تسببت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المفاجئة إلى تونس في العام الماضي، في إثارة استياء العديد من الأحزاب السياسية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني التونسي، ومنذ ذلك الوقت وتواجه جماعة الإخوان بقيادة رئيس البرلمان التونسي 'راشد الغنوشي' أزمات عدة حيث يخشى التونسيون يخشى أن تتجاوز بلادهم، المحايدة، خاصة في الأزمة الليبية من خلال اتخاذ موقف لصالح أحد المتحاربين من قبل جماعة الإخوان.
حيث تشترك تونس في حدود طويلة مع ليبيا، هذا البلد الغارق في الفوضى، وقد استضافت الآلاف من اللاجئين الليبيين منذ الثورة التي أدت إلى سقوط معمر القذافي في عام 2011.
كما دعا أردوغان، تونس، وكذلك قطر والجزائر، للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ستنظمه الأمم المتحدة في أوائل عام 2020 في برلين. من جانبه، أكد قيس سعيد على التعقيد المتزايد للأزمة الليبية، وتحدث عن 'دعم الرئيس أردوغان لمبادرة تونسية بشأن ليبيا'.
اقرأ أيضاً: ثروة الغنوشي تتعدى المليار دولار.. كيف حصل عليها؟ ماذا يحدث داخل الحكومة التونسية؟
اتفاق تونسي تركي لدخول ليبيا
بعد زيارة أدروغان لتونس، كشفت مصادر تونسية لصحيفة liberation الفرنسية أن الاجتماع كان اتفاقاً بين 'الغنوشي' و'اردوغان' حول مساندة إخوان تونس للميلشيات في ليبيا، وهذا كان واضحاً عند عودة اردوغان إلى أنقرة، أعلن الرئيس التركي أنه سيقدّم إلى البرلمان في أوائل الشهر المقبل اقتراحاً بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق الوطني، لذلك كان الصراع مع جارة تونس الكبرى على رأس المناقشات في تونس بين الرئيس المنتخب حديثاً، قيس سعيد، ورجب طيب أردوغان، حتى لو كانت، رسمياً، تتعلق بـ 'التبادل التجاري' بين البلدين، وقد انضم رئيس الوزراء الليبي في حكومة الوفاق الوطني الليبي، فايز السراج، إلى اجتماع تونس بين الرئيسين؛ التركي والتونسي.
اقرأ أيضاً: الفخاخ والغنوشي.. من يستبعد الآخر من المشهد التونسي؟
إخوان تونس يمارسون سياسة الكر والفر
قال الدكتور طارق فهمي الباحث السياسي في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن من المبكر أن نتوقع سقوط راشد الغنوشي، لكنه في طريقة إلى مواجهة أزمات حقيقية، وموضوع استقالة الحومة وما يدور في تونس جاء بسبب انكسارات تعيشها جماعة الإخوان في الإقليم بأكمله، سواء في الأردن عندما حظرت حركة التمييز.
وأعتقد أن أحد سيناريوهاتهم سيكون الكر والفر للماطلة لكسب أكبر وقت ممكن، لترتيب أوراقهم مرة أخرى لإعادة أنفسهم إلى الواجهة، و الآن هم يعيدوا فكرة المشاركة لا المغالبة.
وأضاف أن سقوط الإخوان في تونس سيكون لها تداعيات كبيرة على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في ليبيا، كما ستتأثر حركة 'حمس' الإخوانية في الجزائر وبالتالي سيخسر الرئيس التركي أهم منطقتي محيطين بليبيا.
اقرأ أيضاً: كواليس اجتماعات داخل ليبيا وخارجها بشأن معركة سرت.. ماذا طلب الوفد الأمريكي من "حفتر"؟
تراجع أسهم الإسلام السياسي
وفي سياق متصل، قال شريف سمير الباحث السياسي في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن في ظل تعثر حزب النهضة التونسي وتراجع أسهم الإسلام السياسي، يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمساندة أحد أجنحة جماعة الإخوان القوية ومن خلال أسلوب التحرش العسكري في ليبيا ومنطقة فوق المتوسط تسعي تركيا لتهديد محيط المغرب العربي وابتزازه سياسيا واقتصاديا لمد النفوذ التركي في الشرق الأوسط.
وحول مصير راشد الغنوشى ومستقبله السياسي، يتحرك حزب 'العدالة والتنمية' التركي تحت قيادة أردوغان المنفردة لدعمه وإغراق الحكومة التونسية في التحديات الخارجية والانشغال بنغمة التهديدات العسكرية لإفساح المجال أمام كوادر 'النهضة' لتنظيم صفوفهم وترتيب أوراقهم مجددا بعد أن فقد الحزب الإسلامي ثقة الشارع التونسي مؤخرا ،وببساطة يستغل أردوغان حالة الاضطراب السياسي داخل دول الربيع العربي بإشعال الوضع أمنيا، وتمهيد الأرض أمام حلفائه من جماعة الاخوان وتيار الإسلام السياسي داخل تلك الدول.
وأضاف أن منطق أردوغان هو تعويض الإفلاس السياسي بانتصارات عسكرية أو فتح أكثر من جبهة قتال في البؤر المشتعلة والمساومة علي تهدئة الوضع مقابل مكاسب استراتيجية واقتصادية يواجه بها خسائر الداخل في السنوات الأخيرة.