بالكمامات والتباعد، يؤدي الحجّاج في مكة المكرّمة مناسك الحج في أول أيامه اليوم الأربعاء في ظل ظروف استثنائية وإجراءات وقائية غير مسبوقة يخيّم عليها شبح فيروس كورونا المستجد 'كوفيد-19' المستمر في التفشي حول العالم حاصدًا مئات آلاف الوفيات.
وقام الحجاج وهم يحملون مظلات ملّونة تقيهم حر الشمس، بالطواف في حركة متناسقة حول الكعبة بالمسجد الحرام في بداية الشعائر مع إبقاء مسافة محددة بشعارات على الأرض البيضاء، في مشهد تاريخي غير مألوف في أقدس أماكن المسلمين.
وبدا المشهد مختلفًا جدًا عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة ويدورون حولها وهم يتسابقون ويتدافعون أحيانا للاقتراب منها ولمسها، وهو أمر ممنوع هذا العام.
وسرعان ما اكتملت مناسك الطواف والسعي في يوم التروية، على أن يتوجّه الحجاج إلى منى ومنها إلى جبل عرفات على بعد عشرة كيلومترات للوقوف على صعيد عرفات الخميس، وهو ركن الحج الأعظم.
وأكّد قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام يحيى العقيل لقناة 'الإخبارية' الحكومية 'تم تطبيق عملية التباعد المعتمدة من قبل وزارة الصحة'، مضيفا 'بدأت عملية الطواف حتى اكتملت بوقت قياسي جدا وبكل سهولة'.
وأعلنت السلطات أنّ ألف شخص فقط يشاركون في المناسك، لكنّ وسائل الإعلام المحلية ذكرت أنّ الأعداد قد تصل إلى نحو عشرة آلاف حاج، مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم شاركوا في الحج العام الماضي وقدموا من كل أنحاء العالم.
وقامت السلطات بعملية اختيار قال البعض إن معاييرها لم تكن واضحة تماما، وتمّ بموجبها قبول طلبات ورفض أعداد كبيرة أخرى.
والصحافة الأجنبية غير مخوّلة تغطية الحج هذا العام الذي يكون عادة حدثا إعلاميا عالميا ضخمًا، إذ تسعى الحكومة لتشديد إجراءات الوصول إلى مدينة مكة المكرّمة وتضع قيودا صحيّة صارمة لمنع تفشي الفيروس أثناء المناسك.
وظهر الحجّاج في بث تلفزيوني مباشر وهم يسيرون في صفوف منظمة داخل المسجد الحرام متّجهين نحو الكعبة قبل بدء الطواف وقد وضعوا كمّامات وتركوا مسافة بين الواحد والآخر، بينما كان دليل يتقدمهم. ثم داروا حول الكعبة تحت أنظار شرطيين ومسؤولين في المكان.
وأودى فيروس كورونا المستجد 'كوفيد-19' بحياة أكثر من 654 ألف شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019، بينهم أكثر من 2700 في السعودية حيث سجلت نحو 270 ألف إصابة.