مازالت الاحتجاجات اللبنانية تعم البلاد منذ ٣ أشهر، واشتدت قوتها عقب التقنين الحاد التيار الكهربائى، حيث تشهد بيروت ومختلف المناطق اللبنانية تقنينا حادا وانخفاضا كبيرا في ساعات التغذية الكهربائية، أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات في ظل موجة حر تشهدها البلاد.
وأدى شح الوقود إلى قطع خدمات التيار الكهربائي الموازي الذي يديره أصحاب المولدات الكهربائية مما فاقم أزمة الكهرباء،مما زاد من الصعوبات التي يواجهها اللبنانيون الذين يعانون من فقدان الوظائف ، وارتفاع الأسعار والجوع.
تحصل أجزاء من العاصمة بيروت الآن على بضع ساعات فقط من الكهرباء يوميًا في حرارة الصيف، قال بعض السكان إن انقطاع التيار الكهربائي كان أسوأ مما كان عليه خلال الحرب الأهلية 1975-1990.
قصة سيدة تقضي حياتها بالظلام
'سميرة حنا' تقضي الكثير من الوقت في الظلام، حيث تحصل شقتها القديمة في بيروت على أقل من ساعتين من الكهرباء يوميًا ، ومع وجود الاقتصاد اللبناني في حالة خراب ، بالكاد تستطيع الجدة تحمل الشموع ، ناهيك عن مولد خاص.قالت 'حنا' لصحيفة لبنان تايمز الإنجليزية : 'أجلس في الخارج على السلم حتى لا انسى منظر الضوء، نحن لا نشاهد التلفاز، أنتظر وصول الكهرباء حتى أتمكن من غسل الملابس ،ولا يوجد شيء في الثلاجة، انا اشتري وجبة واحدة الطعام يوميا فقط لان الثلاجة تحتاج لكهرباء.
واضافت 'حنا' انه في السبعينات، لم تكن تعاني من هذا السوء، إن انقطاع الخدمة اليومية جعل ابنتها المعاقة عقلياً مسعورة.
وتابعت قائلة 'لقد حان الوقت لأن يشفقوا علينا،ولكن ما الذي يهمهم؟، إنهم يملكون المال ويمكنهم العيش ، لا يمكنهم رؤية الناس يعانون ، لكنهم لا يشعرون، كنت أتمنى أن يكون لدينا قادة رحماء بنا إنهم مج قمامة'.
تعليق وزير الطاقة اللبناني على الأزمة
وقد ذكر 'ريمون غجر' وزير الطاقة أن التخزين هو أحد الأسباب العديدة وراء النقص ، حيث يشتري الناس الوقود المدعوم كغطاء ضد التضخم، بدلاً من شراء الذهب ، يشتري الناس الديزل'.واضاف أن التهريب عبر الحدود إلى سوريا هو أيضا عامل، كما إن السفن التي تحمل الوقود بدأت تصل هذا الأسبوع ووعدت بالعودة التدريجية إلى وضعها الطبيعي - على الرغم من أن الوضع الطبيعي في جميع أنحاء لبنان يعني انقطاع التيار الكهربائي من نوع ما.
ويقوم موردو المولدات الخاصة ، الذين سدوا فجوة العرض التي خلفها توفير الدولة غير المكتملة منذ فترة طويلة ، بترشيد الوقود ، ولم يعد بإمكان العديد من المنازل دفع رسوم باهظة.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية أنه حتى المستشفيات لم يتم إنقاذها،مما اضطر مستشفى بيروت العام الرئيسي الذي يعالج حالات فيروس كورونا إلى إغلاق بعض غرف العمليات وإيقاف تكييف الهواء في مداخله.
ويذكر أن قطاع الطاقة في لبنان ، في قلب الأزمة ، ينزف ما يصل إلى ملياري دولار من الأموال العامة كل عام بينما يفشل في توفير ما يكفي من الكهرباء، لطالما وعدت الدولة المثقلة بالديون بإصلاحها لكنها لم تف بتعهدها