هزت اشتباكات مسلحة عنيفة، استمرت لساعات طويلة من ليل الثلاثاء إلى فجر الأربعاء، مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، الواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت. أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخصين وإصابة عدد من الجرحى، وأثارت موجة من الذعر بين السكان، خاصة مع استخدام أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية. يأتي هذا الحادث بعد ساعات قليلة من قرار حكومي بتكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح في يد القوى الأمنية الشرعية، ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه القرارات في ظل الواقع الأمني للمخيمات.
نزاع عائلي يتطور إلى مواجهة مسلحة
وفقًا لمصادر أمنية وميدانية، اندلعت الاشتباكات عند منتصف الليل على خلفية نزاع عائلي قديم بين عائلتي القفاص والغابة. تطور النزاع، الذي كان قد بدأ قبل أسبوع، إلى اشتباك مسلح عنيف بعد تعرض أحد أفراد عائلة القفاص لهجوم من أحد أفراد عائلة الغابة، مما أدى إلى استخدام الأسلحة الثقيلة.
لا أبعاد سياسية أو فصائلية
في تصريح لوسائل إعلام، أكد نائب أمين سر حركة فتح في لبنان، سرحان سرحان، أن الاشتباكات "لا تندرج في أي إطار فصائلي أو سياسي"، بل هي "ناتجة عن خلاف شخصي بين عائلتين". وأوضح أن انتماء بعض المشاركين في الاشتباكات إلى فصائل فلسطينية "لا يعني مطلقًا أن ما جرى هو اشتباك بين هذه الفصائل"، مشددًا على أن الحادثة لا تحمل أي أبعاد تنظيمية أو سياسية.
وعبر سرحان عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ"التفلت المؤسف للسلاح"، مؤكدًا أن "أي استخدام للسلاح داخل المخيمات مرفوض ومدان مهما كانت الذرائع". وأشار إلى أن هذه الممارسات تضر بالقضية الفلسطينية وتسيء إلى صورة المخيمات وتنعكس سلبًا على الاستقرار في البلاد.
ضحايا وأضرار مادية
أسفرت المواجهات عن مقتل شابين وإصابة ما لا يقل عن خمسة آخرين، وفقًا لمصادر طبية. كما تسببت الاشتباكات في أضرار مادية كبيرة بالأبنية المحيطة، حيث تحطمت نوافذ وألواح طاقة شمسية وخزانات مياه.
عبر سرحان عن أسفه لسقوط الضحايا والجرحى، مشيرًا إلى أن "ما حصل تسبب في خوف شديد بين أهلنا، خصوصًا الأطفال والنساء والمرضى". ودعا إلى "تسريع المعالجات الأمنية والاجتماعية داخل المخيمات" ووضع "إطار فعلي لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني لأنه بات يشكل خطرًا داخليًا لا يقل عن خطر سلاح العدو".
صدمة وقلق بين الأهالي
عبر الأهالي عن حالة من الهلع والخوف الشديد جراء الاشتباكات، حيث أفاد البعض باختراق طلقات الرصاص نوافذ منازلهم. امتد تأثير الاشتباكات إلى المناطق المجاورة، ما أثار حالة من القلق العام في محيط المخيم.
تأتي هذه الأحداث لتسلط الضوء مجددًا على التحديات الأمنية داخل مخيمات اللاجئين، والحاجة الملحة لإيجاد حلول فعالة للحد من انتشار السلاح ومعالجة النزاعات القائمة بشكل سلمي، بعيدًا عن العنف المسلح الذي يهدد حياة المدنيين.