خبير اقتصادي: 3 أزمات منتظرة في حال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية

النفط الروسي
النفط الروسي

قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن العالم تنتظره 3 أزمات حال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، منها ارتفاع النفط والطاقة لمستويات جنونية، خاصة في ظل مخاوف من احتمال فرض حظر على صادرات النفط من روسيا، وارتفاع عدد الجوعي لـ 1.2 مليار شخص، مع تضاعف أسعار الغذاء وارتفاع معدلات التضخم، فضلًا عن توسع التوترات الجيوسياسية، وقلاقل اجتماعية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة سخونة الأسواق، وهو الأمر الذي قد يسبب اندلاع أزمة مالية كبرى في العالم عام 2025.

وأشار "الديب"، إلى أن أسعار النفط، ارتفعت اليوم في ظل مخاوف من احتمال فرض حظر على صادرات النفط من روسيا، التي تعد من كبار منتجي النفط في العالم وقد صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 0.9% إلى 108.22 دولار للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.54% إلى 105.92 دولار للبرميل.

ومع أنباء استعداد ألمانيا لوقف شراء النفط من روسيا بعد القرار الروسي بوقف ضخ الغاز لكل من بولندا وبلغاريا، لعدم التزامهما بشرائه بالروبل الروسي، واستعداد الاتحاد الأوروبي للرد.

وأشار الديب إلى تحذير البنك الدولي من أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى غذاء وطاقة باهظة الثمن على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مما يزيد من المخاوف من أن الاقتصاد العالمي يتجه إلى إعادة النمو الضعيف والتضخم المرتفع الذي حدث في السبعينيات من القرن الماضي.

وأكد أن قفزة أسعار الغذاء العالمية لكل من اللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والحبوب، والسكر، جاءت بفعل انكماش أوضاع العرض وارتفاع الطلب على المواد الأساسية، مثل القمح وزيت النخيل، في ظل ازدياد النقص في الإمدادات العالمية التي تدفع الأسعار للأعلى.

وأوضح "الديب"، أنه في عام 2021، كان أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع، واقترب 45 مليون شخص من المجاعة لتأتي الحرب فتزيد الكارثة وكل ذلك وللأسف من صنع الإنسان، وخلال العام الجاري قد يلامس عدد الجوعي المليار و200 مليون إنسان بعد أن شهد العالم خلال العامين الماضيين أكبر زيادة في أسعار الطاقة منذ أزمة النفط عام 1973 وأكبر قفزة في أسعار المواد الغذائية والأسمدة منذ عام 2008.

وقال إنه نتيجة لاضطرابات التجارة والإنتاج الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، يتوقع البنك الدولي ارتفاعًا بنسبة 50% في أسعار الطاقة هذا العام، كما يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 100 دولار للبرميل في عام 2022، وهو أعلى مستوى منذ 2013 وبزيادة أكثر من 40% مقارنة بعام 2021 ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الغاز الأوروبية في عام 2022 إلى ضعف ما كانت عليه في عام 2021، بينما من المتوقع أن ترتفع أسعار الفحم بنسبة 80% وأن ترتفع أسعار القمح بأكثر من 40% هذا العام، ما يضغط على الاقتصادات النامية التي تعتمد على واردات القمح من روسيا وأوكرانيا.

وأشار "الديب"، إلى أن طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونجرس تقديم 33 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية إضافية لأوكرانيا، أي أكثر من ضعف مبلغ 13.6 مليار دولار الذي وافق عليه لكييف الشهر الماضي، تؤكد رغبة واشنطن لصراع طويل ومتصاعد مع موسكو، كما أن الصين، ورشة التصنيع في العالم، تواجه تفشي سلالات جديدة من فيروس كورونا وتواجه ذلك بعمليات إغلاق، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات في المصانع في أسرع زيادة لها منذ تسعينات القرن الماضي.

إضافة الاسعار ستقفز ل ١٥٠ دولار للبرميل.

وأكد مستشار المركز العربي للدراسات ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، وجود 5 أسباب وراء ارتفاع أسعار النفط منها المخاوف من تقلص الإمدادات؛ بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد احتمالات فرض عقوبات أكثر قسوة من أمريكا وأوروبا وحلفاؤهم على روسيا وقطاع الطاقة الخاص بها.

وقال "الديب"، إنه من العوامل أيضا إغلاق حقول رئيسية وموانئ للتصدير في ليبيا فضلًا عن تصاعد التوترات الجيوسياسية بالعالم وتزايد احتمالات احتدام الحرب التجارية بين واشنطن والصين وتأخر إنجاز الملف النووي الإيراني فضلًا عن الارهاب الحوثي أحد أذرع النظام الإيراني بالمنطقة إضافة إلى زيادة الطلب خلال الأشهر المقبلة.

وتوقع "الديب"، أن تحلق أسعار البترول والغاز الي مستويات خيالية وربما يصل إلى حدود 150 دولارًا للبرميل في حال تصاعد هذه الصراعات أكثر ولم يتدخل العقلاء لوقفها.

وأوضح مستشار المركز العربي للدراسات أن هناك حالة كبيرة من عدم اليقين السياسي بالعالم واحتمالات اندلاع الحروب باتت أكثر مما سبق ما يقوض الوضع في الأسواق العالمية، أو فرض عقوبات على روسيا يمكن أن تتسبب في وقف صادرات النفط منها ما سيرفع الأسعار بشكل حاد حيث تعتبر روسيا أحد أبرز منتجي النفط في العالم.

وأشار إلى زيادة الطلب على النفط خلال العام الجاري، وخاصة في منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.8 مليون برميل إلى 46.4 مليون برميل في المتوسط اليومي بينما سيزداد الطلب في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 2.3 مليون برميل إلى 54.4 مليون برميل يوميًا حيث تشهد دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تزايد التفاؤل نتيجة للنمو الاقتصادي لأن السياسة الضريبية والنقدية تساعد على تعويض تأثيرات طفرة "أوميكرون" على الطلب على النفط كما أن النشاط الصناعي سيزداد ويعزز الطلب على الديزل بعد أن تعافت حركة النقل بشكل كبير وبدأت الحركة الجوية تظهر بالفعل بوادر انتعاش.

ونوه إلى أنه في منطقة الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تعد الصين والهند وبقية آسيا هي المحركات الرئيسية، حيث تمثل أكثر من ثلثي النمو في الطلب وقد بلغ متوسط إنتاج النفط الخام العالمي في يناير الماضي 98.69 مليون برميل يوميًا، بزيادة 0.71 مليون برميل يوميا عن ديسمبر الماضي.

وأضاف أن أسعار النفط واصلت ارتفاعها بعد انخفاض مفاجئ في مخزون النفط الخام الأميركي بينما يترقب المستثمرون نتيجة المحادثات النووية الأميركية الإيرانية التي قد تفضي إلى زيادة إمدادات الخام في الأسواق العالمية بسرعة.

وأوضح أنه من المتوقع خلال عام 2022 نمو الطلب على النفط بمعدل 4.2 مليون برميل يوميا بفضل النمو المرتقب لمعظم الاقتصادات الكبرى، والسياسات المالية والنقدية الداعمة لتعويض الآثار السلبية لفيروس "أوميكرون" على الطلب وبالتزامن مع نمو الطلب العالمي على النفط لمستويات قياسية في 2022 و2023، فإن ذلك قد يدفع سعر النفط إلى مستويات خيالية بحلول عام 2023.

وأشار إلى ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت 1.50 دولار أو 1.3 % إلى 113.20 دولار للبرميل وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي غرب تكساس الوسيط 98 سنتا أو 0.9 % إلى 107.93 دولار للبرميل وارتفع كل من الخامين قبل عطلة عيد القيامة أكثر من 2.50% يوم الخميس الماضي بسبب أنباء عن احتمال قيام الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على واردات النفط الروسية.

وأكد إمكانية انخفاض الإنتاج الليبي من النفط بأكثر من النصف إذ تنتج نحو 1.2 مليون برميل يوميًا.

وأوضح "الديب"، أن خطط السحب من المخزون الاستراتيجي لأمريكا وثلاثين دولة أخري لم ولن تفلح في كبح أسعار النفط على المدى المتوسط والبعيد، حيث سجلت أسعار النفط اليوم 112.03 دولار للبرميل للعقود الآجلة لخام القياس العالمى كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 107.18دولار للبرميل وهو أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً