رُصدت قاذفات شبح أميركية من طراز B-2 Spirit التي تعرف ب طائرة يوم القيامة تحلق فوق المحيط الهادئ، اليوم السبت، في تحركات أثارت تكهنات واسعة حول مهمتها المحتملة، خاصة في ظل دراسة الرئيس دونالد ترامب لإمكانية مشاركة الولايات المتحدة في هجمات إسرائيلية ضد إيران. وأفاد مسؤولان أميركيان، في إفادة للصحفيين اليوم، أن الولايات المتحدة تنقل قاذفات القنابل من طراز B-2 إلى جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
تفاصيل التحركات والتكهنات
ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' ومواقع متخصصة في تتبع الطائرات أن عدة قاذفات B-2 غادرت قاعدة في وسط الولايات المتحدة ليلاً، وشوهدت لاحقًا وهي تحلق قبالة ساحل كاليفورنيا برفقة طائرات للتزود بالوقود جوًا. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التحركات مرتبطة بالتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
من جانبها، نقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن مسؤولين أميركيين اليوم أن الولايات المتحدة لم تصدر أي أوامر حتى الآن للتحضير لهجوم على إيران باستخدام قاذفات B-2 الاستراتيجية.
وفي تعليق على تقارير سابقة عن نقل قاذفات استراتيجية إلى قاعدة ديجو جارسيا، أضاف المسؤولون أن تحريك قاذفات B-2 قد يهدف إلى ممارسة الضغط على إيران لقبول حل دبلوماسي. يُمكن تجهيز قاذفة B-2 بحمل قنابل GBU-57 الأميركية التي تزن 30 ألف رطل والمصممة لتدمير الأهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يعتقد الخبراء أنه قد يُستخدم لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع فوردو.
ورفض المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، مؤكدين أنه لم تُعطَ أي أوامر مسبقة لتحريك القاذفات إلى ما هو أبعد من غوام، ولم يذكرا عدد القاذفات الجاري نقلها. ولم يصدر البنتاجون أي تعليق حتى الآن.
المواقع الاستراتيجية والقدرات التكتيكية
يُراقب الخبراء والمسؤولون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت قاذفات B-2 ستُنقل إلى قاعدة دييغو غارسيا العسكرية الأميركية البريطانية في المحيط الهندي. ويشير الخبراء إلى أن دييغو غارسيا تُعد موقعًا مثاليًا لتنفيذ عمليات في الشرق الأوسط، وقد كانت الولايات المتحدة تمتلك قاذفات B-2 هناك حتى الشهر الماضي، قبل أن تُستبدل بقاذفات B-52.
تأتي هذه التحركات في أعقاب تقارير سابقة عن نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود الجوي إلى أوروبا وأصول عسكرية أخرى إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر المزيد من الطائرات المقاتلة. كما تتجه حاملة طائرات كانت في منطقة المحيطين الهندي والهادئ نحو الشرق الأوسط.
تأتي كل هذه التطورات في خضم تصاعد التكهنات بشأن احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة غير المسبوقة التي اندلعت قبل تسعة أيام بين إسرائيل وإيران. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن حاملة الطائرات نيميتز، التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي، قد غيرت وجهتها يوم الاثنين متجهة إلى الشرق الأوسط. كما أعادت واشنطن نشر نحو ثلاثين طائرة تزويد بالوقود من الأراضي الأميركية إلى قواعد عسكرية في أوروبا.