بعد فضائح آل حمد.. الشيخة موزة تشتري الشهادة الجامعية لنجلها الأصغر وتهربه من قضية قتل

خليفة بن حمد
خليفة بن حمد
كتب : سها صلاح

مازالت تتكشف يوماً بعد يوم القضايا الجنائية والجرائم المتورط بها خالد بن حمد، شقيق أمير قطر، إلا أن فصلاً جديداً من الفضائح بدأ يظهر على مسرح عائلة قطر الحاكمة، ولكن البطل هذه المرة هو شقيق آخر لأمير قطر خليفة بن حمد، وفي هذا السياق، كشفت صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' عن فضائح الشقيق الأصغر للأمير تميم بن حمد.

الشيخة موزة تدفع رشاوى للحصول على شهادة لنجلها

أشار التحقيق إلى تورط والدة الأمير المدلل، الشيخة موزة، ومؤسستها الخيرية التي تدعم النهضة 'التعليمية عالميا' بتبرعات ثبت في بعض جوانبها أنها رشاوى مقابل تسهيل حصول الأبناء على شهادات جامعية دون الحضور أو الدراسة عن بعد.

يكشف التقرير عن وقائع عملية تزوير واحتيال غير مسبوقة في مجال التعليم وهي 'التعليم عن بعد وبالوكالة'، إذ تم استئجار طالب دراسات عليا مكسيكي الأصل، يدعى جوفينال كورتيس، ليقوم بعمل الفروض الدراسية بالنيابة عن خليفة بن حمد، الذي اكتفى في مرات ظهوره القليلة في الحرم الجامعي بالتجول في الحدائق وارتياد المطاعم.

واستعرضت الصحيفة الأميركية تفاصيل وصول الطالب خليفة بن حمد، قادما من الدوحة على متن طائرة خاصة مع حشد من الخدم، لتلقي تعليمه الجامعي.

فندق بيفرلي ويلشاير ومغامرات بن حمد

وكان اختيار مقر الإقامة هو فندق 'بيفرلي ويلشاير'، الذي ازداد شهرة مع فيلم 'Pretty Woman' بطولة جوليا روبرتس.

وربما ازداد الفندق شهرة من إقامة الأمير الشاب والوفد المرافق له طوال سنوات الدراسة في أجنحته الفاخرة، حيث كانوا يمضون أوقاتهم في ألعاب الفيديو وتناول الطعام في المطاعم الفاخرة.

أقام الأمير وأصدقاؤه في أجنحة مطلة على ساحات 'روديو درايف' المميزة وكانت غرفه هو وخدمه تبلغ قيمتها 600 دولار في الليلة، واعتاد 6 سائقين وحراس أمن تناول وجباتهم في مطعم الفندق، حيث كان سعر 'ساندوتش تشيز برجر' يصل إلى 30 دولارا، وهي الفواتير التي كانت تتولى الحكومة القطرية تسديدها.

بالإضافة إلى القيام بالرحلات المنتظمة للمقامرة في لاس فيغاس، والتي كان يتم تزوير فواتيرها عن طريق شركة لتأجير السيارات، حتى لا تنكشف تلك الممارسات أمام أفراد الأسرة الحاكمة في قطر وكذلك الحكومة القطرية.

وبحسب ما نشرته 'لوس أنجلوس تايمز'، كان من البديهي أنه كلما طالت فترة بقاء خليفة بن حمد وحاشيته في لوس أنجلوس، كلما حصل فندق 'بيفرلي ولشاير' على المزيد من الأموال.

وكان من أحد طرق الحفاظ على استمرار إقامة خليفة أن يبقى طالبًا جامعيًا،ومن هذا المنطلق، قام كريس جليسون، مدير الفندق المسؤول عن الأعمال الدولية، بالتواصل مع جامعة كاليفورنيا، حيث أخبر أحد مسؤولي الجامعة أن ابن أمير قطر مهتم بالعلوم السياسية، واقترح في رسالة بريد إلكتروني أنه 'إذا لعبت جامعة كاليفورنيا أوراقها بشكل صحيح، فربما تحتل موقعًا في طابور كبير للتبرعات'.

ولم يكن اقتراحًا غريبًا تمامًا، حيث إنه تحت قيادة الشيخة موزة بنت ناصر، والدة خليفة بن حمد، قدمت 'مؤسسة قطر' أكثر من مليار دولار للجامعات الأميركية، مما يجعلها أكبر ممول أجنبي للتعليم العالي في الولايات المتحدة.

جامعة كاليفورنيا وشهادة الابن المدلل

قام جليسون ومرافقون له من حاشية ومساعدي الطالب خليفة بن حمد بزيارة لجامعة كاليفورنيا، حيث التقوا أليساندرو دورانتي، عميد كلية العلوم الاجتماعية حينها، وجلبوا معهم مجموعة من التماثيل الذهبية وبعض الهدايا الأخرى، وأوضح الوفد أنهم يريدون وعدًا بقبول خليفة بن حمد في الجامعة.

وصرح دورانتي قائلًا: 'لقد أخبرتهم مرارًا وتكرارًا أنني أولاً، بصفتي عميدًا، لا أتعامل مع حالات القبول بالجامعة على الإطلاق'، مضيفًا أنه أيضا 'لا يمكن للجامعة أن تقبل تسجيل شخص بسبب وضع خاص'.

خليفة بن حمدخليفة بن حمد

وذكر دورانتي أن ممثلي خليفة آل ثاني ظلوا يضغطون عليه لمدة ساعة، وقال له أحدهم: إن سموه لا يحب سماع الإجابة بـ'لا'.

ولكن رفض عميد الكلية التراجع عن موقفه، واضطر القطريون ومساعدوهم إلى اللجوء إلى 'جامعة جنوب كاليفورنيا'.

وسعى أفراد من عائلة آل ثاني إلى التعرف على العديد من أمناء جامعة USC، ومن بينهم توماس باراك جونيور، وهو مستثمر ثري في لوس أنجلوس ومؤسس شركة أشرفت على بناء مجمع Bel-Air المملوك للأسرة الحاكمة القطرية.

وقام باراك بترتيب زيارة ومقابلة والدة خليفة بن حمد وماكس نيكياس، رئيس جامعة USC آنذاك، والذي كان يقوم بحملة لجمع التبرعات بقيمة 6 مليارات دولار، في واحدة من أكبر حملات جذب رؤوس الأموال في قطاع التعليم العالي، وكان كل الحاضرين في تلك المقابلة يعرفون أن قطر في وضع يمكّنها من تقديم تبرعات بسخاء إلى جامعة جنوب كاليفورنيا.

وبعد أربعة أشهر من انتهاء الاجتماع، انتقل الطالب خليفة بن حمد إلى 'جامعة جنوب كاليفورنيا'. ولحق به ابن عمه وصديقه المقرب 'ناصر'. وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأت الجامعة في السعي للحصول على منحة كبيرة من 'مؤسسة قطر' لتمويل مركز البحوث البحرية بالجامعة في جزيرة كاتالينا.

وعلى هامش حياته الجامعية الحافلة بالأحداث، في ساعة متأخرة من ليلة بعام 2014، وتحديدًا في الساعة 1:20 صباحًا، كان خليفة آل ثاني ينطلق بسرعة 130 ميل/ساعة على متن سيارة 'مايباخ' بيضاء، بطريق عودته هو وحاشيته عائدين بعد قضاء عدة أيام في منتجع 'وين' الفخم في لاس فيغاس، وكان الأمير يقود بسرعة كبيرة لدرجة أن سيارة 'رينج روفر'، يقودها أحد سائقيه كانت بالكاد تستطيع اللحاق به.

وتابعت دورية شرطة في كاليفورنيا المركبات، وتم إيقافهم واحتجاز خليفة بن حمد وحاشيته لحين تحرير مخالفة خرق السرعات القانونية.

وادعى ممثلو لوس أنجلوس لاحقًا في شكوى جنائية أنه كان يقود بتهور وبسرعة جنونية وخطيرة، ولم يحضر خليفة بن حمد أمام المحكمة، بعدما تم إرسال إخطار له في مقر إقامته بفندق بيفرلي ويلشاير، ومازالت هناك مذكرة سارية لاعتقاله

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً