أثار حديث بعض الأطباء حول إمكانية حدوث أعراض ما بعد التعافي من فيروس كورونا المستجد تتمثل في غياب حاسة التذوق والشم، فضلاً عن التهابات رئوية أو جلطات تؤدي للموت المفاجئ، الجدل والذعر في نفوس عدد من المتعافين من مرض كوفيد 19 .
نائب أمانة المراكز الطبية المتخصصة: لا يوجد أي دليل علمي على حدوث جلطات بعد التعافي من كورونا
من جانبه، قال الدكتور رامي عادل، نائب مدير أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان، ومدير مستشفى العجوزة لعزل مصابي كورونا سابقًا، أن من واقع خبرته واحتكاكه بالمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 خلال الفترة الماضية، لم يتم رصد أي حالة تعاني من مشكلات التهابات رئوية أو جلطات وما شابه بعد التعافي، موضحًا أن المتعافي الذي يخرج تحسن يعني أن المسحتين الذين تم أخذهم سلبيين على أن يكون بينهما 48 ساعة أي أن من 4 إلى 6 أيام سلبي وهذا يعني أن الجسم خالي من فيروس كورونا وتم شفائه.
وأضاف الدكتور رامي عادل في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن حدوث جلطات أو التهابات رئوية يكون ضمن مشكلات الإصابة بفيروس كورونا ومضاعفاته ولكن لن تحدث والجسم خالي من الفيروس، لافتًا إلى أنه من واقع احتكاكه بالمرضى المصابين خلال الفترة الماضية والحالات التي رآها فإنه لم يجد أي شخص تعافى نهائيًا وبعدها حدث له مضاعفات أو شكاوى من الأهل، ولا يوجد أي دليل علمي على ذلك.
علاء عوض: الجلطات والالتهاب الرئوية مثبتة علميًا في فترة نشاط كورونا وليس بعد التعافي
فيما قال الدكتور علاء عوض، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أنه بالفعل قرأ عن هذا على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الأطباء، معلقًا أنه كلام غير صحيح وغير دقيق، لأن أغلب هذه المضاعفات تكون لأمراض مزمنة بالفعل ولا يكون لها علاقة بفيروس كورونا المستجد فهي مضاعفات يمكن أن تحدث لأصحاب الأمراض نفسها، ولكن حدوث جلطات في مرضى فيروس كورونا هي مثبتة علميًا في فترة نشاط المرض نفسه، موضحًا أن بعض المرضى معرضين لحدوث مشكلات من هذا القبيل.
وأضاف الدكتور علاء عوض في حديثه لـ 'أهل مصر'، أن مصاب فيروس كورونا يتم تعافيه بعد أخذ مسحة سلبية مرتين له بينهما 48 ساعة ولكن في حالة حدوث جلطات له بعد تعافيه تمامًا يكون سببها لا علاقة له بفيروس كورونا ولكن بسبب مرضي فإذا كانت جلطة بالقلب تكون لمن يعانون من القلب أو غيره.
اقرأ أيضًا.. ارتفاع عدد شهداء الأطباء المتوفين بكورونا إلى 135
ولفت أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس، إلى أن كل هذا يمكن أن يكون أعراض نتيجة أمراض مزمنة، فمثلا شخص يعاني من حساسية مزمنة بالصدر أو سدة رئوية يمكن أن يحدث له التهاب رئوية بعد التعافي من فيروس كورونا ولكن تكون بسبب مشكلات لها علاقة بمرضه الأساسي وليس فيروس كورونا، لان التعافي يعني عدم وجود الفيروس بالجسم وبالتالي عدم وجود تأثير بعد إتمام التعافي.
عز العرب: يمكن استمرار أعراض الجلطات لمصابي كورونا لبعد التعافي
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أنه لا يوجد دراسات حتى الآن أكدت بشكل قاطع إمكانية حدوث جلطات أو التهابات رئوية بعد التعافي من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 مؤكدًا أنه يمكن حدوث جلطات على الشريان الرئوي أثناء نشاط فيروس كورونا والإصابة به ولكن لم يثبت علميًا ذلك بعد التعافي.
كما أوضح في حديثه لـ'أهل مصر'، أن من الممكن أن تستمر أعراض الجلطات التي تحدث لمصابي فيروس كورونا سواء جلطات بالأوعية الدموية أو القلب أو الالتهابات الرئوية حتى بعد التعافي ولكن لا تحدث للمتعافين من لم يتعرضوا لحدوث جلطات.
وأضاف أن فيروس كورونا المستجد ما زال فيروس جديد نسبيا، والأبحاث تجرى والدراسات ما زالت مستمرة حوله لرصد المزيد لأنه لم يظل أكثر من 6 أشهر فقط.
وعن كيفية الإصابة بكورونا، أوضح أن هناك مستقبلات لفيروس كورونا موجودة بجسم الإنسان، وأكثر الخلايا التي وُجد بها مستقبلات هي ACE2 وهي مستقبلات الكوفيد 19 وأكثر الخلايا بها المستقبلات هي الرئة يليها خلايا بالجهاز الهضمي، وهو ما يبرر وجود إسهال لمصابي فيروس كورونا ضمن الأعراض المرضية للفيروس بالإضافة إلى تأثيره على بعض المراكز العصبية، وهو ما يؤثر على التذوق وحاسة الشم وحدوث التهابات عصبية.
وأشار إلى أن فيروس كورونا متناهي الصغر ويأتي على المستقبلات الخاصة به ويتحد مع الخلايا مسببًا الأعراض كما تختلف الأعراض التي تظهر على جسم الإنسان بخلاف المستقبلات التي استقبلت الفيروس وأكثرها الخلايا الرئوية، مضيفًا أن أنه يدخل من الفم أو الأنف ومن ثم المرور على القصبة الهوائية والاستقرار بالرئة، فالفيروس حجمه 125 مليمتر أو 125 ميكرون، ففي حالة دخوله عن طريق الفم أو الأنف أو العين يدخل في الخلايا التنفسية أو مجرى الدم أو الجهاز الهضمي لأنه متناهي الصغر كما أنه يمكن أن يظهر فيروس كورونا في تحليل الدم، وله تأثير أيضا على الأعضاء الداخلية سواء القلب أو الكلى أو الكبد.
استشاري أورام: حالات كثيرة اتعافت من كورونا وماتت بسبب جلطة على الشريان الرئوي
كما قال الدكتور محمد سعد العشري، استشاري علاج الأورام بجامعة المنصورة، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك': 'خلوا بالكم فيه حالات كثيرة اتعافت من الكورونا وماتت بموت مفاجئ بسبب جلطة علي الشريان الرئوي'.
استشارية الأمراض المعدية والباطنية بالبحرين: 30- 40% من متعافي كورونا يعانون جلطات والتهابات رئوية
ومن جانب آخر، أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي، وعضو الفريق الطبي بمملكة البحرين للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19)، أن بعض الدراسات كشفت أنه هناك نسبة تتراوح من 30- 40% حول أن فيروس كورونا يمكن أن يؤثر على أعضاء المصاب وذلك بعد التعافي وبداية يمكن أن تكون بشكل أكبر في الرئتين لأنها العضو الأساسي الذي يصاب بالمرض ويمكن حدوث التهاب بها ومن ثم تليف بالرئة وبعض المرضى يحتاجون للأكسجين لفترة أطول لحدوث التهابات رئوية.
اقرأ أيضًا.."المهن الطبية" يكشف عدد الأطباء الحاصلين على 20 ألف جنيه لإصابتهم بكورونا "خاص"
كما لفتت الدكتورة جميلة السلمان خلال مؤتمر صحفي، أن العضو الثاني الذي يمكن أن يتأثر وعليه دلالات علمية هو القلب بعد التعافي من كورونا خاصة المصابين الذين لديهم مشكلات مرضية بالقلب ويمكن حدوث ضعف في عضلة القلب أو إصابة بجلطات القلب بعد التعافي من المرض، مضيفة أن من يتأثر ثالثُا هو الجهاز العصبي فيمكن أن يتسبب بعد التعافي في حدوث جلطات دماغية بنسبة بسيطة أو تأثير على الحالة النفسية والتركيز وفقدان حاسة الشم والتذوق وهي تم ملاحظتها في دول العالم وتأخذ وقتها حتى الرجوع، حيث ان نسبة كبيرة من العلاج تضمن حدوث جلطات بالأوعية الدموية والقلب والدماغ، وحدوث مشكلات في النوم وتعب أو حدوث فقدان للشم والتذوق.
وكانت وزارة الصحة والسكان المصرية، أوضحت إنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا، لافتة إلى أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأحد، هو 82070 حالة من ضمنهم 24419 حالة تم شفاؤها، و 3858 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس 'كورونا المستجد'، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قاما الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن '105'، و'15335' ورقم الواتساب '01553105105'، بالإضافة إلى تطبيق 'صحة مصر' المتاح على الهواتف.