تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عناية خاصة بالحرمين الشريفين باتخاذها العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية الكفيلة بمنع انتشار فيروس " كورونا المستجد 19ـ COVID" بالحرمين، حيث تأتي تلك القرارات انطلاقا من حرص القيادة على صحة وسلامة وأمن ضيوف الرحمن وانسجاما مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي جعلت في مقدمة اهتماماتها حماية النفس وبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عليها.
وأوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن ما تقوم به الدولة من إجراءات احترازية ضد فيروس كورونا يثبت للعالم مدى حرصها على الحرمين الشريفين وقاصديهما، حيث كثفت الرئاسة الجهود لسلامة قاصدي بيت الله الحرام وأخذ التدابير اللازمة بالتعاون مع الجهات المختصة واستمرار أعمال التنظيف والتعقيم بشكل مستمر على مدار الساعة؛ بالإضافة لتثقيف وتوعية العاملين للحفاظ على سلامتهم بالميدان, مشيراً إلى أهمية نشر المحتويات التوعوية وضرورة التنسيق مع الجهات ذات العلاقات لضمان سرعة التعامل مع أي حدث مستجد.
وتبذل الرئاسة أقصى الجهود لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين بما يمكنهم من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة بتعاون مختلف الجهات المعنية ذات العلاقة الأمنية أو الحكومية أو الأهلية، إذ تقوم بتنقية هواء التكييف داخل المسجد الحرام تسع مرات يومياً، وتعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية قبل إخراجه إلى أرجاء البيت العتيق من خلال أجهزة تكييف خاصة.
وتكون عملية تنقية الهواء بنسبة 100%، من خلال ثلاث مراحل: (سحب الهواء الطبيعي من سطح المسجد الحرام بواسطة مراوح السحب، حيث يكون توجيه الهواء للفلاتر لينقى، التي يكون تنظيفها يوميا، ثم يصل إلى وحدات التبريد وهي عبارة عن مرحلة تبريد أولية بعملية التبادل الحراري فيها التي تستخدم الماء للتبريد من خلال مضخات للماء تصل إلى المسجد الحرام من منطقتي الشامية وأجياد، وتكون تنقية الهواء قبل دخوله لعملية التبريد من خلال ثلاثة فلاتر أخرى.
بعد ذلك ينقل الهواء إلى وحدات التكييف الثانية لتبريد الهواء مرة أخرى من خلال المبادلات الحرارية، وينقى للمرة الثالثة من خلال ثلاثة فلاتر، ثم ينقل إلى مرحلة التعقيم، لتصل عدد مرات تنقية الهواء إلى 9 مرات يومياً ، وتعقيمه مرة واحدة من خلال أجهزة تعقيم تعمل بالأشعة فوق البنفسجية، ثم ينطلق داخل أرجاء البيت العتيق وهذه العملية تضمن سلامة قاصدي وزوار المسجد الحرام وعدم انتشار أي جراثيم ومكروبات، حيث روعي عند تفريغ الهواء وإخراجه من داخل المسجد الحرام التصاميم الهندسية في البناء والتشييد عملية إخراج الهواء، حيث جعلت جميع التصاميم مفتوحة وغير مغلقة.
كما تكون عملية التبريد من خلال 344 وحدة مناولة هواء للتبريد موزعة على موقعين داخل المسجد الحرام، حيث قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي باستبدال 75% من المبادلات الحرارية في التوسعة السعودية الثانية خلال الأيام الماضية وجاري العمل على استبدال المبادلات المتبقية ضمن خطتها الاحترازية لضمان سلامة قاصدي المسجد الحرام وزواره من انتشار الأوبئة والأمراض بينهم، من خلال فلاتر تنقية الهواء داخل غرف التكييف تنظف بشكل يومي طوال أيام السنة وتستبدل عند الحاجة، وتخضع لعمليات صيانة وتنظيف دقيقة من خلال كوادر هندسية وفنية مؤهلة تأهيلاً عاليًا.
وثمة محطتان للتبريد من أكبر محطات التبريد في العالم، الأولى محطة أجياد حيث تنتج 35300 طن تبريد يستخدم منها حوالي 24500 طن تبريد، والثانية المحطة المركزية الجديدة استطاعتها 120 ألف طن تبريد تغذي حاليا التوسعة السعودية الثالثة، إضافة إلى نصف المسعى على أن تغذي مستقبلًا جميع جنبات المسجد الحرام ومرافقه، كما توفر الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي محطات تبريد احتياطية بجانب المحطات الرئيسية للمحافظة على درجات الحرارة المعينة في حال تعطل أحد المحطات وضمان نقاء الهواء الموزع داخل البيت العتيق.
وضمن إجراءاتها الاحترازية ضد فيروس كورونا علقت رئاسة شؤون الحرمين برامج الزيارة في مرافقها الخارجية، والمتمثلة في كلٍ من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين الشريفين، ومكتبة الحرم المكي الشريف، كما كثفت الرئاسة سلسلة من الإجراءات الاحترازية الوقائية لمنع انتشار الفيروس من خلال أعمال التعقيم التي تتم على مدار الساعة، حيث حرصت على التنسيق والتعاون المشترك مع جميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة.
وتبذل الإدارة العامة للشؤون الفنية والخدمية التابعة لوكالة الرئاسة العامة للشؤون الفنية والخدمية ممثلةً في إدارة التطهير والسجاد جهودا حثيثة تتمثل في غسل وتعقيم وتعطير صحن المطاف سبع مرات يومياً، 3 مرات منها خلال الفترة ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر، حيث تبدأ عملية الغسل الأولى بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة يقوم بها (140) موظفًا وعامل نظافة موزعين على العديد من المهام، التي تبدأ برفع السجاد من الأماكن المخصصة للصلاة، والمشايات البلاستيكية المخصصة للمرات لتنظيفها وتعقيمها، ثم تُغسل مداخل الصحن وأرضيته وتعقم وتعطر بطريقة مركزة.
كما تتم عملية غسل وتعقيم جميع الأدوات المستخدمة في صحن المطاف، التي من بينها دواليب المصاحف، والحواجز الأمنية، ودرابزين السلالم، التي تضمن تعقيمها 100 %، ثم يعاد فرش السجاد والمشايات البلاستيكية ليتم التأكد من نظافتها وتعقيمها وتعطيرها وتنتهي هذه العملية منتصف الليل، لتعاد عملية الغسيل والتعقيم والتعطير مرتان بنفس الآلية الأولى لتنتهي أخر عمليه قبل موعد صلاة الفجر بساعة.
فيما تتم عمليات الغسيل الثانية والثالثة للتأكد من ضمان نظافة وتعقيم صحن المطاف، من أجل سلامة قاصدي وزوار المسجد الحرام، وتتم عمليات الغسيل والتعقيم بعناية خاصة، ويركز فيهما على عمليات التعقيم بالرش لعدم وجود زوار داخل صحن المطاف، لتصل عدد عمليات الغسيل والتعقيم لسبع مرات موزعه على كامل اليوم يقوم بها حوالي (330) موظفًا وعامل، و(10) مكائن لكل وردية.
في حين قامت الإدارة العامة للأمن الفكري والوسطية والاعتدال بتعليق العمل بالشاشات التفاعلية التوعوية التي تعمل بخاصية اللمس، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الرئاسة للوقاية من فيروس كورونا، حيث يهدف الإجراء إلى الوقاية والحد من انتشار الفيروس، ولتكون بيئة الحرمين الشريفين خالية من أي أمراض لينعم قاصدوهما بالطمأنينة والسكينة، والاستفادة من بعض المحتوى الرقمي عن بعد عبر بوابة الرئاسة وشاشات العرض الثابتة.
وتكرس رئاسة شؤون المسجد الحرام ممثلة بإدارة التطهير والسجاد جهودها يوميا في تعقيم المسجد الحرام بمعقمات صديقة للبيئة لضمان عدم تأثيرها على البيئة وصحة الإنسان, وذلك ضمن عدة إجراءات وقائية واحترازية لمنع وصول فيروس كورونا الجديد ( كوفيد-19) إلى المسجد الحرام وساحاته، والمحافظة على سلامة زواره وقاصديه.
كما فعّل معهد الحرم المكي منصة للتعليم عن بُعد، ، لاستمرار التعليم وتقديم الدروس للطلاب حفاظاً على سلامتهم، كما وضعت إدارة المعهد الخطط اللازمة لتفعيل التعليم عن بُعد، بوضع فصول افتراضية مباشرة ودروس مسجلة من خلال المنصة التعليمية كلاسيرا، تتيح للطلاب الاستماع للدروس المسجلة ، ومناقشة المعلم عبر البث المباشر، كما تتيح لمعلمي المعهد رفع الواجبات الإلكترونية ونشرها عبر المنصة للطلاب.
ودشنت إدارة معهد الحرم المكي رقماً للدعم الفني من أجل الإجابة على التساؤلات وتقديم المساعدات التقنية والفنية عن طريق تطبيق واتساب (0125741162) .
وضمن الجهود أيضا قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في الإدارة العامة للمعارض بتعقيم مقتنيات معرض عمارة الحرمين الشريفين ، حيث سخرت إدارة المعرض كوادرها للعمل على تعقيم المقتنيات والأروقة وأقسام المعرض وتنظيفها وتطهيرها مستخدمة أحدث أدوات التطهير وآمنها المصنوعة خصيصا للحفاظ على المقتنيات الأثرية والتاريخية, لما لها من مكانة خاصة وما تمثله من قيمة معنوية للمسلمين.
كما قامت مكتبة الحرم المكي الشريف بالتعاون مع الإدارات المختصة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتطهير وتعقيم كامل مبنى المكتبة لضمان سلامة مرتاديها من انتشار فيروس كورونا حيث تم تطهير وتعقيم مبنى المكتبة كاملا بجميع أقسامه الرجالية والنسائية.
وتوزع إدارة سقيا زمزم عبوات ماء زمزم لزوار المسجد الحرام بهدف توفير السقيا لقاصدي بيت الله الحرام، في جميع أروقة المسجد الحرام، والأبواب الرئيسية، وساحاته بطريقة منظمة وميسرة ، وذلك بعد إغلاق المشربيات الخاصة بماء زمزم.
ومن تلك الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الرئاسة توفير أجهزة ضخ الرذاذ لتعقيم الأسطح والأرضيات وكذلك السجاد, ومعقمات للأيدي توزع على مداخل الأبواب وجميع الفراغات والمصليات, ومتابعة السجاد وتعقيمه من خلال زيادة خط التعقيم بمغسلة السجاد وتسريع عجلة تغيير السجاد بالمسجد الحرام, وزيادة عدد مرات الغسيل الرئيسة إلى ستة غسلات رئيسة ، بالإضافة إلى الغسلات الطارئة وقت الحاجة, وزيادة عدد غسلات دورات المياه إلى ٦ غسلات رئيسة , وتعقيم أحواض نوافير زمزم وتغيير قواعد الحافظات والكاسات المستعملة أولاً بأول وغيرها من الجهود والإجراءات .