ads
ads

ماجي قطامش تكتب: مصر تبهر العالم من جديد

ماجي قطامش
ماجي قطامش
كتب : أهل مصر

في لحظة تاريخية خالدة، فتحت مصر أبواب المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة، لتقدم للعالم درسًا جديدًا في العظمة، والعراقة، والقدرة على الحلم مهما طال انتظاره. لم يكن الافتتاح مجرد حدث أثري أو سياحي، بل كان احتفالًا بعودة الروح المصرية في أبهى صورها، حيث امتزج التاريخ بالحاضر في مشهد لا يُنسى، أدهش من رآه، وأعاد إلى الأذهان أن مصر ما زالت قادرة على أن تكون مركز الدهشة في العالم.

منذ اللحظة الأولى لدخول الحضور، بدا واضحًا أن ما قامت به مصر يفوق التوقعات. تصميم هندسي مهيب يطل على الأهرامات، يعانق السماء بواجهته الزجاجية الشفافة، وكأنه يربط بين الماضي السحيق والمستقبل المشرق. داخل القاعات المذهلة، حيث تعرض أكثر من سبعة وخمسين ألف قطعة أثرية، بينها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون لأول مرة، شعر العالم أنه أمام رواية بشرية مكتوبة بأيدٍ مصرية.

كانت القاهرة في ذلك اليوم أشبه بمسرح مفتوح للعالم. الوفود الرسمية جاءت من الشرق والغرب، من أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومن دولٍ تربطها بمصر حضارات عريقة وعلاقات ممتدة. حضر الملوك والرؤساء والأمراء، وتسابقت وكالات الأنباء العالمية في نقل الحدث، في مشهد لم تشهده المنطقة منذ عقود. بدا وكأن كل العيون تلتفت إلى مصر من جديد، تلك الأرض التي علّمت العالم معنى الحضارة.

لم يكن الافتتاح حدثًا ثقافيًا فحسب، بل إعلانًا عن إرادة وطنية صلبة. فبعد سنوات طويلة من العمل والتخطيط، خرج المشروع إلى النور بأعلى معايير الجودة والاستدامة. استخدمت مصر أحدث تقنيات العرض والإضاءة والحفاظ على الآثار، لتؤكد أنها لا تحافظ على ماضيها فقط، بل تقدمه للعالم برؤية المستقبل. حتى في تفاصيل التصميم، نجد انسجامًا بين الجمال والدقة، بين روح الفرعون القديم وحداثة الإنسان المعاصر.

فتح الصورة

هذا الصرح العظيم لا يمثل انتصارًا أثريًا فحسب، بل هو خطوة اقتصادية وسياحية هائلة. فالمتحف، بموقعه المميز وقدرته على استيعاب ملايين الزوار سنويًا، سيعيد رسم خريطة السياحة في مصر، ويمنحها دفعة قوية على المستويين الإقليمي والعالمي. لقد أدرك العالم أن مصر لا تكتفي بعرض حضارتها، بل تعرف كيف تُعيد إحيائها وتحوّلها إلى مصدر فخر وإلهام للأجيال الجديدة.

وفي ظل هذا النجاح، جاء التقدير العالمي سريعًا. وصفته وكالات الأنباء بأنه أعظم متحف في العالم، وأشاد به علماء الآثار بوصفه إنجازًا يتجاوز حدود الزمان والمكان. أما المصريون، فكان شعورهم مزيجًا من الفخر والامتنان، لأنهم رأوا في هذا الافتتاح ترجمة عملية لحب الوطن، وجهدًا يليق باسم مصر وتاريخها.

لقد كانت ليلة الافتتاح رسالة صافية للعالم: أن مصر لا تزال، وستظل، منارة للحضارة الإنسانية. بلد قادر على أن يدهش العالم ليس فقط بما كان، بل بما هو كائن وما سيكون.

ومَن يقف أمام واجهة المتحف، ويرى عظمة البناء وروح المكان، يدرك أن هذا الافتتاح لم يكن نهاية مشروع، بل بداية فصل جديد من قصة المجد المصري الذي لا ينتهي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً