يرعب شكلها الكثيرين، ويمثل ظهورها في الماء أجراس الخطر، فإذا ظهرت بالقرب من شاطئ لا يسع البشر إلا الفرار، وإذا ظهرت لركاب سفينة جهزوا بنادقهم وكأنهم دخلوا ساحة الحرب، أنها زعانف القرش تلك الحربة التي تشق الماء مجلس أنذار لهذا المفترس الباحث عن ضحاياه، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن هناك الكثير من الناس يحبون أكل لحوم هذه السمكة المفترسة.
زعانف القرش
لا تعتبر أسماك القرش مرعبة عند جميع الناس بل تدخل في وجبات العديد من شعوب العالم، حيث يعتبر حساء أو شوربة زعانف سمك القرش من الأطباق الشعبية التقليدية الصينية، والتي في العادة تُقدم في المناسبات الخاصة كالأعراس والحفلات والصفقات التجارية الكبيرة، وقد ظهر هذا الطبق منذ قرون عديدة في الصين، قبل أن ينتشر ويزداد الطلب عليه نتيجة لزيادة الدخل المادي للجاليات الصينية حول العالم، مما استدعى الخوف بشأن كثرة اصطياد القرش لتناول هذا الحساء والاستمتاع به.
ويعتبر الصينيون هذا الطبق من الأطعمة الثمانية ذات الثروة الكبيرة التي تُستخرج من البحر، إلى جانب أنّه رمز لاحترام وتقدير الضيوف، وقد كان من الأطباق التي تُقدم للأباطرة لأنّه نادر ولذيذ.
زعانف القرش
وكانت الباحثة الأمريكية إليزابث بريستون، عالمة الأحياء في كلية ويليامز، والتي ظهرت كتاباتها أيضًا في العديد من الدوريات العلمية الكبرى مثل The Atlantic و Wired و Nautilus و Boston ،Globe، أجرت دراسة تأكد أن عالمة الأعصاب بجامعة ميامي ديبورا ماش، عثرت على عنصر ذي طعم سيئ في زعانف 7 أنواع من سمك القرش، ويتعلق الأمر بسم عصبي يحتمل أن يكون له صلة بأمراض باركينسون، والزهايمر، والتصلب الجانبي الضموري، ويستطيع هذا الجزئ الذي تصنعه البكتيريا الزرقاء والمعروف اختصارا باسم 'با ما'، أن يتجمع ويتراكم كلما ارتقى السلسلة الغذائية.
زعانف القرش
وأكدت بريستون، أن دراسة أجريت في جزيرة غوام، أثبتت أن الجزء 'باما' المكتشف في الخفافيش التي يأكلها السكان المحليون، كان على الأرجح سببا وراء أحد الأمراض العصبية التنكسية، وذلك يرجع إلى أن الخفافيش تتغذى هناك على بذور أشجار سيكاد التي تحمل البكتيريا في جذورها، وبما أن الجراثيم تنتشر في كل مكان من المحيط، فانتقلت ديبورا ماش إلى دراسة الأنواع البحرية لاكتشاف ذلك، ولا يزال الجدل دائر بخصوص طرق اكتشاف جزء 'باما' السام، إلا أن ماش تعتقد أن ارتفاع أعداد البكتريا الزرقاء سيؤدي إلى ارتفاع نسبة باما في أسماك القرش كذلك، وربما الإنسان أيضا.
زعانف القرش