ads
ads

مدير المركز العربي للدراسات السياسية: دعوة رئيس كولومبيا رمزية وشجاعة لكنها غير قابلة للتنفيذ

 الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية
الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن فكرة الرئيس الكولومبي للقتال من أجل تحرير فلسطين وتكوين جيش موحد لذلك، جيدة لكنها ليست واقعية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن الأمر يتطلب ترتيبات ضخمة على الصعيد العسكري، من إعداد جيوش ووضع خطة عملياتية وتجهيز أرض المعركة، وهو ما يجعل تنفيذها معقدًا للغاية.

ولفت إسماعيل إلى أن أرض المواجهة لابد أن تكون قريبة من الحدود الإسرائيلية، في دول مجاورة مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان التي قد تستضيف هذه القوات في حال توفرت الإرادة السياسية والتنسيق اللوجستي اللازم.

وأوضح أن المقصود من طرح مثل هذا الموقف من رئيس كولومبيا، الذي يطرح الفكرة من خارج المنطقة، قد يكون في المقام الأول دفع الروح الفلسطينية وتعزيزها، إضافة إلى إضعاف الروح المعنوية لدى الجيش الإسرائيلي؛ معتبرًا أن الطرح يأتي كنداء لمكافحة الإرهاب الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

واختتم إسماعيل بأن الفكرة تبقى مشجعة من الناحية الرمزية، لكنها من الناحية الواقعية صعبة التنفيذ في الظروف الراهنة نظراً للتعقيدات السياسية واللوجستية والالتزامات الدولية.

وفي السياق ذاته، قال اللواء سيد الجابري، الخبير الاستراتيجي، تعليقًا على دعوة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو لتشكيل قوة دولية لنصرة فلسطين، إن هذه الدعوة محمودة وحميدة، من رئيس يدرك الاستراتيجيات الدولية"، موضحًا أن إسرائيل وأمريكا تتعمدان التضليل وعدم الاستماع إلى الحقائق، وأن الهدف النهائي للمخطط القائم هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وضمها لإسرائيل.

وأضاف الخبير الاستراتيجي في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر» أن الدعوة صدرت لعدة أسباب؛ أولها أن أي تدخل عسكري يحتاج قرارًا من مجلس الأمن وفقًا للبند السابع، وهو ما ستعطله الولايات المتحدة بالفيتو، أما السبب الثاني فهو أن الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية هي التي يمكن أن تخرج منها قوات عسكرية، وهو ما سيكشف بوضوح من هو جاد في مواقفه ومن يكتفي بالشعارات.

وأوضح أن الشعوب في معظم دول العالم، شرقًا وغربًا، في حالة استنفار بسبب الجرائم الوحشية والبربرية التي تُرتكب في قطاع غزة، في ظل محاولات الإعلام الصهيوني تشويه الحقائق، بينما الأرقام حول أعداد الضحايا من الأطفال والنساء تؤكد حجم المأساة الإنسانية.

وأكد الجابري أن دعوة الرئيس الكولومبي تعكس قدرًا كبيرًا من الشجاعة والجرأة، خصوصًا أنها تتعارض مع رغبة أمريكا في المقام الأول، وهو ما سيكشف كثيرًا من الأوراق مستقبلًا، مشيرًا إلى إمكانية أن تتحول هذه الدعوة إلى آلية عملية أو تحالف دولي في المستقبل.

وأشار الجابري إلى أن الأمم المتحدة فقدت دورها ومصداقيتها نتيجة الهيمنة الأمريكية، مؤكدًا أن حرب غزة قد تكون سببًا في إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، كما حدث عقب الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وأضاف أن الولايات المتحدة باتت تتحكم حتى في إصدار التأشيرات لحضور الوفود، وهو ما يُسقط حياد المنظمة الدولية.

وختم الجابري بالقول: "تكوين قوة عسكرية على الأرض يحتاج ترتيبات وآليات معقدة تتجاوز مجرد الدعوة السياسية أو الإعلامية، لكن في المقابل أرى أن الكيان الصهيوني بات في نهايته، في رمقه الأخير، خاصة في ظل الحصار السياسي العالمي، وضغط الرأي العام، والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي يتعرض لها".

وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جذب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الانتباه على نطاق واسع، حين دعا قبل يومين دول العالم إلى "توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين"، وقد استحضر في كلمته رموز التحرر في أمريكا الجنوبية، موجهاً انتقادات حادة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

دعا بيترو، دول العالم وشعوبها "للانضمام إلى الجيوش وحمل السلاح"، قائلاً: "يجب أن نحرر فلسطين".

وأضاف: "أدعو جيوش آسيا وشعوب السلاف الذين هزموا هتلر ببسالة، وجيوش أمريكا اللاتينية - جيوش بوليفار وغاريبالدي (الذي قاد جيشاً أيضاً في إيطاليا)، وسان مارتن، وأرتيغاس، وسانتا كروز. لقد اكتفينا من الأقوال".

واستحضر بيترو رموز التحرر في أمريكا اللاتينية، مثل سيمون بوليفار، قائد استقلال أمريكا الجنوبية عن إسبانيا، وجوزيبي غاريبالدي، المناضل لتوحيد إيطاليا، وخوسيه دي سان مارتن، الزعيم الأرجنتيني الثوري، وخوسيه خيرفاسيو أرتيغاس، مؤسس الهوية الوطنية في الأوروغواي، وأندريس دي سانتا كروز، الزعيم العسكري البوليفي.

وذكّر بكلمات بوليفار: "الحرية أو الموت"، معتبراً أن "القصف لا يستهدف غزة وحدها، ولا الكاريبي فقط كما يحدث الآن، بل الإنسانية التي تنادي بالحرية".

وأضاف: "لا يوجد عِرق متفوق ولا شعب مختار من قبل الرب، فالشعب المختار لدى الرب هو كل البشرية، وعلى الأمم المتحدة، وبطريقة مختلفة وإنسانية، أن توقف أولاً وقبل كل شيء الإبادة في غزة".

وشدد بيترو أنه مُصِرٌّ على الاستمرار في الكلام، ما دامت "الصواريخ التي تمزّق أجساد الأطفال والرضّع الأبرياء في فلسطين تسقط كل ثانية".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً