عقب انسحاب بوريس جونسون المفاجىء من السباق على قيادة حزب المحافظين وحصول بيني موردونت على أصوات عدد أقل بكثير من 100 مؤيد التي تحتاجها قبل الموعد النهائي للتصويت على زعامة الحزب الحاكم في بريطانيا، تبدو الكفة راجحة لصالح ريشي سوناك.
فقد حصل ريشي سوناك على دعم 155 نائبا من حزب المحافظين، مقابل 54 مؤيدا لجونسون و25 لموردونت، وفقا لما ذكرته صحيفة التلغراف البريطانية.
ومع انسحاب جونسون وتوقع انسحاب موردونت، رغم إصرارها على القتال حتى النهاية، فإنه من الممكن تسمية ريشي سوناك كرئيس جديد للوزراء في وقت لاحق اليوم بحدود الساعة الثانية مساء بحسب توقيت غرينتش.
وبعد خروج جونسون من السباق، فإنه من المتوقع انضمام المزيد من المؤيدين لسوناك، الذي حصل على تأكيدات بتأييد 155 نائيا.
وكان جونسون قال، في وقت سابق، إنه حصل في الواقع على تأييد 102 نائبا، وأنه يعتقد أن هناك "فرصة جيدة جدا" لنجاحه في مسابقة القيادة.
لكن رئيس الوزراء السابق أضاف أن الاستمرار في محاولته من أجل العودة "لم يكن ببساطة الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله"، مشيرا إلى الحاجة إلى "توحيد" الحزب.
من المفهوم أنه أدرك أنه لا يستطيع تحقيق الوحدة عندما قدمت شخصيات رئيسية من حزب المحافظين مثل وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان ومؤيد البريكست البارز ستيف بيكر، وكلاهما يتمتع بشعبية في حزب المحافظين، دعمها لسوناك.
يأتي ذلك بعد أن بدا أن سوناك يتقدم أكثر في المسابقة أمس حيث حصل أيضا على دعم غرانت شابس، الذي حل محل برافرمان كوزيرة للداخلية بعد استقالتها هذا الأسبوع، ووزيرة العمل والمعاشات التقاعدية كلوي سميث.
كما قال وزير القوات المسلحة جيمس هيبي إن سوناك "سيجمع بين حزبنا المنقسم ويعيد الاستقرار إلى حكومتنا".
وقد أيد المستشار جيريمي هانت، الذي كتب لصحيفة التلغراف، سوناك، في مقال يقارن فيه بينه وبين ونستون تشرشل بسبب استعداده لقول "الحقيقة".
وتظل زعيمة مجلس العموم، موردونت، القيادية الوحيدة التي تأمل في الوقوف في طريقه، بل وأعلنت أمس الأحد قائلة "أنا في الطريق للفوز"، لكن البيان الحازم جاء وسط مؤشرات على أنها تكافح لكسب المؤيدين.
ومع ذلك، قال مصدر من حملة موردونت الليلة الماضية: "بيني لا تزال ترشح نفسها لتصبح زعيمة حزب المحافظين. بيني هي المرشحة الموحدة التي من المرجح أن تحافظ على أجنحة حزب المحافظين معا.. وتظهر استطلاعات الرأي أنها المرشح الأكثر احتمالا للاحتفاظ بالمقاعد التي حصل عليها حزب المحافظين في عام 2019".
من جهته، قال إد بولز ووزراء حكومة الظل ومستشارو حزب العمال إن بيني هي المرشح الذي يخشى كير ستارمر أكثر من غيره.
ومع ذلك، لا يُنظر إليها على أنها مرشحة لليمين، ولذلك يُعتقد أنه من غير المرجح أن تؤمن عددا كبيرا من مؤيدي جونسون.
ولكن على الرغم من كونها حصلت على تأييد أقل بكثير من عتبة 100 مؤيد، فقد أصر فريق موردونت على أن لديها العشرات من النواب الذين لم يعلنوا دعمهم لها بعد لأنها تناشد مؤيدي جونسون الوقوف وراء حملتها بدلا من ذلك.
يشار إلى أن المرشحين يحتاجون إلى 100 ترشيح من نواب حزب المحافظين بحلول الساعة 2 ظهرا اليوم الاثنين إذا أرادوا البقاء في المنافسة قبل الاقتراع النهائي لأعضاء الحزب.
ويعتقد حلفاء مورداونت أن قرار جونسون بالانسحاب من السباق "سيدفعها إلى تجاوز عتبة المئة مؤيد" لكن يظل ريشي سوناك الأوفر حظا في هذه الجولة .