع قضايا مجتمعاتهم، وما يصلح منها اليوم يقتصر غالبًا على العبادات والعقائد والأخلاق، بينما تبقى المعاملات والعادات خاضعة لاجتهاد جديد يتناسب مع تطورات العصر.
وأشار إلى أن الفائدة الكبرى من تراث العلماء ليست في إعادة تطبيق نتائج فتاواهم كما هي، بل في الاستفادة من مناهجهم وأصولهم العلمية التي أوصلتهم إلى تلك النتائج.
وضرب مثالًا بالقانون المدني المصري في منتصف القرن العشرين، الذي استمد كثيرًا من مواده من الفقه الإسلامي، لكن بعد إعادة صياغة وتبويب وتبسيط لتتناسب مع العصر. وأكد أن التعامل الذكي مع التراث يعني استيعاب منهجيته وتطويره ليخاطب قضايا الحاضر، وليس تجميده أو نسخه كما هو.