إن تواتر الأحداث الجيوسياسية يلقي بتداعيات شديدة التعقيد على سوق النفط والغاز الطبيعي العالمي، مما يؤثر على حركة وثبات الأسعار بين اللحظة والآخري؛ دون أن يلامس خريطة مسار إمدادات الطاقة العالمية، التي تضطرب فقط؛ في حال المنع الجبري لها.
التشخيص الخاطئ يسبب تفاقم الأزمات
يقول المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقًا، إن هناك فرق في توصيف الأزمات التي يشهدها العالم الآن، مما يؤدي إلي تفاقم تداعيتها على مستوي إقليمي ودولي، فمثلًا لا يصح أن نشخص توصيف الأزمة الروسية الأوكرانية بإن تداعياتها تسببت في نقص إمدادات الطاقة العالمية سواء على مستوي النفط الخام أو الغاز الطبيعي المسال، ولكن حقيقة ما حدث هو أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية اتخذت قرار بحظر الواردات الروسية من النفط والغاز الطبيعي.
وأضاف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقًا لـ"أهل مصر"، وهنا في توصيف الأزمة الروسية الأوكرانية لايمكن أن نطلق عليه ازمة نقص إمدادات؛ ولكنها أزمة تسببت في رفع اسعار النفط الخام والغاز الطبيعي عالميًا.
ويوضح المهندس مدحت يوسف، أن الدول الغربية عندما اتخذت قرار بحظر إمدادات النفط الخام والغاز الطبيعي الروسي، كان لديها خطط بديلة لاستبدال واردات النفط الروسي بآخري، أو كان لديها وفرة في المخزون الاستراتيجي تمكنها من اتخاذ القرار مصحوب بفترة زمنية تسمح لهم توفير البدائل المناسبة، وهذا ما خلق الأزمة الحقيقة الناتجة عن الغزو الروسي لآوكرانيا.
العرض والطلب في يد المنتج وليس المستورد
ويفسر نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقًا، الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الأسواق العالمية، قائلًا:" أن المعادلة الغريبة في هذه الأزمة أن العرض والطلب أصبح في يد المنتج وليس المستورد، وهذا شئ غريب، وبمعني أكثر وضوح هو أن سبب الأزمة ليس روسيا، بل أصبح سبب الأزمة هم الدول الغربية التي امتنعت عن استيراد الواردات النفطية الروسية بفرض العقوبات الاقتصادية لخلق أزمة في مصادر الطاقة الروسية.
ويتابع المهندس مدحت يوسف، وبعد أن خلقت الدول الغربية هذه الأزمة العالمية في النفط والغاز الطبيعي، في محاولة لتقويض الدب الروسي، ذهبت إلي إيجاد البدائل في مصادر الطاقة لدي دول مثل فنزويلا وإيران والمملكة العربية السعودية، ولكن للأسف كان التقدير الغربي قبل افتعاله لهذه الأزمة خاطئ.
تقدير غربي خاطئ في افتعال أزمة
يقول المهندس مدحت يوسف، أن الغرب وقعوا في فخ الأزمة الذي قاموا بإفتعالها بحظر النفط الخام والغاز الطبيعي الروسي، لأنهم اعتقدوا ايجاد بدائل الواردات الروسية بكل سهولة، وإن بإمكان الدول النفطية أن توفر البديل وتسد الطلب الأوروبي، ولكن المفاجأة أن الدول التي ذهبوا إليها لم تستطيع أن توفير البدائل، وبعدها مباشرة ظهرت على الساحة الهجمات الحوثية التخريبية ضد مستودعات وحقول النفط في المملكة العربية السعودية.