قالت صحيفة 'وول ستريت جورنال' إن هناك مخاوف في الولايات المتحدة من أن تتحول أي عملية لاقتحام رفح جنوبي غزة، إلى 'حمام دم'.
مخاوف من تحول رفح
وأضافت أن الولايات المتحدة تحاول ثني إسرائيل عن اجتياح رفح المكتظة بالنازحين، بينما تبرر إسرائيل إصرارها على الاجتياح بأن الاستيلاء على رفح من حماس مهم للغاية بالنسبة لإستراتيجيتها لكسب الحرب.
وتأمل إدارة بايدن في إقناع كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يزورون واشنطن في الأيام المقبلة بأن قمع حماس، التي تتفق الولايات المتحدة وإسرائيل على أنها منظمة إرهابية، لا يتطلب غزوًا بريًا كاملًا لرفح.
حمام دم يزيد الغضب
وحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين يخشون من أن تتحول العملية إلى حمام دم يزيد من الغضب العالمي بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي بعد زيارته لإسرائيل: ' إن أي هجوم بري على رفح سيُخاطر بقتل المزيد من المدنيين، ويُخاطر بإحداث فوضى أكبر في توفير المساعدة الإنسانية، ويُخاطر بالمزيد من عزلة إسرائيل حول العالم وتعريض أمنها ومكانتها على المدى الطويل للخطر'.
وفي المقابل كان رد رئيس الوزراء الإسرائيلي واضحًا؛ إذ قال: 'إن الجيش الإسرائيلي سيمضي قدما في عملية برية في رفح بدعم أمريكي أو من دونه'.
مُضيفًا بأنه 'لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على فلول الكتائب هناك'.
وأضافت الصحيفة أن التعنت الإسرائيلي يضع إدارة بايدن في موقف صعب أمام الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار ورد الفعل السياسي المحلي الأمريكي الذي يواجهه الرئيس بايدن بشكل مُتزايد من أعضاء حزبه الديموقراطي البارزين، ومن الناخبين الذين يحتاجهم لإعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.
وعلى الجانب الآخر، تواجه القيادة الإسرائيلية انتقادات متزايدة في الداخل، بسبب ركود الحرب في غزة، إذ لم تُحقق إسرائيل تقدمًا على الأرض يُذكر بعد احتلال مدينة غزة وخان يونس، أكبر مدينتين في القطاع.
وسمح انسحاب عشرات الآلاف من القوات من غزة لحماس بالعودة إلى بعض المناطق التي طهرتها القوات الإسرائيلية في وقت سابق.
كما أدى إحجام نتنياهو عن اتخاذ القرار الصعب بشأن من يجب أن يحكم غزة بعد حماس إلى تصاعد التوتر مع الجيش الإسرائيلي، الذي حذر لأسابيع عديدة من أن الفراغ السياسي قد يُفيد حماس.
واختتمت الصحيفة بالقول، بحسب محللين، إن تحقيق المزيد من الانتصارات التكتيكية لإسرائيل في رفح، مثل تدمير وحدات حماس هناك، لن يضمن بالضرورة مكسبًا إستراتيجيًا دائمًا إذا أعادت الجماعة تشكيل نفسها لاحقًا بفعل غياب استراتيجية سياسية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.