بلغت الإصابات المؤكدة صباح اليوم الأربعاء بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، 15 مليون مصاب حول العالم، يأتي ذلك بعد أن باتت الهند بؤرة جديدة لتفشي وباء كورونا.
وفي سياق منفصل، تراجعت إصابات فيروس كورونا منذ أكثر من أسبوع متواصل في مصر، كما سجلت محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء "صفر إصابات" بكورونا في أخر 24 ساعة، الأمر الذي يبشر في إمكانية استمرار تراجع الإصابات والوفيات حتى نصل إلى لقاح أو قبل الدخول لفصل الشتاء وخطورة أن يتزامن وباء كورونا مع فيروس الأنفلونزا الموسمية.
مدير وحدة الوبائيات والترصد سابقًا: يمكن لكورونا أن يتحول لأنفلونزا موسمية لها مضاعفات شديدة
ومن جانبه، قال الدكتور عبد العال البهنسي، مدير وحدة الوبائيات والترصد بمحافظة البحر الأحمر سابقًا، أن فيروس كورونا يمكن أن ينتهي مثلما حدث مع الأنفلونزا الأسبانية، أو يتحول إلى أنفلونزا موسمية مثل انفلونزا الخنازير وبالتالي لها مضاعفات شديدة أو سيكون أشد شراسة مما هو عليه ويتفشى في موجة ثانية.
وأضاف مدير وحدة الوبائيات والترصد بمحافظة البحر الأحمر سابقا في حديثه لـ"أهل مصر"، "مفيش شيء مضمون واحنا مش أحسن من أمريكا ولا امكانيتنا تضاهي أمريكا والبلاد اللي مازالت تعاني من وباء كورونا، وبالتالي فإن كل السيناريوهات مازالت مطروحة طالما لم يتم حتى الآن اكتشاف مصل أو لقاح مضاد لفيروس كورونا.
عز العرب: الإصابة بكورونا في الشتاء تتزامن مع الأنفلونزا الموسمية وشدتها أكبر وأخطر على المناعة
فيما قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن هناك خطر الوصول إلى الأنفلونزا الموسمية في فصل الشتاء والتي ينتج عنها مضاعفات شديدة، لافتًا إلى أنه لم نعرف حتى الآن هل وصلنا إلى ذروة إصابات فيروس كورونا أم لا – كما قالت وزيرة الصحة- ولكن تناقص الأعداد نعلق عليه بأن المنحنى بدأ في التراجع والانخفاض ولكن يمكن أن ترتفع أعداد الإصابات حتى ولم تكن كثيرًا.
وأضاف الدكتور محمد عز العرب في حديثه لـ"أهل مصر"، ان الإصابة بفيروس كورونا في فصل الشتاء يمكن أن يكون شدتها أو خطورتها أكبر بكثير لأنها تتزامن مع الأنفلونزا الموسمية وبالتالي في حالة حدوثها للشخص تزيد المضاعفات للأسوأ ويكون الأثنين عبء على الجهاز المناعي الذي يعتبر القلعة أو الحصن الذي يحمي الجسم من أي فيروسات خارجية، لذا فهناك تخوف من ذلك لأن في أمريكا على سبيل المثال هناك نسبة إصابات عالية جدا ووفيات من الأنفلونزا الموسمية.
ولفت إلى أن هناك تخوف من أن يتزامن حدوث الأنفلونزا الموسمية مع استمرار انتشار مرض كوفيد 19 لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع حدوث إصابات ووفيات بشكل أعلى خاصة أن المنحنى مازال في التصاعد حيث أن الأعداد انخفضت ومن ثم بدأت ترتفع بشكل كبير مرة أخرى، ولكنها في الموجة الأولى كما يحدث في مصر تماما، مشيرًا إلى أنه لا يتضح حتى الآن هل سيكون هناك موجة ثانية من فيروس كورونا في فصل الشتاء أم لا وكل هذا يتوقف على المنحنى الوبائي، متمنيًا أن ينخفض المنحنى ويستمر في التراجع لأكثر من أسبوع أخر.
وأشار إلى أن لقاح كورونا مهم جدا، فالرعب الذي حدث للعالم كله من وباء كورونا بدأ من مدينة يوهان الصنينية وبالتالي فاللقاح أمل للبشرية كلها، لافتًا إلى أهمية الوصول للقاح قبل الأنفلونزا الموسمية، حيث أن من يتم شفائه من مرض كوفيد 19 يصبح شخص عادي، لوجود أجسام مضادة، هناك نوعين وهم IGE تعافي نهائيا، وigg تختفي من المتعافي بعد 3 شهور وبعدها يمكن أن يصاب مرة أخرى فالإصابة بكورونا لا تعطي مناعة للجسم، ويمكن بعدما يصاب الشخص بأنفلونزا موسمية أن يصاب بوباء كورونا أو العكس في كل الأحوال ولكن الاثنين معا يكون أكثر خطرا وعبئا على جهاز المناعة.
تجربة في البرازيل على 92 ألف مريض: مضاعفات الأنفلونزا الموسمية تقل لمن تعافوا من كورونا
واستطرد أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، في حديثه أنه لوحظ في البرازيل خلال تجربة تمت على حوالي 92 ألف مريض مصاب بفيروس كورونا، أن معدل مضاعفات الأنفلونزا الموسمية تقل لمن تعافوا من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ولكن يمكن أن يتعرض للعدوى بشكل طبيعي لأن كل منهما فيروس مختلف عن الأخر ولم يعطي مناعة للجسم ومن الممكن الإصابة به أكثر من مرة.
المصل واللقاح: التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية يساعد في حصر إصابات كورونا
كما قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم المناعة والحساسية بالمصل واللقاح، إن الدولة تتجه لتوفير كميات كبيرة من مصل الإنفلونزا الموسمية لتطعيم كبار السن والأطفال ضد فيروس الانفلونزا، خاصة أنه من المتوقع أن يكون هناك موجة ثانية من فيروس كورونا بعد انتهاء الموجة الحالية، موضحًا أنه سيتم التطعيم قبل شهر سبتمبر المقبل، لأعراض الإصابة بالإنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا واحدة، لذلك يجب أن يتم التطعيم بالمصل الآن.
وأضاف رئيس قسم المناعة والحساسية بالمصل واللقاح، أنه في حالة الإصابة بأي أعراض يتم التعرف على المرض، كما أن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية يساعد في حصر أعداد الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدًا أن الدولة توفر كميات كبيرة من المصل في خطوة استباقية لها تحسبًا لوجود الموجة الثانية، وأن سعر المصل لن يزيد عن العام الماضي وسيكون في متناول المواطنين، منوهًا أن كل التطعيمات متوفرة في كافة مراكز المصل واللقاح بالجمهورية.
وكانت وزارة الصحة والسكان اعلنت أمس أنه تم تسجيل 676 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا لفيروس كورونا المستجد، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ووفاة 47 حالة جديدة.
ومن جانبها، أشارت وزارة الصحة إلى أنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا، موضحة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الثلاثاء، هو 89078 حالة من ضمنهم 29473 حالة تم شفاؤها، و 4399 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قاما الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن "105"، و"15335" ورقم الواتساب "01553105105"، بالإضافة إلى تطبيق "صحة مصر" المتاح على الهواتف.