يشهد سوق الذهب العالمي، حالة من عدم الاستقرار ما بين الهبوط والصعود، ويرى خبراء الاقتصاد أن هناك أسباب هامة وراء هذه الحالة.
يقول الدكتور محمد عبد الهادي الخبير الاقتصادي، إنه من الناحية الفنية، فإن مؤشرات الذهب تأخذ اتجاها هابطا خاصة بعد كسرها نقطة الدعم الأولى 1803 ثم 1736، وبالتالي إذا استمر الضغط البيعي فإن المؤشر عنده نقطة دعم أساسية ١٦٦٠ ثم ١٥٩٠ مباشرا ثم ١٤٥١ التي صعد منها إبان جائحة كورونا.
وأوضح في تصريحه لـ"أهل مصر"، أن أهم أسباب صعود الذهب الأزمات العالمية مثل ما حدث في جائحة كورونا عندما ارتفع إلى 2063 $ عالميا، وكذلك العلاقة العكسية مع سعر الدولار الذي ارتفع مؤخرا نتيجة لـ حزمة التحفيزات التي أقرتها أمريكا تقدر بحوالي ١.٩ تريليون دولار.
وتابع، أنه ومع ارتفاع عوائد أذون الخزانة الأمريكية سوف يضغط على سوق الأسهم ويضغط على أسعار الذهب، ومع تصريحات وزير التجارة الأمريكي بمزيد من ارتفاعات الدولار سوف تؤدي إلى أضعاف الذهب، خاصة أنه حاول أن يكسر نقطة المقاومة ١٧٠٠ ولم يستطع وبالتالي فإن الاتجاه الهابط سوف يكون مصير اتجاه الذهب .
ومن جانبه، يرى خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، أن هناك مؤثرات تتسبب في تحريك الذهب سواء ارتفاعا او هبوطا، ومنها سعر الدولار على المستوى العالمى وكذلك السندات التي تطرحها الدول ذات الاقتصاديات الكبيرة مثل الاتحاد الأوروبي وكذلك أمريكا ودول آسيوية.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن سعر الذهب أيضا يرتبط بسعر النفط لأنه مؤشر لحركة الاقتصاد وهذه المتغيرات تؤثر بشكل يومى على أسعار المعدن، موضحا أن الإستعانة بالذهب كنوع من الاستثمارات هو أمر خاطئ لأن الذهب وسيلة ادخار للعملة وليس استثمار لها، حيث أنه لا يعمل على تنمية الأموال بل يحافظ عليها فقط من عوامل التضخم.
وأشار إلى ارتباط الذهب بكورونا، حيث إنه مع بداية الأزمة بدأت الدولة تتجه للإغلاق الاقتصادي وتضررت حركة التجارة العالمية، وكذلك الاستثمارات وهو ما دفع المعدن للارتفاع بنسبة تتجاوز 25 % منذ بداية كورونا لأن المستثمرين والشركات لجأوا لشراء الذهب لأنه ملاذ أمن وقت الإضطرابات السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الذهب حاليا يسجل تراجع 6% منذ بداية العام الحالي.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الذهب يعتبر ملاذا آمنا عندما تتراجع الأسهم والبورصات الدولية، وهنا يبيع المستثمرون الأسهم ويتجهون للذهب كلما حدث انخفاض في هذه الأسهم وذلك من أجل المحافظة على قيمة أموالهم، إضافة إلى أن مؤشرات التضخم في الدول الكبرى لها أيضا تأثير على الذهب.
وعن التوقعات بشأن مستقبل الذهب، أكد الخبير الاقتصادي أن ذلك يرتبط أولا بمدى فعالية لقاح فيروس كورونا، فإذا كان هناك نتائج جيدة وتوزيعات اللقاح كان لها تأثير إيجابي فإن السعر مرشح للهبوط والعكس صحيح، وكذلك موقف الخطة الأمريكية لإنقاذ الاقتصاد والمقرر لها 1.9 ترليون سيكون لها آثار على مستقبل الذهب.
وتوقع الشافعي، أن الخطة الأمريكية للتحفيز سيكون لها دور في رسم ملامح الذهب خلال الربع الثاني من هذا العام، ولا أحد يمكنه معرفة مؤشر الذهب أين سيتجه بسبب كثرة العوامل المؤثرة عليه، مؤكدا أن الذهب يعتبر مخزنا لحفظ الأموال ولا يمكن مقارنته بالاستثمار العقاري الذي قد يدر عائد على أصحابه بعد مرور فترة من الزمن، لذلك تتحدد طريقة توجيه الفوائض المالية وفق حجم هذه الأموال مع أصحابها.