"مريم" بطلة الجمهورية في الكاراتيه.. خلعت ثوب الطفولة لترعى أب وأم كفيفان وشقيقها المصاب بـ"متلازمة دَاون"

مريم بطلة من نوع خاص
مريم بطلة من نوع خاص

نسمع ونشاهد قصص وحكايات في الأفلام والمسلسلات التليفزيونية عن أطفال تحملوا المسؤولية مبكرا، ولم نتخيل بأن هناك أشخاص يعيشون تلك الواقع المؤلم، وقد عاشت 'أهل مصر' قصة غريبة من نوعها لأسرة مكونة من زوجين كفيفين و لديهما ابن 'متلازمة داون' وابنة تبلغ من العمر 7سنوات، لتصبح الطفلة مريم هي بطلة القصة.

الطفلة مريم ..بطلة من نوع خاص

الطفلة صاحبة الـ 7 سنوات خلعت ثوب الطفولة وارتدت عبآة الكبار مبكرا

خلعت ثوب الطفولة وارتدت عبآة الكبار، تحملت عبأ كبير لم يتحمله بشر وكأن الله حباها بنعم كثيرة منذ طفولتها ليقويها وتصبح هي 'حائط' الأسرة في مواجهة ظروفهم الخاصة، تباشر والديها الكفيفان وتراعهما وتتحمل مسؤلية شقيها الأكبر المصاب بـ 'متلازمة داون'، كل هذا الحمل الثقيل والرضا هو مفتاح السعادة لهذه الطفلة البطلة والأسرة أيضا.

مريم مع فريق الكاراتية

تقول الأم 'مرام سمير عوض' "كفيفة" و تبلغ من العمر 42 عاما وتعمل معلمة موسيقى بمدرسة النور للمكفوفين بمحافظة بورسعيد بأنني تزوجت من كريم أحمد مصباح 'كفيف' وهو يعمل معلم لغة إنجليزية في نفس المدرسة التي أعمل بها ورزقنى الله المولود الأول يوسف 'متلازمة داون' ويبلغ عمره الآن 10 سنوات وكنت وقتها أعاني من ضعف البصر ولم أفقده نهائيا وعندما رزقت بابنتي 'مريم' وهي الآن عمرها 7 سنوات فقدت بصري بعد ولادتها بثلاثة سنوات تقريبا، وقتها كنت أعاني من كيفية القيام بمتطلبات الأسرة المنزلية ولكني كنت أحاول وربنا ساعدني وعندما كانت تكبر مريم وأنا لم أراها بعيني، كنت ادعوا لها أن يبارك لي فيها ويجعلها ابنة قوية تتحمل المسؤلية وبالفعل تحملت صغيرتي المسؤلية فأصبحت هي أعيننا التي نرى بها وهي روحنا التي نعيش بها أيضا.

مريم مع اسرتها

الأم: تعلمت الصبر من والدتي فهي أم مثالية

هذه الصغيرة ربنا منحها قوة لم يمنحها للكبار فهي تساعدني في إعداد الطعام وجميع متطلبات المنزل وتساعد شقيقها الأكبر منها يوسف 10 سنوات "متلازمة داون" وقدراته قليلة وبسيطة، وكأنها أصبحت الحماية والأمن والسكينة بالنسبة لنا.

وتابعت الأم، الحمد لله ربنا منحني الصبر على الابتلاء كما منحه لوالدتي من قبل والتي تعتبر المثل الأعلى بالنسبة لي فقد كان لها ثلاثة أبناء مكفوفين واستطاعت أن تعلمهم وحصلوا على مؤهلات عليا وزوجتهم أيضا فهي 'أم مثالية ' بمعنى الكلمة، وربنا منحني منها القوة والصبر، وبالنسبه لزواجي من كفيف قبل أن أفقد بصري سبحان الله من قرب بين قلوبنا وجعلها هي البصر والبصيرة لنا وزوجي 'كريم' وهو فعلا 'اسم على مسمى' فحبه لنا كرم وحنانه لنا أكبر كرم، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن اعيش واجد ابنتي مريم طبيبة، فهي في الصف الثاني الابتدائي وتمارس رياضة الكاراتية وحصلت على ميداليات على مستوى الجمهورية وابني يوسف حصل على ميدالية ذهبية في رياضة 'الجري - ألعاب القوى'، فليس معنى فقدان البصر بأننا فقدنا حياتنا بل بالعكس لا بدّ وأن تستمر الحياة من أجل أبنائنا.

مريم مع مدربها

الأب معلم لغة إنجليزية ويعد رسالة الماجستير

والتقط الزوج الحديث من زوجته ليتحدث عنها بكل حب ومودة و يقول بأنها زوجة عظيمة وأنني لم استسلم لفقدان بصري، بل على الرغم من عملي مدرس لغة إنجليزية إلا أنني أقوم بإعداد رسالة الماجستير بعنوان 'منح وطرق التدريس' وما زال لدى طموح كبير على المستوى العلمي، وأتمنى من الله ان استكمل رسالتي مع أولادي حتى يصلوا إلى أعلى المناصب العلمية.

محررة اهل مصر مع مريم و اسرتها

و تقول البطلة الصغيرة مريم 7 سنوات: أحب لعبة الكاراتية لأنها تساعدني على حماية نفسي وتقويني حتى أقوم بمساعدة والدتي في أعمال المنزل، واعد كل احتياجاتي الشخصية بنفسي وارتبها في أماكنها فأنا أحب النظام، كما أساعد شقيقي الأكبر يوسف في استذكار دروسه وفي ممارسة الرياضة بالنادي حتى يعتمد على نفسه ودائما والدتي توصيني بأن أكون له الأم على الرغم من أنني أصغر منه، و بالفعل أنا معه دائما لأنه يحتاجنىي في كل أوقاته وهو متفوق في الرياضة وقد حصل على ميدالية فضية 400 متر على مستوى الجمهورية فىي بطولة الداون سيندروم

لألعاب القوى والتي أقامها جمعية رعاية الممثل للاتحاد الدولي للاعبي الداون بجمهورية مصر العربية.

يوسف شقيق مريم مع الكابتن محمد تمام

الصغيرة هي عيون والديها

وتروى مايسة محمد مسؤلة الفريق بـ نادي التثقيف الفكري، أن قصة أسرة 'مرام' هي قصة صبر وإرادة وعزيمة، فمن يتخيل أن هناك والدين كفيفين وطفل من ذوي القدرات الخاصة 'متلازمة داون' وأن الطفلة الصغيرة التي كبرت قبل 'الأون' هي من تتحمل المسؤلية والأعباء وهي من تتعامل مع الجميع بعيون والدتها ووالدها، ربنا يقويها من أجل اسرتها وشقيقها، ودائما نراهم أسرة سعيدة رغم كل الظروف التي يمرون بها فهم حامدين شاكرين ربهم دائما.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً