اعلان

بائعو الوهم.. «مشايخ الدجل والشعوذة» أيقونة النصب والاحتيال لحل الخلافات في سوهاج

الدجالين- ارشيفية
الدجالين- ارشيفية

يعتبر الدجل والشعوذة مهنة من أصحاب الضمائر المنعدمة، ولا يعرفون سوى شيئًا واحدًا ألا وهو 'المال' فهم على استطاعة أن يشككوا أي شخص في أقرب الأقرباء من أهله وذويه، ويوجهون له الشكوك والظنون التي غالبا تكون غير صحيحة.أعمال السحر والدجل في سوهاج

حديث الأهالي لـ"أهل مصر" عن ذهابهم إلى الدجالين

وقال أحمد جمال، أحد مواطني مركز العسيرات بجنوب محافظة سوهاج، إنه كان لدى أحد الأبناء مصاب بالتوتر والقلق غالبًا، حيث قمت بالسؤال عن حل لهذه المشكلة، فقام أحد الأشخاص بتوجيهي نحو شيخ متخصص لهذه المشكلات، فقمت بالتوجه إليه برفقة 'بنتي'، وهناك طلب مني 1500 جنيه، ولم يكن معي سوى 200 جنيه فرفض القراءة عليها.

أعمال السحر والدجل في سوهاج

وأضاف سمير حمادة، أحد الأهالي، قائلاً: 'عندما توجهت برفقة ابني المصاب بتوتر وانطواء، قام في البداية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قام بالتحدث بكلمات وعزائم وأسماء لم أفهم منها أي شيء، وبعدما انتهى من التلاوة والتحدث، قال لي إن 'ابني ملبوس بجن ويحتاج إلى شغل وجلسات كتير عشان يخرج منه'، وقال إنه يحتاج إلى 2000 جنيه، لكي يقوم بشراء بخور، ثم أحضرت له المبلغ الذي يريده، فقمت بالتوجه له مرة أخرى فطلب 4000 جنيه، دون أن يتم تعافي ابني، فقلت له إن إبني لم يتعافى بعد فلماذا المبلغ، فقال 'ابنك تعبني وانا بقرأ ليه'، فقمت بإعطائه ما يريد، وظل الأمر هكذا لسبعة أشهر، ولم يتعافى، فنصحني أحد الجيران بأن أتوجه إلى طبيب نفسي، وبالفعل توجهت إلى الطبيب وقام بإعطاء ابني بعض العلاج، ولم ينقضي شهر إلا وتم شفاء وعلاج ابني تمامًا'. أعمل السحر والدجل في سوهاج

وقال السيد علي، أحد مواطني مركز المنشأة بجنوب محافظة سوهاج، إن زوجته أُصيبت في فترة من الفترات بحالة من الخوف والهلع الشديد، والارتجاف من الحيوانات والظلام، فقمت بالتوجه بها نحو أكثر من 15 شيخا كما يدّعون، جميعهم تقاضوا مني مبالغ مالية تعدت 30 ألف جنيه، ولم تتحسن حالة زوجتي، رغم أنهم جميعهم أفادوا أنه سيتم حل هذا الأمر في أقل من أسبوع، فعلمت أن أمرهم ما هو إلا نصب واحتيال على ضعاف العلم والعقل مثل شخصي.أعمل السحر والدجل في سوهاج

وروى أحمد سعد، المقيم بدائرة مركز سوهاج، قائلًا: 'قدمت إلينا إحدى الحملات بدائرة مركز سوهاج، واستقبل أهالي القرية الحملة بالترحاب والفرح، وتم تنظيف جزء كبير من المقابر، وترك جزء منها لاستكمال الباقي مرة أخرى، واستخرجوا كمية من الأعمال والأسحار، وعثروا على أشياء غريبة؛ من جماجم، وعظام وأقمشة كُتبت عليها كلمات وأرقام غريبة، وملابس، وأكياس، وملابس داخلية، وأحجار عليها طلاسم، وعدية ياسين، وأوراق صغيرة مطوية فوق بعضها البعض عليها جداول وأحرف مقطعة، وعظام وحيوانات.أعمال السحر والدجل في سوهاج

أعمال سحرية

وكشف أحد أهالي القرية، خلال حديثه مع 'أهل مصر'، أنه خلال تنظيف المقابر، وفك الكتب والأعمال وجد اسم أحد أقاربه مكتوبًا على شكل حجاب ومدفون في إحدى المقابر، حيث انتابه الذهول والقلق والخوف على أهله.

وقال عبد الله جمال، أحد مواطني مركز المنشأة، إنهم عثروا على ملابس وفساتين زفاف وعظام لـ'بني آدمين' مكتوب عليها كلمات وأرقام غير مفهومة، متابعًا: 'والسؤال هنا من الذي أخرج العظام من المقابر؟، وبالتالي من استطاع إخراج عظام الموتى يسهل عليه سرقة أعضائهم، ولا بد من محاسبة أي شخص يقترب من المقابر لنشر أعمال السحر في سوهاج'.

وقال الشيخ عبدالرحمن اللاوي نائب رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بسوهاج: 'المؤمن الحق يتوكل على الله في كل أموره لأنه يعلم أن بيده مقاليد الأمور، عاملا بقوله تعالى: 'ومن يتوكل على الله فهو حسبه'، مقتديًا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وينتفع بالحكمة التي تقول :ما كان لك سيأتيك على ضعفك وما لم يكن لك لن تناله بقوتك.

وأضاف اللاوي، قائلا: حرم الإسلام كل أمر يصرف الإنسان عن العقيدة الصحيحة التي توجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، فينبغي على المسلم أن يتحلى بعقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين.

وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له، لذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من إتيان الكهنة والعرافين والمنجمين، حتى لا ينساق المسلم وراء أوهام ربما تسوقه إلى الشرك بالله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد».

قول الإمام النووي قال إن التكهن وإتيان الكهان وتعلم الكهانة، والتنجيم، والضرب بالرمل، وبالشعير، والحصى، وتعليم هذه الأشياء كلها حرام، وأخذ العوض عليها حرام، ويقول بعض العلماء: إن السحر لا يتم إلا مع الكفر، والاستكبار، أو تعظيم الشيطان.

واختتم اللاوي، تصريحاته لـ'أهل مصر': أن أعمال الدجل، والشعوذة حرام شرعًا، ومن يسلكها مثل هذه الأعمال فهو مخالف للعقيدة، فيجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله، ويرجع عن هذه الأمور التي تخالف العقيدة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الرئيس الإندونيسي يشكر مصر على الفرص التعليمية لطلاب بلاده بالأزهر والجامعات