'أسن السكينة.. أسن المقص' تلك الكلمة الرنانة التي اعتاد عليها المصريين في الشوارع، مع اقتراب عيد الأضحى، فعند سماع تلك الجملة يحضر إلى الأذهان ذلك الشخص الذى يحمل حجر على قطعتين من الخشب، ويدار من الأسفل وكانت الجدات يخرجن سكاكين المطبخ لتسن، لكن مع التطور وظهور عدد من الأدوات التى تغنى عن 'السنان'، ظن الكثيرون أن هذه المهنة قد اندثرت ولم يعد هناك 'سنّ'، ولكن الحقيقة أن هذه المهنة مازالت قائمة رغم قلة المقبلين عليها طوال السنة عدا فترة عيد الأضحى المبارك، والذي يزداد الإقبال عليها لكثرة تقطيع الأضاحي والتي تحتاج إلى سكين حاد.
مهنة السنان بالغربية
فالمعروف أن السكين يصبح تلماً من كثر الاستخدام، وقد اعتادت ربات البيوت قديماً على عادة سن السكاكين في فترة الأعياد، وذلك لتقطيع لحم الأضحية، ولكن الأن أصبح الوضع مختلف، فالمسن الكهربائى، والمسن الحديث قتل مهنة السنان، إلا أن الغربية مازالت تحمل في جنباتها تراث السن الذي لم يندثر حتى الآن، ففى أحد أزقة ميدان سوق اللبن بمدينة المحلة الكبرى، يقع ذلك الدكان الصغير ، الذى لا يتجاوز الأربع أمتار، علقت على أحد جدرانه لافتة ورقية كتب عليها ' ممنوع سن المطواة والخنجر والسنجة منعا باتا'، وفي أحد الأركان حجر حدادى يدور على موتور ، وبجانبه حجر من مادة الجرانيت، تتطاير من على جنباته شرارة احتكاك نصل السكاكين، التي يسنها السنان.
مهنة السنان بالغربية
يقول محمد 'السنان': محلنا الأخير من نوعه فى حوارى سوق اللبن، المدينة بالكامل فيها 3 محلات للسن، ونحن نقدمها، فاعتدت أنا وأبى قديماً أن نبحث عن الزبائن ، فنحمل الحجر على ظهورنا ونتجول فى شوارع المدينة القديمة ، نسن كافة أنواع الأسلحه بدايه من سكين المطبخ والبلطة ومقصات الخياطين ، أما في فترة الأعياد نبدأ في فتح المحل ، يتوافد علينا الجزارين والسلاخين من قرى المحلة وأغوارها لسن 'عدة الذبح'.
مهنة السنان بالغربية
وأضاف 'السنان' تنقسم عملية السن لثلاث مراحل المرحلة الأولى تمريرها على الحجر الحدادى ذلك لفرد الأجزاء المطرمه منها ، وبعدها تغمس السكين فى الماء، كى لا تحرق يدي أثناء الاحتكاك ، وتبدأ دورتها علي الحجر 'القرص الحجري'وإدارته ، وتلك العملية ' احتكاك القرص والسكين' ينتج عنه شرارات من النار، فلابد من الحذر ، أما المرحلة النهائية هى مرحلة 'الشطف' وتمرير السكين على قطعة من المعدن المصقول لإزاله أى قشور أو رايش عالق بالسكين.
مهنة السنان بالغربية
أما بالنسبة لأسعار سن السكاكين تبدأ من 5 جنيهات لسكاكين المطبخ والتشفيه أما 'الكذلك الصغير' يسن بـ 8 جنيهات ، و'سكين الشط والسكين البرازيلى والبرازيلى أبو نوره' فتكلفة 15جنيه ، أما الساطور 20جنيه، حيث نبدأ موسم العمل قبل العيد بشهر أو اكثر، حيث يفضل القرويين السن البدوى عن الكهربى، وذلك لأنه يدوم أكثر ويحافظ على السكين.
مهنة السنان بالغربية