ads
ads

أكتب لكم عن وعد " زياد " ... فنان شاب يحلم بهوليود

محمد مختار
محمد مختار

في كل شارع في مصر، هناك شاب يحلم. لكن ليس كل حلم يولد له جناحان. بعض الأحلام تظلّ حبيسة الصدر، وبعضها يخرج كصرخة شغف تبحث عن طريقها وسط الضجيج.

وزياد محمد هو واحد من هؤلاء الذين لم يكتفوا بالحلم… بل قرروا أن يحلموا بصوتٍ عالٍ، وأن يواجهوا العالم بما في قلبه من نار.

زياد ابن عائلة متوسطة، لا تملك ملايين، ولا تقف وراءه أسماء لامعة، لكنه يملك ما هو أثمن من كل ذلك: الإصرار. الإصرار الذي يجعل شابًا بسيطًا من حيّ عادي، يحلم بأن يكون يومًا ما على سجاد “هوليوود الأحمر”، يوقّع توقيعه لجمهور العالم، لا لجيرانه فقط.

البداية: حلم يولد في الظل

ولد زياد في أسرة متوسطة أسرة لا تطعم أولاده الرفاهية، بل يُطعمهم القيم: الاحترام، الاجتهاد، الصبر.

ومن هذا الجو خرج زياد يحمل داخله مزيجًا غريبًا من الرغبة في البساطة والطموح للسماء.

منذ طفولته، كان يحب التمثيل. أمام المرآة، كان يتقمّص الأدوار، يقلّد الأصوات، ويبتسم حين يرى نفسه في هيئة بطل.

لم يكن أحد يأخذ الأمر بجدية، كانوا يقولون له ضاحكين:

– يا زياد ركّز في دراستك، التمثيل دا ما يوكّلش عيش!

لكنه لم يردّ، كان فقط يبتسم، تلك الابتسامة التي تقول: “هتشوفوا”.

في قلب زياد فنان

زياد لم يتعلّم الفن في المعاهد، ولم يقرأ كتب التمثيل، لكنه قرأ في الوجوه، وذاكر الحياة.

كل إنسان مرّ في طريقه كان مشهدًا.

كل شارع ضيق كان كادرًا سينمائيًا في ذهنه.

يقول في نفسه: “لو كنت ممثل، أقدر أعيش كل دول جواي.”

وحين تجلس معه، تكتشف أن عينيه تتحدثان قبل لسانه.

فيها تلك اللمعة التي تُميّز الموهوبين قبل أن يُكتشفوا.

هو لا يريد الشهرة من أجل التصفيق، بل من أجل الصدق.

يريد أن يعيش لحظة الحقيقة على المسرح، تلك اللحظة التي يشعر فيها أن كل ما تعلمه في الحياة صار مشهدًا واحدًا ينبض أمام الناس.

“نفسي أوصل لهوليوود”

زياد زياد

حين تسمع الجملة من شاب في بداية الطريق، تبتسم.

لكن حين تسمعها من زياد، تشعر أنها ليست أمنية بل وعد.

هو لا يقولها بعين حالم، بل بنظرة مؤمن.

يقولها كما يقول الجندي قبل المعركة: “أنا رايح أكسب”.

“نفسي أخش مجال الفن وابقى فنان كبير مش في الوطن العربي بس، لا، في العالم كله… نفسي أوصل لهوليوود.”

بهذه البساطة قالها.

لكن خلف البساطة بحرٌ من المعاناة والجهد والرغبة في الحياة.

زياد يعرف أن الطريق طويل، وأن الفن ليس بابًا مفتوحًا للجميع.

يعرف أن الأضواء التي تلمع تخفي وراءها ظلالًا كثيرة.

لكنّه أيضًا يعرف أن النجوم لا تلمع إلا في الظلام.

هواياته… مرآة قلبه

زياد يحب كرة القدم. ليس لأنه يريد أن يكون لاعبًا، ولكن لأنه يعشق روح الفريق، العرق، الانتصار، والهزيمة بشرف.

حين يسجل هدفًا في مباراة بين الأصدقاء، يرفع يديه للسماء كأنه فاز بالأوسكار.

هو لا يفرّق بين ملعب وسينما، كلاهما عنده “خشبة عرض”.

ويحب الناس الموهوبين.

يحترم كل من عنده حلم ويحاول.

تجده يشجع صديقه الذي يعزف، أو زميلته التي ترسم، أو طفلًا يغني بصوتٍ خجول في الشارع.

يقول دائمًا: “اللي عنده موهبة يستحق فرصة… وأنا نفسي تجيلي فرصتي وأعرف أستغلها صح.”

الفرصة… كلمة من ذهب

الفرصة عند زياد ليست تذكرة مجانية إلى المجد، بل امتحان.

هو لا يريد أن يأتيه النجاح من الباب الخلفي، بل يريد أن يكسبه في العلن.

يقول: “نفسي حد يديني فرصة، وأنا هثبت إن الموهبة ممكن تكسر المستحيل.”

في كلامه صدق يجعلك تصدّقه.

هو لا يتحدث كمن يطلب إحسانًا، بل كمن يطالب بحقه في الوجود.

حقه في أن يُسمع صوته وسط ضجيج الدنيا.

عائلة متوسطة… حلم كبير

قد تظن أن الانتماء لعائلة متوسطة يعني القيود، لكنه بالنسبة لزياد كان الحافز الأكبر.

يقول بابتسامة: “اللي بيبدأ من الصفر بيقدّر النجاح أكتر من اللي اتولد في النور.”

هو لا يطلب شفقة، ولا يشتكي من نقص المال أو الفرص.

بل يرى في كل تحدٍّ تدريبًا جديدًا.

كأنه ممثل يعيش بروفاته قبل العرض الكبير.

يعمل، يدرس، يحاول، يخطئ، ويعيد.

هو مؤمن أن الطريق لا بد أن يكون صعبًا… وإلا فلن يكون طريقًا إلى الحلم.

زياد بين الواقع والحلم

أحيانًا يجلس وحيدًا في ليل طويل، يتساءل:

هل سأصل؟ هل سيأتي اليوم الذي أرى فيه اسمي على شاشة ضخمة؟

ثم يبتسم ويقول لنفسه: “أكيد.”

هو يعرف أن الفن لا يعطي أحدًا شيئًا مجانًا، لكنه أيضًا يعرف أن الحلم لا يموت إلا إذا تخلّى صاحبه عنه.

وهو لا ينوي أن يتخلى.

فهو من طينة أولئك الذين لا ينامون إلا على فكرة، ولا يستيقظون إلا على خطوة جديدة.

الطريق إلى هوليوود يبدأ من هنا

ربما لا يعرف زياد أن هوليوود ليست بعيدة كما يظن.

فكل فنان حقيقي يصنع هوليوود الخاصة به في أي مكان يقف فيه.

المهم هو الصدق، والقدرة على الإقناع، والتمسك بالنور حتى في أحلك الظروف.

فربما يبدأ زياد من مسرح صغير في مدينته، وربما يشارك في عمل بسيط، لكن الشرارة الأولى لا تحتاج إلى قصر ولا إلى كاميرا ضخمة، تحتاج فقط إلى قلب مؤمن.

وهذا ما يملكه زياد.

رسالة إلى زياد

لو كان مصطفى أمين بيننا اليوم لقال له:

“يا زياد، العالم لا يمنح المجد لمن ينتظره، بل لمن يطارده.

الهوليوود الحقيقية ليست على الخريطة، بل في داخلك.

اصنع فنك بيدك، وصدقك بقلبك، وستأتي الدنيا إليك من حيث لا تدري.”

الخاتمة: الحلم لا يُورّث

زياد محمد ليس نجمًا بعد، لكنه مشروع نجم.

شاب يملك طموحًا لا يعرف سقفًا، وعينين ترى المستقبل قبل أن يأتي.

يؤمن أن الموهبة منحة إلهية، وأن العمل هو الطريق إليها.

يحلم، نعم، لكنه أيضًا يخطو.

وفي كل خطوة منه، هناك رسالة تقول:

“ليس المهم أن تولد في بيت غني، المهم أن تولد وفيك إصرار الأغنياء بالحلم.”

في زمنٍ أصبح فيه الفن تجارة، يظهر شاب من بيت بسيط ليقول للعالم:

“أنا مش عايز أبقى مشهور… أنا عايز أبقى صادق.”

وصدقوني… الصادقون لا بد أن يصلوا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء: مصر ستحصل على قيمة أرض علم الروم البالغة 3.5 مليار دولار آخر ديسمبر