اعلان

إرادة تحدت الإعاقة.. دينا الحسيني أول «كفيفة» يتم تعيينها بـ«القومي للمرأة» ببورسعيد: مفيش مستحيل (فيديو وصور)

دينا الحسينى أول عضوة بقومى المرأة "كفيفة" ببورسعيد
دينا الحسينى أول عضوة بقومى المرأة "كفيفة" ببورسعيد

'كان حلمي أكون مهندسة وازداد طموحى عندما وصلت للصف الثالث الإعدادى وتفوقت في مادة الرياضيات بشكل كبير حتى وصلت للمرحلة الثانوية وحصلت على مجموع يؤهلني للالتحاق بكلية الهندسة قسم اتصالات حسب رغبتي، ولكن كانت صدمتى كبيرة ومفاجأة بالنسبة لى أنه لم يكن مسموحا للمكفوفين إلا الالتحاق بالكليات الأدبية فقط' بتلك الكلمات بدأت تروي 'دينا الحسينى' الفتاة البورسعيدية التى تبلغ من العمر 30 عامًا، 'كفيفة'، لـ'أهل مصر' قصتها بعد تعيينها بالمجلس القومى للمرأة فرع بورسعيد، وهى تُعد أول كفيفة يتم تعيينها بالمجلس.

دينا الحسينى

طريقة بريل أصبحت إجبارًا وليست اختيارًا

وقالت دينا: فقدت البصر بسبب إجهاد العين؛ نظرا لكثرة القراءة، حيث أنني لم أولد كفيفة، ولكن كنت أعاني من ضعف البصر والتحقت بمدرسة النور للمكفوفين ببورسعيد وأنا في الصف الثالث الإعدادى وازداد ضعف البصر مع الوقت، وكنت لا اعتمد على طريقة 'بريل' للمكفوفين فى القراءة فى البداية، ولكن اضطررت وأنا بالصف الثالث الثانوى أن استعملها؛ نظرا لفقدان البصر نهائيا وأصبح التعامل إجبارًا و ليس اختيارا.

محررة اهل مصر مع الدكتورة دينا

حلم لم يتحقق

وأضافت صاحبة البصيرة: 'كنت احلم وأنا بالصف الثالث الإعدادي بأن التحق بكلية الهندسة قسم اتصالات لأننى كنت متفوقة جدا في الرياضيات حتى وصولي للثانوية العامة وكانت صدمتي كبيرة ومفاجأة بالنسبة لي بأن المكفوفين ليس لهم سوى كليات أدبية فقط وأقسام معينة فالتحقت بكلية الآداب قسم تاريخ؛ لأننى كنت اعشق التاريخ، ولكن دكاترة الكلية فى القسم رفضوا وقالوا من الصعب التحاق المكفوفين بالقسم وبالتالى التحقت بقسم لغة عربية بمحافظة دمياط وكانت هناك مشقة في السفر، ولكن والدتي كانت تصطحبني إلى الكلية ومعي زميلة دراسة والدي أيضًا كان يدعمنى بقوة حتى احقق طموحي'.

دينا مع والديها

تحدي للإعاقة وكفاح في العلم

وتابعت دينا: 'أنا الآن باحثة دكتوراه بكلية التربية بجامعة بورسعيد وحصلت على ليسانس آداب قسم لغة عربية من جامعة دمياط، واستكملت الدراسات العليا بكلية التربية ببورسعيد بداية من الدبلوم العام شعبة لغة عربية ثم انتقالا للدبلوم المهنى قسم صحة نفسية شعبة تربية خاصة، ثم دخلت دبلوم خاص شعبة تربية خاصة، ثم تمهيدي ماجستير، وسجلت الماجستير فى 2016 وناقشتها فى 2018، وكانت بعنوان 'آلاء المستقبل وعلاقته بالأمن النفسي لدى طلاب الجامعة المعاقين بصريًا'، ثم التحقت بتمهيدي الدكتوراه فى عام 2018 وتجاوزت فكرة التسجيلى والتمهيدي في عام ونصف، وتم تسجيل رسالة الماجستير فى شهر سبتمبر 2021 وعلى مشارف مناقشة الدكتوراه قريبا.

دينا مع والديها

معلمة بمدرسة النور للمكفوفين وضعاف البصر

واستطردت عضوة قومى المرأة: 'أثناء تطبيقي للأدوات الخاصة بالماجستير والدكتوراه بمدرسة النور للمكفوفين تبنيت فكرة الدعم المعنوى والنفسي للطلبة فكنت بالنسبة لهم شقيقة كبرى وليست معلمة فقط، ويوجد بالمدرسة مجموعة من الطلبة في مرحلتي الإعدادى والثانوى متميزين ولديهم مواهب، فمنهم من يتميز بعزف الموسيقى وهناك المتفوق علميا ورياضيا وفى تقنيات مختلفة وبرمجيات'.

واستكملت: 'اكتشفت هذه المواهب وأردت أن أشاركهم أحلامهم فشجعتهم على تنميتها وأصبحوا ينتظرون حتى نتحدث معًا لاكتساب الطاقة الإيجابية'.

عبير الجابرى و دينا الحسينى

واختتمت دينا، حديثها بقولها: 'تم تعيني مؤخرا عضوا بالمجلس القومى للمراة فرع بورسعيد، وتلقيت هذا الخبر من نجلاء إدوار مقررة المجلس ببورسعيد بكل سعادة فأنا أحب أن أمثل المرأة الكفيفة ببورسعيد، وأتقدم بالشكر لها لأنها رحبت بوجودي كعضو، وكذلك عبير الجابرى مسئولة الملف ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجلس'.

عبير الجابرى و دينا الحسينى

الإعاقات المختلفة

ومن جانبها، قالت عبير الجابرى مسئولة ملف ذوى الاحتياجات الخاصة بالمجلس القومى للمرأة فرع بورسعيد، إن 'اختيار دينا الحسينى من ذوي الإعاقة البصرية يعتبر إضافة للمجلس وتنوع الإعاقات إثراء للمرأة نفسها فأصبح بالمجلس إعاقة حركية وبصرية واتمنى أن يكون هناك تمثيل للمرأة من الإعاقات المختلفة.

شريكة فى المجتمع

وأضافت الجابري: 'أحب أن أتوجه بالشكر للدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومي للمرأة والدكتورة هبه هجرس لأنهما وسعوا قاعدة المرأة بالمجلس، حيث أن كان المجلس يمثل 27 عضو من ذوي الاحتياجات الخاصة أصبحنا 54 عضو على مستوى كل فروع الجمهورية؛ مما يؤكد على قوة المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة وطاقتها الإيجابية وإيمانها بقضيتها ونشرها رسالة قوية بأنها شريكة في المجتمع وتستطيع التغيير والقيام بالتنمية وأنها تمد يدها فى يد كل من يساعد الوطن ويرفع من شأنه'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً