'العملات المشفرة' كلمة تردد صداها في الآونة الأخيرة والتي أطلق عليها 'البيتكوين'، خاصة عقب أختراق حسابات مشاهير ورؤساء سابقين على تويتر الأسبوع الماضي لإجراء عملية احتيال يتم من خلالها جمع أكبر عدد من العملات المشفرة 'البيتكوين'، وفي هذا السياق كشف المعهد الفلبيني لأبحاث السلام والعنف والإرهاب؛ أن جماعات إرهابية مرتبطة بداعش وميلشيات مصراتة في ليبيا أجرت معاملات بالعملات المشفرة الآونة الأخيرة.
كيف يتم تحويل الأموال الرقمية للعناصر الإرهابية في ليبيا؟
قال المعهد 'الفلبيني' أن المليشيات الإرهابية في طرابلس يستخدمون الأطفال ذوي الـ17 عاماً، لإجراء تلك المعاملات عبر الانترنت لعدم إثارة الشك فيهم، أو من خلال دور الأيتام في ليبيا، لإخفاء التبرعات المالية القادمة من قطر.
ورغم أن اعتماد العملات المشفَّرة ليس بالحدث غير المسبوق بين أنصار داعش، لكن هذه الحالة تشير إلى تنوع جديد في أساليب تمويل الإرهاب في شرق افريقيا.
لطالما كان تنظيم داعش مهتماً بالعملات المشفرة؛ ففي قضية كبيرة تعود إلى عام 2015، سُجن طفل يبلغ من العمر 17 عاماً في ولاية فرجينيا الأمريكية، لتزويده أنصاراً لداعش، عبر الإنترنت، بنصائح حول استخدام العملة الافتراضية 'البيتكوين' في إخفاء تبرعات مالية، وقد كتب أيضاً مدونة مرجعية بارزة بعنوان 'بيتكوين والعمل الجهادي الخيري'.
وفي جنوب شرق آسيا، كان من أوائل مؤيدي استخدام العملات المشفرة في تمويل الإرهاب؛ الإرهابي الأندونيسي الداعشي، باهرون نعيم، الذي كان قد اتخذ من سوريا مقراً له حينها؛ حيث أدرج في دليله الإلكتروني المنشور عام 2016، عملة 'البيتكوين' باعتبارها واحدة من طرق نقل الأموال لغسل عائدات 'البطاقات الائتمانية الخادعة'، وأفادت وحدة الاستخبارات المالية الأندونيسية بأن باهرون نعيم قام بتحويل الأموال إلى شركائه باستخدام شركة 'بي-بال'، وقد جُنيت الأموال من 'البيتكوين'، واستخدمت في نهاية المطاف في تمويل هجوم انتحاري على مقرّ شرطة سولو، وسط جاوة، في يوليو 2016.
لماذ يميل الإرهابيين لاستخدام "البيتكوين"؟
العملات المشفرة تقدم لمستخدميها درجة من عدم الكشف عن الهوية؛ حيث تسجل تلك المعاملات بما يسمى 'البلوكتشين'، وهو نظام دفترة حسابات مشفر ولامركزي بمعني أنه لا يستطيع أحد الإطلاع على تلك المبالغ إلا عقب تحويلها إلى محفظة البتوكين، وهذا ما يفعله الإرهابيون الآن، حيث يقوم مستقبل الأموال بإدخالها ضمن عدة أنشطة أجتماعية في عديد من الحسابات لغسلها أولاً قبل إرسائها في محفظة البيتكوين.
وفي حين استخدمت تقنيات تحليل 'البلوكتشين' لفك تشفير المعاملات وتتبعها، فقد استخدمت أيضاً خدمات زيادة تشفير العملات في إخفاء آثار كل من مرسل المعاملة ومتلقيها، بالإضافة إلى ذلك يصعب على الحكومات مراقبة تلك العملات، نظراً لأن الأفراد الذين يسجلون في محفظة رقمية، يمكنهم استخدام أسماء مستعارة أو تغيير عنوان تشفير المحفظة للإبقاء على سرية هويتهم.
نتيجة لذلك؛ لم تكن هناك اعتقالات أو ملاحقات قضائية تتعلق بالإرهابين الذين تورطوا في تمويل الإرهاب باستخدام العملات المشفرة، هذا رغم علم السلطات بأن المتشددين يستخدمونها في جمع الأموال أو نقلها.
كيف يتم تحويل تلك الأموال إلى ليبيا؟
بالرغم أن الينوك الليبية لم تعتمد بعد الصرف بعملة 'البيتكوين' إلا أن الإرهابيين يجدون طريقة لذلك حيث يتم تحويل أموال دعم الإرهاب من قطر وإيران إلى الفلبين حيث سمحت باستخدام العملات الرقمية بوصفها عملات قانونية، ومن هناك يمكن بسهولة تحويل العملات المشفرة إلى أخرى نقدية من خلال أجهزة الصراف الآلي التابعة لـ 'يونيون بنك أوف فلبينز'، وشركات التحويل والإيداع الأخرى المسجلة، ومن ثم يتم تحويل تلك المبالغ من الفلبين إلى ليبيا وغيرها من الدول التي يقطن بها الإرهاب.