أحب مهنة والده منذ نعومة أظافره، وعمل بها دون غيرها، لأكثر من 60 عامًا، إلى أن أصبح من أشهر العاملين بها واشتهر بلقب دكتور الأحذية في كفر الشيخ، إنه 'عم سليمان'، الرجل السبعيني من أبناء مدينة دسوق.عم سليمان
عم سليمان.. 63 عامًا في تلميع الأحذية
يقول عم سليمان رفاعي، في حديثه الخاص لـ'أهل مصر': 'أعمل في تلميع الأحذية منذ أن كان عمري 7 سنوات، إذ ورثت المهنة عن أسرتي، ولم أعمل بغيرها طوال سنوات حياتي، كما أورثتها لابني'، مشيرا إلى أنه يصنع تركيبات من الصبغات بمختلف الدرجات، ويستخدمها لتلميع الأحذية، وهذا أهم ما يميزه عن غيره.
دكتوراه في تلميع الأحذية
وأكمل: 'لدي خبرة كبيرة في هذا المجال، حتى أطلق علي الزبائن لقب الدكتور، فتعلمت المهنة من والدي، ولم أكتف بذلك بل طورت نفسي بها لدرجة أنني تفوقت على والدي في الصنعة'.وأردف: 'أعمل يوميًا من الساعة 11 صباحًا، وحتى الثانية من صباح اليوم التالي، وما يميزني عن غيري في هذا المجال، هو درجات الألوان المتنوعة التي استخدمها، فقد يحتاج الحذاء الواحد إلى أكثر من لون لتلمعيه'.
ويتابع: 'لا أواجه صعوبات في هذه المهنة، ويختلف الوقت الذي يستغرقه تلميع الحذاء معي، باختلاف الألوان التي يحتاجها، خاصة أن التلميع اليدوي لا يفوقه شيء، خاصة أن الاسبراي الصناعي يدمر الأحذية، ويحتاج لمادة معينة لإزالته منه.
ويقول عم سليمان: الزبون قد يشتري حذاء باهظ الثمن، ويدمره باستخدام الاسبراي، ولا يكون لديه علم بذلك، وعندما يأتي إلى أخبره بأن الاسبراي هو السبب، وأنصحه بألا يستخدمه ثانية.
عم سليمانواستطرد: 'المقابل المادي لتلميع الحذاء يختلف باختلاف درجة الألوان المستخدمة، حيث يتراوح السعر ما بين 20 و 50 جنيها، وأنا إلى جانب تلميع الأحذية، أغير لونها أيضًا، وذلك وفقًا لرغبة الزبون، والإقبال في فصل الشتاء يكون ضعيفًا، بسبب حالة الطقس، أما في الأعياد فيكون الوضع على العكس من ذلك تمامًا.
واختتم عم سليمان حديثه الخاص لـ'أهل مصر'، بالتأكيد على أنه أورث ابنه هذه الصنعة، وعلمه أسرارها، التي لا يعلمها لأحد من خارج الأسرة، متما: 'أنا باشا صنعتي، عشان بحبها ومتفوق فيها، ودا سر نجاحي'.