لم يتوقع 'السيد عبدالله' صاحب الـ63 عاما، من عمره، أن ينال عقاب تربية حفيده بعد انفصال والديه منذ الصغر، حرقا حتى الموت، حينما استعان 'محمود الجبلاوي' (المتهم)، بصديقه، وحمله لمنطقة جبلية بمدينة 15 مايو، وأشعل النيران في جسده، بعد أن شاهده جده يمارس علاقة جنسيه بفتاة 'أمكن ضبطها'، ولاذا بالفرار.
انتقلت 'أهل مصر' إلى منطقة المشروع الأمريكي الذي يقطن بداخله المجني عليه برفقة الحفيد المتهم، لكشف تفاصيل الحادث.
مسرح جريمة مقتل الجد على يد حفيده
في البداية يقول الحاج 'محمد' أحد الجيران: المجني عليه لم يفتعل أي مشكلات مع أحد مطلقًا، وكنا نراه باستمرار متوجهًا إلى المسجد في أوقات الصلاة، فلم نره أبدًا قد تخلف عن أداء الفروض في مواعيدها، وكان يعيش في المنزل بمفرده مع حفيده المتهم، بعد انفصال والد الأخير عن والدته.
وتابع حديثه لـ'أهل مصر' قائلا: 'تزوجت والدة الجاني وتزوج والده من سيدة أخرى، وتوجه الحفيد المتهم ليعيش بمفرده مع جده داخل المنزل المكون من 5 طوابق، ملك جده'، مكملا: 'المجني عليه لسة خارج على المعاش مكملش ثلاث سنوات، كان يعمل بشركة الحرير هنا بمنطقة حلوان، وبعدها استطاع الحصول على فرصة عمل مرة، ليعول حفيده'.
مسرح جريمة مقتل الجد على يد حفيده
وأكمل: 'وفّر الجد لحفيده فرصة عمل، ليعمل سائقًا على إحدى السيارات، وقد وعده بأنه سيزوجه وأن شقته موجودة، ولم يكن يبخل عليه بأي شيء وقال له هختار لك عروسة، وهجوزك بس عايزك تركز في شغلك'.
مسرح جريمة مقتل الجد على يد حفيده
على بعد خطوات من منزل المجني عليه يجلس' طارق. ح' (تاجر موبيليا)، علي كرسي خشبي يستذكر لحظات تواجده قائلا: 'المجني عليه كان عائدًا في يوم الواقعة من الخارج، وفوجئ بالمتهم ومعه فتاة ويقيم معها علاقة محرمة، غضب الجد بشدة، ونشبت مشادة كلامية بينه وبين حفيده، ليعتدي على جده ويقتله، كما أن المتهم بعدما قتل جده داخل المنزل استعان بصديقه وقاما بحمله إلى منطقة صحراوية بعيدة وألقيا جثته بها ثم أضرما في جسده النيران'.
مسرح جريمة مقتل الجد على يد حفيده
أما 'علي.ع' رئيس الصندوق في الجمعية الخيرية التي يعمل بها المجني عليه، قال إن الضحية لم يحضر إلى مقر الجمعية التي يتولى فيها منصب نائب رئيس قبل اكتشاف الواقعة بيومين.
وقال: 'لم نتوقع أنه قتل أو أصابه مكروه، كنا نظنه في إجازة عمل عادية خاصة لأن الحضور في الجمعية عمل تطوعي غير مرتبط بكشف الحضور والانصراف'.
وكشفت التحقيقات أن الشاب المتهم يقيم بصحبة جده بمفردهما، وبعدما اكتشف الجد قيام حفيده باصطحاب فتاة داخل شقته لممارسة العلاقة المحرمة معها، ونشبت بينهما مشاجرة، قام خلالها المتهم بالاعتداء بالضرب على جده وحمله داخل سيارة وأشعل النيران به وهو على قيد الحياة في منطقة جبلية بطريق امتداد 15 مايو.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقي رئيس مباحث قسم شرطة 15 مايو، بلاغًا من أحد المواطنين مفاده أنه أثناء سيره بطريق امتداد 15 مايو، شاهد شابا وبصحبته صديقه يشعلان النار في شخص آخر وقام بتصويرهما من مسافة بعيدة أثناء تنفيذهما الجريمة.
وعلي الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ وتم العثور على جثة رجل مسن محترقة بالكامل، وبعمل التحريات تبين أن الضحية يدعي 'ا.م'، مقيم بمنطقة المشروع الأمريكي بحلوان، ويقيم بصحبة حفيده الذي يعمل سائقا.
ومن خلال الاستماع لأقوال المبلغ ومشاهدة الصورة التي قام بالتقاطها للمتهمين تبين أن وراء ارتكاب الواقعة حفيد الضحية ويدعي 'محمود الجبلاوي'، وأنه على علاقة جنسيه بفتاة 'أمكن ضبطها'، وعندما ضبطه جده بصحبة الفتاة قام بالاعتداء عليه بالضرب، والاستعانة بصديقه وحمله لمنطقة جبلية بمدينة 15 مايو، وحرقه حيا، ولاذا بالفرار.
عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض علي المتهم حال سيره مترجلًا بشارع المزرعة بمدينة حلوان، وتحرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة التحقيقات، وأمرت بحبس المتهم وصديقه، وكذلك الفتاة التي تم ضبطها، 4 أيام.