اعلان

الكبدة بجنيه ونصف والحواوشي بأربعة.. عربات الطعام اللغز المصري الخفي

هل جربت تناول الطعام على العربات الصغيرة التي تصنع ساندوتشات الكبدة والسجق والحواوشي، الاجابة هي بكل تأكيد، هل تساءلت كيف احتفظت هذه العربات بنفس الاسعار للمنتجات برغم ارتفاع اسعار اللحوم بانواعها والخضراوات، هل فكرت يوما أن تسأل عن الشهادة الصحية للشخص الذي يملك هذا المشروع خاصة لو كان من منطقة غريبة عنك ولا تعرفه ، التحقيق التالي يجيب عن كل هذه الاسئلة واكثر.

خامة و عربة

في البداية يتكلم اشرف السمنودي وهو متخصص في عمل عربات الطعام السريع الشعبية الشهيرة في المناطق المختلفة ، و قال السمنودي أن العربات بالطلب حسب نوع المبيعات الكبدة او السجق او الكشري او الحواوشي ، لكل منها مواصفات وان كان يقبل الناس على الارخص سعرا و لكنهم يرغبون في الاقبال فلا بديل عن المظهر النظيف و هو يتوفر في العربات المصنوعة من الفايبر المقاوم للحرارة و الماء و يدخل في تركيبها الالومنيوم والزجاج ، والمقاسات الاساسية هي 70 في 100 في 185 سم او حسب الطلب ، ويوجد بها شعلتين غاز او اسطوانة وبها عين للتسخين او اثنين مقاس 22 في 35 في 5 سم ، يمكن تركيب سخان يعمل بالكهرباء ، ويكون سمك الزجاج 5 مليمتر ، وتتميز العربة بشاسيه يحيط بها من الحديد بزاوية وارتفاع يكون هذا الارتفاع 120 سنتيمتر ، ومزودة بعجل متحرك ، اما اللون والاضاءة فيكون حسب الطلب وتركيب لافتة لوضع الاسم ايضا تكون مساحتها 35 في 100 سنتيمتر.

و تحتوي العربة رف جانبي ينطوي للداخل و رف اخر امامي 120 في 25 سنتيمتر ، اما الاسعار فتبدأ من 1800 جنيه و تزيد حسب الطلبات الخاصة ، و يميل الشباب للالوان البراقة ووضع اسماء لافتة للعربة خاصة في الاماكن التي يسكنون فيها لتكون شهرة تلتصق بهم مستقبلا.

كبدة هاي كلاس

العربات التي تبيع الطعام خاصة الكبدة و السجق معروف عنها الاسعار المتواضعة جدا للمنتجات ، و لكن هناك عربات اشتهرت في الاماكن الراقية مثل المعادي و الزمالك ، فنجد منطقة الزمالك تشتهر بعربة سمير كبداكي و هو موجود في شارع محمد مظهر و زبائنه من الطلبة في النهار و العشاق في الليل على حد قوله ، و الساندوتش لا يزيد عن 3 جنيهات سواء للكبدة او السجق اما الفخفخينا او الكوكتيل و هو خليط من الكبدة و السجق فثمنه 3 جنيهات و نصف للرغيف.

و يشتهر حي المعادي بعربة جمال تكا الذي يأتيه الزبائن من كل الطبقات الاجتماعية و هو يبيع الساندوتش بجنيهين و نصف اي نوع ، و يتميز بخلطة خاصة من البهارات تحمل اسمه ، و هو يقول أن اسم تكا المحلات الشهيرة مشتق من اسمه و ليس العكس و الدليل البهارات التي تجدها فارقة في مذاق طعامهم عن غيرهم من المطاعم الشهيرة.

و يضيف أن اللحوم اسعارها اصبحت غالية و كذلك الخضراوات و التوابل التي يصنعها بنفسه بمكونات من العطار ، و لكنه لا يستطيع أن يغش الزبون الذي حافظ عليه لسنوات حيث ورث المهنة من ابيه.

سجق شعبي

محمد كبداكي هو صاحب اشهر عربة سجق في شارع السد بمنطقة السيدة زينب ، و هو ورث العربة بالمكان الموجودة فيه من سنوات ، و قال أن الجميع يعرفه و يعرف مذاق طعامه الذي تربى عليه عشرات من اهالي المنطقة ، ويبيع السجق و هو الاكثر انتشارا و الكبدة سعر الساندوتش فيها جنيه و نصف و السجق 2 جنيه و الرغيف الكبير جنيهان و نصف.

و أكد أنه قام بتأجير محلا مجاورا للعربة و لكنه شخصيا لا يرتاح للبيع إلا من خلالها ، و يعتبرها البركة لا يستطيع الاستغناء عنها و لا يجددها فقط يغير الاضاءة تيمنا بها.

اما عن شهاداته الصحية فقال أنها متوفرة و الا ما تركه موظفين الحي يأكل عيش و سيكون الامر صعبا لأنه يفضل ان يسير في الطريق الصحيح و لا يحب أن يكون مخطئا و يعطي الفرصة لأي شخص (عشان يعلم عليه).

عربة أم سونة في منطقة العتبة قرب سوق الخضار الشهير هناك يطلقون عليها اسم ام الغلابة لأنها تعطي احيانا الساندوتشات دون مقابل لاشخاص لا يستطيعون دفع ثمنها الزهيد ، و قالت أنها تحفظ اهالي المنطقة و تعرف كل صغير و كبير فيها و لا يمكن لأحد أن يخدعها بحجة أنه لا يملك المال اللازم للساندوتشات ، و طعامها مذاقه مميز لأنها تطهوه في المنزل و تأتي به باكرا لتبيع لكل الناس ، و الرزق لا ينقطع من عربتها بفضل الله.

و اضافت أم سونة أن سعر الساندوتش لديها يبدأ من 75 قرش للكبدة و يصل لجنيه و ربع بينما سعر السجق يبدأ من جنيه لأنه الاكثر طلبا ، و العربة ابتاعتها منذ سنوات طويلة بمبلغ 450 جنيه و قامت بطلائها بنفسها و لكن الاضاءة كما هي تقوم بتغيير اللمبات المحروقة او الفاسدة فقط.

و عن الاسعار قالت أن اسعار اللحوم اصبحت نار و هي تعوض الامر باللحم الجملي و تشتري بالجملة من جزار معرفة طيب يعرف أنها تعطف على الكثيرين و يعتبر البيع لها باسعار اقل صدقة و ليس تجارة ، و هي تجد أن هذا الامر سيكون سبب لدخولها و دخول هذا الجزار الجنة ، اما المكاسب فهي ما بين 100 و 150 جنيه و احيانا اقل و احيانا تزيد ، وهي تؤكد ان المهنة تحب من تحبها و لا يمكنك النجاح الا حينما تحبها فيحبك الناس.

عمالة

محمود شاب 19 سنة و يعمل صبي على عربة كبدة بمنطقة السيدة قال ان يوميته تساوي 30 جنيه يوميا و 35 ايام الاجازات خاصة الخميس و الجمعة ، و هو يعمل منذ 3 سنوات في مهن مختلفة و لكن هذه المهنة يحبها و احترفها و اصبح ماهرا فيها و لذلك تزيد يوميته و يحصل على وجبة ايضا ، و لا يشتري الكبدة بل يتسلمها و يقطعها و يعدها و الخضراوات اللازمة ، و لا يعرف سعرها لكنه يتمنى ان يمتلك عربة خاصة به يوما او محل صغير.

سيد شاب عمره 33 عام يعمل مساعدا لتاجر كبدة في منطقة السيدة عائشة قال انه يوصل البضاعة و يسلمها ويتسلم السعر المحدد ، واكد ان عربات الكبدة مشروع يحتاج راس مال صغير و يحمي كثير من الشباب و السيدات من الحاجة و سؤال الناس ، و المشروع يحتاج لمجهود في البداية لينجح و يكسب ثقة الزبون و يحقق شعبية بعدها سيرسل الله الرزق المكتوب له المهم ان يقوم بما عليه من مجهود.

و اضاف أن شهادات الصحة ليست شرطا لبيع الكبدة واللحوم لأي شخص بكميات لأنها ليست وظيفته هو المهم عنده يبيع اكبر قدر ممكن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram