على مدار أكثر من 100 عام انتشرت العادات والتقاليد التي توارثتها أجيال بعد أجيال بمحافظة المنيا وتحديدا بعدد من قري عروس الصعيد اعادت علي السير علي نهجها في كل عام خلال شهر رمضان الكريم حتي باتت جزء لا يتجزأ من ميراث عدد كبير من الأسر.
مكبرات الصوت تعلو صيحاتها في كل مساء داخل ساحات وأروقة كبار العائلات ينتظرها أهالي المنطقة المحيطة بهم في كل عام ليجتمع أفراد كبار العائلات برفقة قارئ القرآن الكريم والتي يمتد صداها حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي وتتحول لعادة وموروث شعبي بين أبناء كبار العائلات خاصة في قري المنيا.
ورغم انتشار فيروس كورونا منذ ظهوره للمرة الأولي في النصف الأول من مارس العام الماضي ومواصلة انتشاره حتى الوقت الحاضر إلا أن ذلك لم يؤثر علي التمسك بعادات وتقاليد كبار العائلات في إقامة حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم بصحبة أحد أئمة ومقيمي الشعائر بوزارة الأوقاف بشهر رمضان الكريم وسط اجتماعات لعدد كبير من أفراد العائلة والزائرين من الأهالي فما بين كبار وشباب وصبية يجتمع الجميع داخل المندرة كما يطلق عليها أو غرفة الضيوف للاستماع إلي ما يتلي من آيات الذكر الحكيم آناء الليل.
يقول خلف فوزي، إننا في مركز أبو قرقاص اعتدنا علي مواصلة عاداتنا وتقاليدنا خاصة التي توارثناها من أجدادنا وأبنائنا ومن بينها حلقات الذكر التي تعقد خلال شهر رمضان داخل المندرة الخاصة بالأسرة وهو الحال ذاته بمنازل كبار العائلات بمختلف قري ومراكز محافظة المنيا وعدد كبير من محافظات أسيوط وسوهاج.
وأضاف، أن تلك العادات لم تقتصر علي المنيا فقط فكان انطلاقها من الصعيد الجواني بمحافظات سوهاج وأسيوط وانتقلت تلك العادات مع الوافدين من أهالي المحافظتين إلي محافظة المنيا حتي باتت جزء لا يتجزأ من عادات وتقاليد رمضان الرسمية لدي كبار العائلات.
فيما قال شعبان علوان، إن أزمة كورونا لم تؤثر علي مواصلة حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم بمنازل كبار العائلات كجزء من احتفالات الأهالي بشهر رمضان، موضحا أن مكبرات الصوت القديمة والحديثة مازلت تعلو أسطح المنازل لدي كبار العائلات لتعلوا تلاوات القرآن الكريم سماء عدد كبير من القري بالمحافظة.
في الوقت ذاته يقول مصطفي محمد، جميع العائلات الكبيرة في المنيا لم تتوقف عن مواصلة حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم بأفواه كبار المشايخ والذي يحرص كبار العائلات علي دعوتهم لقراءة القرآن الكريم طوال أيام شهر رمضان الكريم عقب انتهاء صلاة التراويح وحتي منتصف الليل.
وأردف، أن أزمة فيروس كورونا لم تؤثر علي تلك العادات خاصة وأنها تعقد داخل منازل العائلات، لافتا إلى أنه في العشر أيام الأخيرة في شهر رمضان تقوم كل عائلة بمقرئ القرآن الخاصة بها بتخصيص يوم واحد لاستقبال جميع كبار العائلات بمقرئيهم علي أن يكرر الأمر ذاته لدي كل عائلة وتعقد جلسات ذكر القرآن الكريم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
