الخجل لدى الأطفال.. متى يعبر عن مشكلة سلوكية؟

الخجل لدى الأطفال
الخجل لدى الأطفال

تلاحظ بعض الأمهات أن الطفل يتحدث بصوت منخفض غير مسموع، أو يتحدث بسرعة دون أن يوضح ما يريده، أو تجده ينظر إلى الأرض ليخفى ما يخجل منه، او يمص في أصابعه وتعنف الأم طفلها وتتساءل لماذا يخجل، وتجيب السطور القادمة عن الخجل لدى الأطفال ومتى يصبح مشكلة سلوكية.

كشف محمد السيد صديق، أستاذ الإرشاد النفسي بكلية الدراسات التربوية جامعة القاهرة، أن الخجل لدى الأطفال عندما يعانى الطفل من اضطراب انفعالي يعوقه عن توافقه الاجتماعى ،حيث أننا نجد أن الطفل الخجول ينسحب من المواقف الاجتماعية واذا اضطر للتواجد في مثل هذه المواقف تجده سلبياً، فهو يفتقد مهارات التواصل بكافة أشكاله سواء التواصل اللفظى أو غير اللفظى، حتى أنه أثناء الحوار يتجنب التواصل البصري.

واضاف صديق في كتابه "علم النفس الإرتقائي"، أن الخجل لدى الأطفال يتضمن مجموعة متداخلة من الانفعالات من ا الانفعالات منها الخوف، والتوتر، والضيق العام وكثيرا ما يقترن بهذه المشاعر زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

الخجل لدى الأطفال

وأكد محمد السيد صديق أستاذ الارشاد النفسي كلية الدراسات التربوية جامعة القاهرة أن الخجل لدى الأطفال يشعر الطفل بالدونية حيث ينظر إلى نفسه بصورة سلبية، كما أنه يفتقر إلي الثقة بالنفس والاعتماد علي الذات. ويعانى من العزلة الاجتماعية وقلة عدد الاصدقاء، ولا يشارك في اى أنشطة جماعية.

واردف صديق أن الخجل يمكن أن يصبح مشكلة سلوكية في بعض المواقف الاجتماعية التي تجعل الشخص يواجه خبرة اجتماعية تسبب له نوعا من الإحراج أو الإرباك، يعد الحل في هذه الحالة استجابة طبيعية لانه يمثل خجل مؤقت أو عارض نتيجة لخبرة تتطلب هذا الانفعال.

كما أنه من الطبيعى أن يعاني كثير من الأطفال من الخجل عند مراحل معينة علي سبيل المثال غالبا ما يشيع لدى أطفال مرحلة الرضاعة أو المهد ما يعرف بالخجل المتمركز حول الخوف من الغرباء ومع التطور المعرفى المرتبط بزيادة الوعى بالذات يصبح الطفل خلال السنة الثانية والثالثة من عمره حساسا اجتماعيا وربما نجد لدى أطفال المرحلة العمرية ما بين الرابعة والخامسة من العمر ما يعرف بالخجل المرتبط بالشعور للذات ربما يمكن تسميته بخجل الارتباك أو خجل الخوف من الاخراج وتمثل المراهقة المبكرة ما يسمى بقمة أو ذروة الخجل المرتبط بزيادة الوعى بالذات.

ويمثل الخجل مشكلة نمائية مرتبطة بالمرحلة العمرية وتنتهى مع انتهاء المرحلة حيث أن هناك انفعالات ومشاعر معينة هى التي تؤدى إلي إحساس الطفل بالخجل، ومع تعرض الطفل لخبرات تفاعل اجتماعى مع الأشخاص، ومع زيادة الوعى والنضج يقل الخجل تدريجياً، ولكن يصبح الخجل مشكلة نفسية وسلوكية عندما يعوق الطفل عن التوافق في الجانب الاجتماعى ويتحول إلي نمط شخصية منسخبة اجتماعيا ويؤثر علي التوافق النفسى للطفل.

ويصبح الخجل مشكلة حقيقية عندما يتكرر انفعال الخجل في جميع المواقف الاجتماعية وليس في مواقف معينة فيتميز بالاستمرارية والتكرار وتزداد حدته فنجد أن استجابات الطفل تزداد في تعبيره عن الخجل، وفي هذه الحالة يصبح الخجل سمة لهذا الطفل أو نمط شخصيته.

WhatsApp
Telegram