اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن محاولات توسع 'الناتو' إلى الشرق كانت استعدادات للحرب مع روسيا. وأشار مدفيديف، إلى أن التباين بين روسيا والغرب أكثر بكثير مما يجمع بينهم، وكان العام الماضي نقطة تحول. وقال بأن روسيا ليست بحاجة للتفاوض مع الغرب، والآن لا يمكن الحديث عن الثقة، وقال: 'من الواضح الآن أنه في علاقات الدول المستقلة ذات السيادة مع العالم الأنغلوساكسوني في التكوين الحالي، حتى الحديث لا يمكن أن يكون عن الثقة، والأمل في حشمة الشركاء، وإخلاصهم للكلمة، وحتى مبادئهم المعلنة بشكل جميل.. للأسف، لكن ليس لدينا من نتحدث معه ونتفاوض معه في الغرب الآن، لا يوجد شيء نتحدث عنه، وليس هناك ما نفعله'.
ووفقا له، فإن أحداث العام الماضي ألغت إمكانية الثقة والحوار المحترم، وأفعال القادة الغربيين الحاليين والسابقين تثير السخرية، وأشار مدفيديف إلى كلمات المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل بأن اتفاقيات مينسك كانت 'لمنح أوكرانيا الوقت لتصبح أقوى'. وقال: 'تم منحهم الوقت في الأصل من أجل التحضير لحرب دموية.. ما فعله النازيون الجدد في كييف كان بالتواطؤ الكامل أو المساعدة المباشرة من' الأوروبيين المتحضرين'.
الناتو
وأشار إلى أن الجانب الروسي في ذلك الوقت كان يثق بشركائه، ولا يتوقع خيانة مباشرة منهم وبدء العمل لتدمير روسيا من جانب الناتو . وأضاف: 'أتذكر جيدا اجتماع مجلس روسيا-الناتو، على أعلى مستوى في لشبونة في عام 2010، والذي شاركت فيه بصفتي رئيس روسيا.. وأكد لنا أعضاء الحلف حينها أننا لا نشكل تهديدا لبعضنا البعض، وكانوا مستعدين للعمل معنا من أجل الأمن المشترك للمنطقة الأوروبية الأطلسية'.
توسيع حلف الناتو للشرق باتجاه روسيا
وقال: 'توسيع حلف الناتو إلى الشرق والاستعدادات للمواجهة، في الواقع كان بمثابة استعداد للحرب مع روسيا، لم يتوقفوا لمدة دقيقة، إنها تيارات موحلة لا نهاية لها من الأكاذيب الساخرة'. ووفقا له، أزمة الثقة العامة في الدول الغربية، التي تحاول مصادرة الأصول الروسية وفرض عقوبات جديدة بجرة قلم، واضحة أيضا. واختتم قائلا: 'لسنوات وربما عقود قادمة، يمكننا أن ننسى العلاقات الطبيعية مع الغرب.. هذا ليس خيارنا.. الآن سنستغني عنهم حتى يصل جيل جديد من السياسيين العقلاء إلى السلطة هناك.. لنكن حذرين ويقظين.. سنطور علاقاتنا مع بقية العالم، الخير واسع جدا وطبيعي بالنسبة لنا'.
من ناحيته صرح مستشار الرئاسة الأوكرانية، أليكسي أريستوفيتش، بأن الولايات المتحدة قد تتوقف عن دعم كييف بعد العام 2023. وأضاف أريستوفيتش، في مقابلة مع برنامج ' فاغين لايف' عبر قناة '24'، أن الولايات المتحدة لن تمتنع عن دعم أوكرانيا أبدا، وسرعان ما تراجع عن كلامه، واعترف، أنه في حال أوقفت واشنطن الدعم المقدم، فسيكون على كييف إدارة المعركة وحدها بعد العام 2023.
وأشار إلى الدعم الأوروبي المقدم لكييف، موضحا أنه على الرغم من الفقر الذي تعاني منه البلاد، إلا أن المجمع الصناعي العسكري الأوكراني لا يزال يعمل، ونوه بأن نظام كييف، يمكن أن يلجأ إلى الصين للحصول على المساعدة. وفي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان بأن مفتاح حل الأزمة الأوكرانية، هو إجراء مفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة.