يشهد قطاع غزة المحاصر وضعًا إنسانيًا كارثيًا خلال شهر رمضان، حيث يفتقد السكان إلى أساسيات الحياة في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم العاشر على التوالي. هذا الوضع ينذر بمجاعة متفاقمة، حيث يعاني الأهالي من جوع وعطش مستمرين، بالإضافة إلى القصف المستمر من القوات الإسرائيلية.
وقد أدى منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمواد الإغاثية الأساسية إلى ارتفاع "مهول" في أسعار المواد الغذائية، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، مما جعل الأزمة الإنسانية في القطاع على شفا الهاوية. وتستمر إسرائيل في احتلال وإغلاق كافة معابر غزة، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع.
ويأتي إغلاق المعابر منذ اجتياح إسرائيل لمدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرتها على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، على الرغم من التحذيرات المتتالية من المنظمات الإنسانية والإغاثية والمطالبات الدولية بإعادة فتح المعابر لتجنب المجاعة وإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
ويطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى كامل غزة لمنع حدوث مجاعة، حيث يعيش نحو مليوني نازح فلسطيني في خيام تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ويعانون من ندرة الغذاء وارتفاع أسعاره.
وكان البروتوكول الإغاثي المتفق عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بالإضافة إلى معدات للدفاع المدني وصيانة البنية التحتية، لكن إسرائيل خرقت هذا الاتفاق. كما نص البروتوكول على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة لإيواء النازحين، لكن الواقع في غزة يكشف عن مشهد آخر، حيث تسعى إسرائيل إلى "اغتيال الإنسانية" داخل القطاع المحاصر.