من المُحتمل أن تفضي محادثات جرت تحت رعاية الولايات المتحدة، وفرنسا، ومصر، إلى إنهاء الحصار على حقول النفط الليبية التي تسيطر عليها إذ طُرحت مقترحات خلال المباحثات لحل أزمة النفط بين أطراف الصراع الليبي، الذي تتدخل به أطراف إقليمية ودولية تزيد من تعقيداته، إلى أنقسام شرق الدولة وغربها لاستئناف الإنتاج والتصدير بشكل مؤقت حتى يتم حل النزاع القائم بين الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الداعمة للمليشيات الإرهابية بقيادة فايز السراج.
اقرأ ايضاً: قبائل ليبيا تعلن إعادة فتح المنشآت النفطية وتفوض الجيش للتواصل مع المجتمع الدولي
ماهي الخطة الجديدة لاستئناف أزمة النفط في ليبيا؟
قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن المحادثات تضمنت أن تذهب العائدات النفطية مباشرة إلى مصرف ليبيا المركزي في العاصمة طرابلس،حيث من المفترض أن تصل تلك العائدات إلى 6 مليارات جنيه إسترليني (7.3 مليار دولار).
كذلك تتضمن المقترحات المطروحة خلال المحادثات، تقسيم الإيرادات بين ما يصل إلى 3 بنوك تمثل مناطق مختلفة، مع الاتفاق على عدم استخدامها لأغراضٍ عسكرية، وبحسب الصحيفة يجري التشاور مع زعماء القبائل الشرقية بشأن هذه الخطط.
هل هناك حاجة كبيرة للنفط؟
يؤكد متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط أنه كانت هناك محادثات، وقال: 'نأمل أنَّ هذه الدول الإقليمية ستساعدنا في رفع الحصار وتسمح لنا باستئناف العمل لصالح الشعب الليبي، نحن بحاجة لاستئناف العمل على الفور لإنقاذ بنيتنا التحتية والاقتصاد الليبي'.
وأضاف المتحدث باسم المؤسسة النفطية أن 'المؤسسة الوطنية للنفط عازمة على أن تكون الاتفاقية ضامنة للشفافية وأن تحقق عائدات النفط العدالة الاجتماعية لجميع الليبيين، وتعتزم المؤسسة كذلك أن تتضمن الاتفاقية حلولاً لحماية المنشآت النفطية والتأكد من عدم استخدامها أهدافاً عسكرية أو ورقة مساومة سياسية مرة أخرى'.
وكان رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله يضغط منذ فترة طويلة من أجل تشكيل قوة خاصة بالمؤسسة قادرة على الدفاع عن حقول النفط وخطوط الأنابيب ومحطات التصدير.
كان صنع الله قد ندد بالتحرك الروسي في حقول النفط، وقال: 'نفط ليبيا للشعب الليبي، وأرفض تماماً محاولات الدول الأجنبية لمنع استئناف إنتاج النفط لسنا بحاجة إلى مرتزقة روس وغيرهم من الأجانب في ليبيا'.
بدورها، أعربت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، عن إحباطها من وجود قوات روسية في حقول النفط الليبية.
هل المرتزقة يسيطرون على نفط ليبيا؟
في الأسبوع الماضي، دخلت قافلة من المرتزقة الروس والاتراك من مجموعة فاغنر، التي يُعتقَد أنها تعمل بموافقة موسكو، حقل نفط الشرارة العملاق برفقة مقاتلين اتراك في استعراض للقوة يستهدف حماية الأراضي التي تسيطر عليها حكومة السراج.
تسببت هذه الخطوة الجريئة في تعميق خطر اندلاع صدام بين موسكو والدول الأخرى التي تريد حل الأزمة في ليبيا، التي تدعم الطرف الآخر في الصراع المتمثل في الجيش الليبي.
ويُعد حقل الشرارة النفطي الأكبر في البلاد، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 300 ألف برميل، من إجمالي الإنتاج البالغ مليون برميل يومياً في الوضع الطبيعي.