شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على رفض بلاده لإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مستبعدا مشاركة الجيش الجزائري في عمليات خارجية.
وصرح تبون، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثت مساء الأحد:"الولايات المتحدة دولة صديقة تعتبرنا بلدًا يشكّل عامل استقرار للمنطقة بأسرها. التعاون بين الجزائر وواشنطن سيتعزّز أكثر في مجالات عديدة ربما العبور الجوي".
وأضاف "الجزائر لن تسمح ولن تمكن لأي دولة كائنا من كانت تلك الدولة أمريكا أو غيرها، من إقامة قاعدة عسكرية لها بالتراب الوطني، فأرضنا مقدسة واحتراما لشهدائنا لن تكون هناك أي قواعد أجنبية عسكرية بها".
وأبرز تبون أن سياسة الجزائر في هذا الشأن "معروفة وواضحة وشفافة والكل يدركها جيدا"، وهي "سياسة نابعة من مبادئ صلبة وثابتة".
وحول مشاركة الجيش الجزائري في عمليات عسكرية خارج البلاد، قال تبون: " سياستنا ونظرتنا في هذا الخصوص هي أن لا ندخل المستنقعات فنحن لا نملك لفيفا بل جيشا شعبيا، ولن نضحي بأفراده مقابل المال كما يفعل المرتزقة، ولأي عملية مماثلة نحتاج موافقة أفراد جيشنا وموافقة ممثليه عبر المجلس الشعبي الوطني (البرلمان)".
وعلى صعيد منفصل، هاجم تبون بشدة تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، موسى ( جيرالد) دارمانان، التي ضمنها أن الجزائر رفضت استقبال 7 آلاف شخص تقرر ترحيلهم من فرنسا.
ووصف تبون، هذه التصريحات بـ"كذبة القرن"، مؤكدا أن قوائم المرشحين للترحيل من فرنسا إلى الجزائر لا يتجاوز 94 شخصا، وأن 16 منهم لن يدخلوا الجزائر بتاتا لارتباطهم بالجماعات الإرهابية في سورية فضلا عن كونهم لا يملكون عائلات في الجزائر.
واستطرد تبون قائلا: "فرنسا تربطنا بها مشاكل، لقد ارتكبت جرائم بشعة خلال استعمار دام 132 سنة. لقد تم محو قبائل بأكملها منها. أؤكد على أن عدد شهداء الجزائر الذين سقطوا على يد فرنسا الاستعمارية يصل إلى 5 ملايين و630 ألفا منهم مليون ونصف مليون شهيد خلال ثورة التحرير وأكثر من 4 ملايين خلال المقاومات الشعبية التي استمرت على مدار 70 عاما".
واسترسل:"لا يمكن محو جرائم فرنسا في الجزائر بمجرد كلمات، اسألوا أصحاب الذكر والذاكرة عما اقترفته فرنسا في مسجد كتشاوة (في العاصمة الجزائرية) حين أبادت 4 آلاف مصلي، وضد قبيلة الزعاطشة وسكان الأغواط، إنها جرائم لا يمكن نسيانها".
وتابع " التاريخ لا يسير بالأهواء والظروف ومن يمس بالجزائر لن يذهب بعيدا، وكرامة الشعب الجزائري وذاكرة الشهداء ليست للبيع لا باليورو ولا بالدولار".
وأشار تبون، إلى أنه يتعين على فرنسا الإعتراف بجرائمها في الجزائر وليس الاعتذار، لافتا إلى أن الرئيس ماكرون أقر بذلك في وقت سابق قبل أن ينقلب ويشكك حتى في وجود دولة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.