تبدو محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللجوء للقضاء من أجل نقض الفوز الساحق الذي حققه عليه المرشح الديمقراطي مثل محاولة تاجر أشرف على مغادرة محل تجارته فيلجأ في الأيام الأخيرة لبيع كل ما تبقى له من بضائع ليحقق أرباحا على عجل قبل أن ينتهى به المطاف على مقاعد المتفرجين . فقد اتجه ترامب لولاية بنسلفانيا في مغامرة سياسية ليظل في البيت الأبيض لفترة أطول من يوم 20 يناير المقبل الذي من المقرر أن يغادره للأبد. صحيفة الاندبندنت البريطانية أشارت إلى أن ما يقوم به ترامب لن يؤثر فعليا على الأرض إلا أنه سوف يدفع أسعار الذهب للارتفاع في كل مرة يخرج به بتصريح جديد عن إصراراه على تحكيم القضاء الأمريكي في نتيجة الانتخابات الأمريكية، وما سوف يقوم به ترامب من الان وحتي يوم 20 من شهر يناير المقبل موعد تسليم السلطة للرئيس المنتخب لن يجدي إلا في زيادة ثروات المضاربين على الأسهم والمعادن، بعد أن أدى سلوك ترامب في تراجع ثقة المستثمرين في الدولار الأمريكي وزيادة الاتجاه للتحوط في الأسواق.
الصحيفة البريطانية أشارت على لساني محللها السياسي توني فرنسيس إلى اختلاف الوقائع التي تعلقت بحالة المنافسة بين دونالد ترامب والمرشح الفائز جو بايدن، و حالة المنافسة بين جورج بوش الأبن وبين ال جور، ففي الحالة الأخيرة كان الفارق بين جورج بوش وآل جور في المجمع الانتخابي صوتا واحدا فقط، وما حدث في فلوريدا رسمياً أن انتصار جورج دبليو بوش وفوزه بأصوات الولاية بالمجمع الانتخابي ليراسل على إثر ذلك آل غور نظيره الجمهوري ويهنئه بالفوز. لكن مع ظهور نتائج فلوريدا للعلن، تفاجأ الجميع بوجود فارق ضئيل جداً لا يكاد يتعدى 600 صوت فقط بين المرشحين بالولاية، وأمام هذا الوضع تراجع آل غور عن تهنئته لبوش مطالباً بعملية إعادة فرز بعدد من مناطق فلوريدا مؤكداً على وجود أخطاء بعملية احتساب الأصوات ومنبهاً لحتمية فوزه بالرئاسة في حال احتسابها بشكل صحيح.
وحسب القوانين الانتخابية بالولاية، جرت عملية إعادة الفرز الآلي للأصوات بفلوريدا لتسفر يوم 10 نوفمبر 2000 عن تراجع الفارق بين المرشحين.
وأواخر الشهر، أعلنت فلوريدا عن نتائج جديدة تحدّث من خلالها عن فارق جديد استقر عند حاجز 537 صوتاً فقط بين كل من بوش وآل غور. من جهة أخرى، لجأ الديمقراطيون للمحكمة العليا بفلوريدا وطالبوا بإعادة فرز يدوي للعديد من الأصوات بالولاية مؤكدين على فوز مرشحهم آل غور في حال التدقيق في الأصوات واحتساب عدد من الأصوات غير الواضحة. إلى ذلك، وافقت المحكمة العليا بفلوريدا (بأغلبية 4 مقابل 3) على عملية إعادة الفرز اليدوي لعشرات آلاف الأصوات وهو ما دفع بالجمهوريين للجوء للمحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية للمطالبة بإنهاء عمليات إعادة الفرز اليدوي. وبأغلبية 5 مقابل 4، اعتبرت المحكمة العليا الأميركية قرار إعادة الفرز اليدوي بفلوريدا غير دستوري لتعرف بذلك هذه الأزمة القانونية التي استمرت حوالي شهر نهايتها ويحصل جورج دبليو بوش على أصوات ناخبي فلوريدا، المقدر عددهم حينها بخمسة وعشرين صوتاً ليفوز جورج بوش الأب في نهاية المطاف بعدد 271 صوتا في المجمع الانتخابي بفارق صوت واحد فقط عن آل جور، لكن في حالة المعركة بين دونالد ترامب وبين جو بايدن، فقد حصل الأخير على أكبر عدد من أصوات الأمريكيين بإجمالي أكثر من 74 مليون صوت، وحتى المجمع الانتخابي فقد كان الفارق بين ال جور وجورج بوش صوت واحد، بينما في حالة بايدن فقد فاز بعدد 290 صوتا في المجمع الانتخابي
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
